معتز الشامي (دبي)
قررت اللجنة الفنية وشؤون المنتخبات باتحاد كرة القدم، خلال اجتماعها أمس، برئاسة يوسف حسين نائب رئيس مجلس الإدارة، إنهاء العلاقة رسمياً مع الكولومبي خورخي لويس بينتو بـ «التراضي» بين الطرفين، وبدء مرحلة جديدة من التفاوض مع المدرب الأقرب لتولي القيادة الفنية لـ «الأبيض»، خلال الفترة المقبلة.
وكشف يوسف حسين، خلال المؤتمر الصحفي، أمس، بمقر الاتحاد في دبي، أن المفاوضات اقتصرت على 3 مرشحين، سبق لهم العمل في دوري الخليج العربي، ويعرفون كرة الإمارات واللاعبين جيداً، وهو ما يوفر وقتاً طويلاً للتعرف على المنتخب بالنسبة للاسم الذي سيتم اختياره.
وتفيد المتابعات أن اللجنة عقدت بالفعل اجتماعاً الأسبوع الماضي مع الهولندي هينك تين كات، كأحد المرشحين لتولي تدريب المنتخب خلفاً لبينتو، وتم التشاور والحديث حول أمور عدة، كما عقدت اجتماعاً آخر مع الصربي زوران مدرب العين الأسبق، كما عاد الصربي فوك رازوفيتش مدرب الوحدة إلى الصورة مجدداً، والذي كان خياراً قريباً من قيادة «الأبيض» قبل بداية الموسم، لولا تغيير المفاوضات واتجاهها لبينتو، إلا أن موافقة «العنابي» على رحيله سيكون شرطاً إتمام المفاوضات
فيما يتوقع أن تحسم اللجنة، الأمر خلال ساعات، في ظل وجود انقسام في تحديد هوية مدرب المنتخب، حيث يؤيد بعض الأعضاء التعاقد مع زوران، بوصفه مدرباً صاحب شخصية فنية، ويجيد التعامل مع اللاعبين، بينما يؤيد البعض الآخر التعاقد مع تين كات، الذي يعرف تفاصيل الكرة الإماراتية، وحقق بطولات وإنجازات، سواء مع الجزيرة أو الوحدة، كما يملك شخصية قوية، ويعرف كيفية التعامل مع اللاعبين، في الوقت الذي يؤخذ على زوران تنقله في محطاته التدريبية، بطريقة جعلته غير مرغوب فيه بالمنطقة.
ومن جانبه أكد يوسف حسين رئيس لجنة المنتخبات، أن اللجنة رأت ضرورة التدخل، وإنهاء العلاقة مع بينتو بـ «التراضي» بعد تقييم الموقف خلال الفترة الماضية، وقال: أسباب إنهاء العلاقة جاءت «رغبة مشتركة» من الطرفين، خصوصاً أن المدرب لم ينجح في الوصول باللاعبين إلى المستوى الفني المطلوب، ورأينا أنه حان وقت التدخل، ونتحمل كامل المسؤولية عن ذلك.
ولفت إلى أن الظروف لم تخدم المدرب والجهاز الفني، خلال فترة عملهم بسبب ضيق الوقت في التجمعات، والضغوط المرتبطة بالظروف الراهنة التي يعاني منها المنتخب، وأبرزها توقف اللاعبين لفترة طويلة عن التدريب، على خلفية «جائحة كورونا» التي أثرت على اللاعبين في جميع أنحاء العالم، وليس الإمارات فقط، وقال: نعترف بأننا لم نوفق مع المدرب، رغم أن اختياره تم وفق معايير وضعناها، وانطبقت عليه، ومنها نجاحه مع منتخبات سابقة مشابهة لظروف منتخبنا، أبرزها كوستاريكا، والكل شاهد ما قدمه في «مونديال 2014»، ربما حساباتنا لم تكن دقيقة، في الاختيار، ولكن كان لا بد من التوقف والنظر لكل الظروف، والتدخل لتصحيح المسار، حتى لا يكون ذلك على حساب المنتخب، حيث إننا فضلنا اتخاذ القرار السريع بإنهاء العلاقة، حتى لا يتأثر المنتخب، طالما أن هناك وقتاً يمكن من خلاله تدارك الموقف. وأضاف: المدرب نجح في تقديم مجموعة من اللاعبين الشباب، أمثال حارب سهيل وماجد سرور، بالإضافة إلى منح فرصة لشاهين عبدالرحمن وخليل إبراهيم وعبدالله رمضان، وجميعهم ظهروا بمستوى طيب، ونقوم خلال الفترة المقبلة بالاعتماد عليهم، إلى جانب باقي اللاعبين الدوليين.
وعلى الجانب الآخر، وجه بينتو الشكر إلى مجلس إدارة اتحاد الكرة، برئاسة الشيخ راشد بن حميد النعيمي، وأعضاء لجنة المنتخبات، على دعمهم له خلال فترة عمله الماضية، وقال: إنهاء العلاقة جاء لظروف شخصية خاصة بي، إضافة إلى عدم التفاهم حول بعض الجوانب مع منظومة المنتخب، حيث حاولت تطبيق طريقة عمل تسهم في تجهيز اللاعبين جيداً، بعد فترة طويلة من التوقف المحلي، بهدف تحقيق حلم الصعود إلى «المونديال» مع هذا المنتخب، ولكن لم أستطيع ذلك، كما شعرت أنني لست أنا بينتو الذي أعرفه في طريقة اللعب التي كان يجب تنفيذها، وأسلوب العمل الذي يجب أن أتبعه، لذلك فضلت الابتعاد، ومنح الفرصة لمدرب جديد.
وأضاف: هناك من كان ينتقد أنني لا أعمل، بينما البعض اتهمني بأنني أدرب الفريق، زيادة على المطلوب، والحقيقة أنني حاولت أن أعمل بتوازن بين رفع كفاءة بعض اللاعبين، وتعويض النقص الفني والبدني لديهم، في وقت قصير قبل المباريات الدولية، ولكن لم أوفق في ذلك.
ونفى بينتو تدخل أي شخص في عمله، أو فرض أسماء معينة عليه في قائمة المنتخب، وقال: العلاقة طيبة للغاية مع لجنة المنتخبات، ويوسف حسين رئيس اللجنة وعبيد حماد، كلاهما كانا متواجدين بصفة دائمة ويومية مع الجهاز الفني، قبل وبعد وخلال التجمعات.
وفيما يتعلق بتلقيه عرضاً لتدريب كولومبيا، وبالتالي قرر الرحيل عن منتخب الإمارات، قال: رحيلي ليس له علاقة بأي عروض تلقيتها، كما لا يوجد عرض لقيادة كولومبيا، ودائماً أحاول تطبيق طريقة عمل، وأن أكون أميناً مع من أعمل معهم، لذلك فضلت الرحيل، وترك الفرصة لغيري لاستكمال المهمة، ربما ينجح في بلوغ الأهداف المطلوبة.
مهمة «المدرب 36» اقتصرت على 154 يوماً
وضع إعلان اتحاد الكرة، إنهاء العلاقة مع لويس بينتو مدرب «الأبيض»، حداً لمشوار قصير لأول مدرب كولومبي، يتولى مهمة تدريب منتخب الإمارات، بعدما اقتصر مشواره على 154 يوماً، منذ إعلان التعاقد معه رسمياً في 29 يونيو الماضي، وصولاً إلى انتهاء العلاقة بين الطرفين أمس. وقاد بينتو الذي يعد «المدرب 36» في تاريخ «الأبيض»، منذ تعيين المصري محمد صديق شحتة، كأول مدرب عام 1972، المنتخب في ثلاث مباريات ودية فقط أمام أوزبكستان 1-2، وطاجيكستان 3-2، والبحرين 1-3، دون أن يحظى بفرصة قيادة المنتخب رسمياً في تصفيات المونديال، بعدما سبقه 17 مدرباً في التصفيات منذ أول مشاركة رسمية في تصفيات مونديال المكسيك 1986.
وتشابه المشوار القصير للكولومبي بينتو مع سلفه الصربي إيفان يوفانوفيتس المدرب الأسبق لـ «الأبيض»، والذي اقتصرت فترة قيادته للمنتخب على 106 أيام، منذ تعيينه في 22 ديسمبر، عقب إقالة الهولندي مارفيك وانتهاء مشواره في 6 أبريل 2020، دون أن يقود المنتخب في أي مباراة.