السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

شوماخر وهاميلتون.. قصة «عملاقين»

شوماخر وهاميلتون.. قصة «عملاقين»
14 ديسمبر 2020 03:11

عمرو عبيد (القاهرة) 

حملت السطور الأولى من الرواية التاريخية للإنجليزي تشارلز ديكنز، قصة مدينتين، مزيجاً مختلفاً من كل شيء ونقيضه، مثلما كان الحال مع أحداث حياة ومسيرة أسطورتي سباقات «فورمولا -1»، الألماني مايكل شوماخر والبريطاني لويس هاميلتون، وكلاهما مر بأوقات جيدة وأخرى سيئة، عانقا المجد وتعرضا للإحباط، ويجمعهما الآن التربع على قمة اللعبة العالمية، بعد تتويج كلٍ منهما 7 مرات ببطولة العالم، لكنهما يختلفان على المستوى الإنساني، لتبقى «قصة العملاين» خالدة في تاريخ الفورمولا -1، لأن الاقتراب من إنجازهما يبدو ضرباً من الخيال.
ويبدو أن المعاناة في مرحلة الطفولة، تُعد قاسماً مشتركاً دائماً في حياة أغلب الأساطير الرياضية، لأن شوماخر وُلد لأسرة فقيرة الحال، وكان أبوه عامل بناء قبل اللجوء لوظيفة إضافية في تأجير وإصلاح السيارات، من أجل توفير الدعم المادي لابنه المتسابق الصغير، وهو ما دفع والدته أيضاً للعمل، لكن الأمور لم تكن سهلة أبداً في ذلك الوقت.
في حين نشأ هاميلتون لأبوين منفصلين، حيث عاش مع والدته في البداية، ثم انتقل تحت رعاية والده في سن 12 عاماً، لكن الأخير وضعه على أول طريق عشقه لسباقات السيارات في عمر السادسة، عندما أهداه سيارة صغيرة تعمل بالتحكم عن بعد، ليبدأ لويس منافسة الآخرين.
وكلاهما نجح في الفوز ببطولات «كارتينج» في سن صغيرة جداً، وهو ما ساهم في دخولهما المبكر بقوة عالم سباقات الفورمولا- 1، لكن شوماخر اضطر في مرحلة مبكرة لترك دراسته والعمل في إصلاح السيارات، بينما ربط والد هاميلتون هواية واحتراف ابنه بنجاحه الدراسي، وهو ما تحقق عندما التحق بجامعة كامبريدج العالمية الشهيرة.
شوماخر أصبح بطلاً للعالم لأول مرة عام 1994، في عمر 25 عاماً، بينما كان ابن العاشرة الإنجليزي يفوز ببطولات السيارات الصغيرة في بريطانيا، ثم أضاف الألماني الأسطوري لقبه الثاني على التوالي عام 1995، قبل أن تتوقف إنجازاته بسبب المنافسة الشديدة مع سائقين آخرين، أبرزهما الفنلندي ميكا هاكينن، لكن شوماخر استعاد رونقه، ليسجل خماسيته المتتالية التاريخية، بين 2000 و2004.
على الجانب الآخر، كان هاميلتون أصغر بطل للعالم في 2008، عندما حصد لقبه الأول في عمر 23 عاماً، لكن الألماني سباستيان فيتل وقف عائقاً أمام استمرار انطلاقة لويس، الذي توقع له شوماخر التتويج في سن الـ16، وسيطر فيتل على حلبات السباق العالمي لمدة 4 سنوات، قبل أن يحصد هاميلتون ثنائية 2014 و2015، ثم الرباعية الأخيرة، التي تقربه كثيراً من الإنجاز الأسطوري، الذي لا يزال مسجلاً باسم شوماخر وحده.
العملاق الألماني حقق أول بطولتين مع فريق بينيتون، ثم سجل الخماسية مع فيراري، وبعد قراره بالعودة من الاعتزال عام 2010، شارك مع فريق مرسيدس، لكنه لم يحقق ما يصبو إليه، بعكس هاميلتون الذي فاز بلقب واحد مع ماكلارين، ومنحه مرسيدس كل المجد العالمي، حيث ربط كثيرون نجاحه بالانتقال إلى صفوف الأخير، لكن مهارته كانت عاملاً حاسماً بكل تأكيد.
إنسانياً، يختلف العملاقان كثيراً، حيث تمتع شوماخر بحياة عائلية مستقرة، رافضاً إثارة الجدل أو تسليط الأضواء على أموره الشخصية، في حين تعددت علاقات هاميلتون، وأرجع كثيرون ذلك إلى طفولته غير المستقرة بسبب انفصال والديه، في حين أن كلا الأسطورتين يملك ثروة مالية هائلة.
ولا يزال الحادث المأسوي الذي تعرض له شوماخر عام 2013، أثناء رحلة التزلج، حديث العالم، خاصة مع متابعة تطور حالته الصحية في الآونة الأخيرة، بينما كان رأي هاميلتون وتناوله لحوادث العنصرية محل جدل دائم، لاهتمامه بهذا الأمر منذ معاناته في الصغر.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©