السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شاهد رياضة .. «إمبراطور» لم يعرف التتويج!

سقراط نجم البرازيل السابق
20 فبراير 2021 12:46

عمرو عبيد (القاهرة)

يعتقد كثير من مؤرخي كرة القدم، أن أسطورة البرازيل الراحل، سقراط، لم يحصل على التقدير الكافي لموهبته الفذة، التي تفجرت خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وربما يعود ذلك إلى عدم تتويجه بأي بطولة كبرى مع المنتخب، وكذلك الأمر على مستوى الأندية، إذ اكتفى بتمثيل الأندية البرازيلية، مثل كورينثيانز وفلامنجو وسانتوس، حاصداً بعض البطولات المحلية، وحتى عندما خطفت مهاراته أنظار الفرق الأوروبية، لم يلعب إلا موسماً واحداً بقميص فيورنتينا، وعندما سأله أحد الصحفيين عن رأيه حول أبرز اللاعبين الإيطاليين، أجاب بأنه لا يعرف أحدهم، لأنه رحل إلى إيطاليا باحثاً عن قراءة أعمال الفلاسفة ودراسة حركات العمال الثورية!
وما قاله «طبيب وفيلسوف» كرة القدم في عمر الـ30 عاماً، كان وصفاً دقيقاً لنشأته وطبيعته المتفردة، لأنه نشأ لأب فقير لكنه مثقف، كان يملك مكتبة رائعة تزخر بالكثير من الكتب الفلسفية، وهو ما دفعه لإطلاق أسماء عباقرة الإغريق على 3 من بين 6 أبناء، ولم يكن غريباً أن يتجه سقراط لدراسة الطب، الذي لم يتأثر على الإطلاق بتعلقه بكرة القدم، التي مارسها في البداية بطريقة غريبة جداً، حيث لم يكن يهتم بحضور التدريب، واشتهر بلقب «الرجل الأخير»، حيث كان يلتحق بتدريب فريق بوتافوجو قبل يوم واحد من أي مباراة، ورغم ذلك لم يعترض زملاؤه أبداً، لأنه كان يقودهم في اليوم التالي إلى تحقيق الانتصار، ثم غير عاداته بعدما ذاعت شهرته، وبدأ يهتم باللعب بطريقة احترافية، خاصة بعد أداء أسطوري أمام سانتوس عام 1977، حيث تأخر فريقه بهدف، ليعادل سقراط النتيجة برأسه، قبل أن يسجل هدف الفوز بـ «الكعب» بعد مراوغة دفاع وحارس المرمى بطريقة خيالية.
ورغم أنه كان «مايسترو السليساو» الأبرز ضمن كتيبة 1982 الساحرة، فإنه لم يتمكن من قيادة المنتخب إلى الفوز بكأس العالم آنذاك، بعدما سجل هدفين في شباك الاتحاد السوفييتي في الدور الأول، ولم يكن هدفه في مرمى إيطاليا كافياً لتجاوز الدور الثاني، وعاد ليكرر المحاولة في مونديال 1986، بهدف رائع من تسديدة صاروخية بعد مراوغة لاعبين من إسبانيا، قبل افتتاح رباعية البرازيل في مرمى بولندا، من ركلة جزاء على طريقته الخاصة، في دور الـ16، وعندما حاول فعلها مجدداً أمام فرنسا في ربع النهائي، أخفق وخرجت البرازيل، ولم يكن أفضل حالاً في نسختي 1979 و1983 من «كوبا أميركا»، ليكتفي بالحصول على المركز الثالث في الأولى ووصافة الثانية، لتعاند كرة القدم «الإمبراطور» الذي لم يعرف التتويج أبداً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©