عدد اليوم
عمرو عبيد (القاهرة)
يحتل فريق كاتانيا الإيطالي المركز السابع في مجموعة الجنوب بدوري الدرجة الثالثة، بينما يأتي جاره، باليرمو، بعده في المرتبة التاسعة، ولا يبدي أحد اهتماماً بفريقين لم يتمكنا من تحقيق أي بطولة كبرى في تاريخهما، لكن «ديربي صقلية» منحهما بعض الشهرة في الكرة الإيطالية، لكنها لم تحمل ذكريات سعيدة في أغلب المرات!
هذه المواجهة تُصنّف ضمن «أعنف الديربيات»، ليس في إيطاليا فحسب، بل ربما في العالم كله، نظراً للحساسية المفرطة بين مشجعي الناديين، لدرجة أن جماهير باليرمو، رفعت لافتات تحمل رسالة بغيضة في عالم الرياضة، أعلنت عن كراهيتهم بكل لغات العالم لفريق كاتانيا. وقبل 14 عاماً، شهد يوم الثاني من فبراير عام 2007، وقوع مأساة كبرى، بدأت أحداثها داخل ملعب أنجيلو ماسيمينو، الذي استضاف فيه كاتانيا غريمه الأزلي، في الجولة 22 من الدوري الإيطالي آنذاك، رغم تأخر دخول مشجعي باليرمو لأسباب تنظيمية، واستقبلتهم جماهير «الأفيال» بالألعاب النارية التي رد عليها أفراد الشرطة بقنابل مسيلة للدموع، بعد تأخر أصحاب الأرض بهدف، ليوقف الحكم المباراة لمدة تجاوزت 40 دقيقة.
وعقب استئناف اللقاء، لم تتوقف الأحداث، بل ازدادت اشتعالاً، لأن «النسور» حقق الفوز على صاحب الديار، بنتيجة 2/1، لتندلع أحداث الشغب خارج الملعب، بين جماهير كاتانيا وقوات الشرطة، ووسط التراشق والنيران المشتعلة، سقط فيليبو راسيتي، ضابط الشرطة، قتيلاً، بجانب إصابة 70 آخرين، ليُعلّق الاتحاد الإيطالي جميع أنشطة كرة القدم، مع إعلان قرارات حازمة، بخوض أغلب المباريات من دون جمهور، أو في ملاعب قليلة محددة بعد اتخاذ إجراءات تأمينية صارمة، وتم حرمان كاتانيا من اللعب في ماسيمينو حتى نهاية الموسم، قبل أن يعود في سبتمبر لخوض مباريات الموسم الجديد، وفي أولى المواجهات، حضرت أرملة راسيتي اللقاء، وتم الإعلان عن دقيقة حداد قبل انطلاقه، تكريماً لذكرى ضحية «ديربي صقلية».
