عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
أعاد أنطونيو كونتي فريق إنتر ميلان إلى منصات التتويج، بعد غياب دام 10 سنوات كاملة، ليُنهي حقبة التفوق الكاسح لفريقه السابق، يوفنتوس، ويستمر في تقديم «قبلة الحياة» لأغلب الفرق التي تولى تدريبها، خلال مسيرته التدريبية عبر 15 عاماً.
قاد كونتي كلاً من باري وسيينا للتأهل إلى «الكالشيو»، في بداية مشواره التدريبي، بين عامي 2009 و2011، قبل أن يُعيد بناء يوفنتوس بعد 9 سنوات من الانهيار، وحصد لقب الدوري في موسم 2011-2012، وأضاف لقبين آخرين متتاليين آنذاك، وأهدى الإيطالي صاحب الـ51 عاماً «السيدة العجوز»، 5 ألقاب، ليضع «البذرة الأولى» في حقبة السيطرة المطلقة على الكرة الإيطالية، خلال السنوات الماضية، ثم عاد مع إنتر ميلان ليكتب بنفسه «كلمة النهاية»، لرواية نجاح فريق الأصلي.
وفي «يورو 2016»، صنع أنطونيو ما يشبه المعجزة، ببلوغ ربع النهائي مع منتخب إيطاليا «الباهت»، الذي كونه من لاعبين متوسطي المستوى والنجومية، عقب اعتزال كبار النجوم وتراجع نتائج «الآزوري» عالمياً بصورة كارثية، ثم أعاد تشيلسي إلى الطريق الصحيح، متوجاً بلقب «البريميرليج 2016-2017»، بعدما أنهى النسخة السابقة في المركز العاشر، كما منح «البلوز» لقباً آخر في كأس الاتحاد الإنجليزي، وظل منافساً قوياً في أغلب البطولات الأخرى خلال موسمين.
يملك «الأفاعي» الدفاع الأكثر صلابة في النسخة الحالية من «الكالشيو»، باستقبال 0.85 هدف في كل مباراة، وهو ما ساعده على اقتناص اللقب الغالي، حيث بدأ كونتي مرحلة الإصلاح من الموسم الماضي، الذي حلّ فيه وصيفاً، ممتلكاً أقوى خط دفاع أيضاً، بمعدل 0.95 هدف كل مباراة، وعلى الجانب الآخر، زيّنت «ثنائية لوكاكو ولاوتارو» الرسم التكتيكي الهجومي لـ «كتيبة كونتي» منذ الموسم السابق، الذي أحرزا فيه سوياً 37 هدفاً في «سيري آ»، و55 هدفاً في جميع البطولات، مقابل 36 هدفاً حتى الآن في الدوري الإيطالي، و44 في مختلف المنافسات، كما تطور تكتيك «النيرآتزوري» تحت قيادة أنطونيو، بعدما سجل الفريق 73% من أهدافه بطريقة جماعية، مقابل 70.4% في الموسم السابق، وشارك 18 لاعباً في صناعة وتسجيل الأهداف، بنسبة 78.3% من قائمة الفريق، مقابل 72.4% في نسخة 2019-2020.
كونتي منح «الأفاعي» الحلول التكتيكية لبلوغ شباك المنافسين، مُطوراً من تأثير الأطراف الهجومية، التي أنتجت 57% من إجمالي الأهداف، مقابل 43% للعمق الهجومي، في حين بلغت النسب في العام الماضي 52% و48% على الترتيب، كما ارتفع معدل التسجيل من التمريرات العرضية، إلى نسبة 40.5% هذا الموسم، مقارنة بـ32% للسابق، بفضل 10 لاعبين، يُعد أشرف حكيمي أبرزهم، وحافظ الفريق على نسق التسجيل من الركلات الثابتة، لاسيما «الركنية»، بمعدل يصل إلى رُبع عدد الأهداف.
والجدير بالذكر أن «الأفاعي» قبل وجود كونتي، لم يكن منافساً على لقب «الكالشيو»، طوال 8 مواسم، وكان المركز الرابع هو الأفضل له في 3 مرات، بل إنه تراجع إلى المرتبة التاسعة في نسخة 2012-2013، قبل أن يحل وصيفاً العام الماضي، ثم تُوّج بطلاً في الجولة 34 الحالية.
