عمرو عبيد (القاهرة) - يمتد الصراع الأزلي بين الأهلي والزمالك، عبر 103 أعوام، وجاءت ضربة البداية في العقد الثاني من القرن العشرين، بأربع مواجهات ودية.
وانطلقت عجلة المواجهات الرسمية بينهما، في عام 1924، خلال نصف نهائي كأس السلطان، ورغم إقامة «ديربي القاهرة» 237 مرة، شهدت 24 مباراة فقط، تسجيل أحد العملاقين «ريمونتادا» قوية، سواء بإدراك تعادل مثير أو تحقيق فوز غالٍ، وتفوق «المارد الأحمر» في هذا الأمر، بـ16 مرة، مقابل 8 مرات لـ«فارس القلعة البيضاء».
أول «ريمونتادا» في تاريخ «الديربي» حملت توقيع الزمالك، عندما تمكن من إدراك تعادل صعب في دوري منطقة القاهرة، موسم 1930 -1931، وفي مباراة الدور الثاني، تقدم الأهلي منذ البداية، بهدفين خلال أول نصف ساعة، جاءا بوساطة مصطفى كامل طه ومحمود مختار «التتش»، ورغم محاولة الزمالك تقليص الفارق، بهدف رمزي برسوم، فإن لبيب محمود زاد الفارق إلى 3 - 1، بعد دقيقتين فقط من بداية الشوط الثاني، وتوقع الجميع انتهاء المباراة بفوز «الأحمر»، خاصة أنه تفوق في مواجهة الدور الأول بـ4 أهداف نظيفة، وكان الفوز يعني اقترابه كثيراً من التتويج باللقب، إلا أن عملاق القلعة البيضاء أبى حدوث ذلك، خاصة أنه كان حامل لقب الموسمين السابقين، وخلال آخر نصف ساعة، أحرز توفيق عبدالله وحسين حجازي، هدفين متتاليين، ليعود الزمالك بتعادل مثير، أجبر الأهلي على ضرورة الفوز في آخر مواجهات الموسم، أمام الترسانة، ليحصد اللقب في النهاية بصعوبة، وتُسجّل أول «ريمونتادا» في تاريخ «الديربي» باسم «الفارس الأبيض».
الطريف أن الأهلي رد الدين في بداية العام التالي، 1931، لكن في مباراة ودية، ليستمر الزمالك بعدها في تحقيق العودة الناجحة كلما تأخر أمام منافسه التقليدي، حتى مطلع خمسينيات القرن الماضي، وتكرر ذلك 3 مرات متتالية، في أفضل معدل لفارس القلعة البيضاء، وجاء أولها وأفضلها في نهائي كأس مصر عام 1932، ويومها اقتنص الزمالك أول لقب في الكأس على حساب غريمه الأزلي، الذي تغلب عليه في مرتين سابقتين، وكاد يحقق الثالثة توالياً، بعدما تقدم بهدف مبكر جداً، لأمين شعير، إلا أن الزمالك عاد «بالتخصص» ليسجل التعادل قبيل نهاية الشوط الأول، بهدف إسماعيل رأفت، ثم أدرك الفوز القاتل قبل نهاية المباراة بـ7 دقائق، عن طريق سيد مرعي، وبعدها كررها الزمالك مرتين في دوري منطقة القاهرة، عندما تأخر بهدف في عام 1933، ليرد بـ«الثلاثة» قبل أن يسجل الأهلي هدفه الثاني من دون جدوى، وفي عام 1951، أحرز حسين مدكور هدف الأهلي، وأدرك يونس مرعي التعادل قبل النهاية بدقيقتين فقط.
خلال حقبة الخمسينيات، تفوق «العملاق الأحمر» في هذا الأمر، محققاً العودة الناجحة في 5 مباريات متتالية، شهدت فوزه مرتين مقابل التعادل في 3 مباريات، وجاءت الأولى باهرة، عندما حول تأخره بهدف في نهائي الكأس، 1952 - 1953، إلى فوز برباعية مدوية، حيث تقدم أحمد أبو حسين للزمالك بهدف في الدقيقة 29، ليرد «المارد الأحمر» بثلاثية بعد 14 دقيقة فقط من ذلك الهدف، وقّع عليها أحمد مكاوي و«الأسطوري» صالح سليم بهدفين، ثم أكمل شقيقه عبد الوهاب الرباعية في الدقيقة 87، وينتزع الأهلي لقب الكأس بـ «ريمونتادا تاريخية»، وبعدها اعتاد الزمالك التسجيل مبكراً، ليعود الأهلي مدركاً التعادل المتأخر، وتكرر ذلك 3 مرات في نسخ مختلفة من بطولة الدوري، حتى جاء موسم 1960 - 1961، ليتقدم «الفارس» بهدف في الدقيقة الرابعة، لأحمد مصطفى، لكن رد «المارد» جاء عنيفاً، ومشابهاً لنهائي الكأس قبل 7 سنوات، إذ أحرز 4 أهداف أيضاً، إلا أنها جاءت في آخر نصف ساعة، بواقع هدفين لطه إسماعيل، ثم الموهوب ميمي الشربيني، وختم الرباعية شريف الجندي قبل النهاية بدقيقتين.
رباعية أخرى عاد بها الأهلي في نهائي كأس مصر 1977 -1978، بعدما تأخر أمام الزمالك بهدفين مقابل هدف واحد، رغم تسجيل مصطفى عبده أولاً، إلا أن عملاقي الزمن الجميل، طه بصري وعلي خليل وضعا «القلعة البيضاء» في المقدمة، قبل مرور ربع الساعة الأول من الشوط الثاني، وحسب تقاليد الأهلي التاريخية، تمكن محمود الخطيب من إدراك التعادل في الدقيقة 76، ثم رجح جمال عبد الحميد الكفة الحمراء في الدقيقة 82، وحسم طاهر الشيخ الموقعة المشتعلة بهدف بعد «التسعين».
4 مباريات شهدت تعادلات مثيرة جداً بين الكبيرين، تقاسما خلالها «الريمونتادا» خلال ثمانينيات القرن العشرين في بطولات الدوري، وفي عام 1988، حقق الزمالك آخر عودة ناجحة له، لكنها لا تُنسى، لأن «الفارس» احتاج وقتها الفوز بأي ثمن، ليُتوّج بطلاً للدوري، وتم تأجيل مواجهة القمة حتى اليوم الأخير في تلك النسخة، وزادت صعوبة الأمر، بتقدم الأهلي بهدف لشمس حامد، لكن أحمد الشاذلي عادل النتيجة في نهاية الشوط الأول، قبل أن يسجل المدافع الصلب، نبيل محمود، هدف التتويج بعد 8 دقائق من بداية الشوط الثاني.
خلال آخر 13 عاماً، حدثت «الريمونتادا» في مواجهات «الديربي» 6 مرات، جاءت كلها لمصلحة الأهلي على التوالي، والبداية كانت في نهائي كأس 2007، ليظهر الأهلي تخصصاً في هذا الأمر، بعد مباراة توصف بـ«الأروع» في تاريخ مباريات القمة المصرية، حيث تقدم الزمالك 3 مرات، وفي كل مرة يدرك الأهلي التعادل، حتى أتى الشوط الإضافي الثاني، ليسجل «العملاق الأحمر» هدفين متتاليين، ليتقدم لأول وآخر مرة في المباراة، ويحصد اللقب.
بعدها نجح في معادلة النتيجة مرتين في وقت قاتل بطريقة «درامية»، 3-3 و2-2، بعد التأخر أمام الزمالك في الدوري عامي 2010 و2011، وشهدت المباريات الإقصائية تفوقاً أكبر لـ «الأحمر»، الذي حوّل تأخره بهدف إلى فوز بثلاثية، في ربع نهائي كأس مصر 2010، ثم فعلها في «سوبر 2015» بالإمارات، بسيناريو مشابه، لتنتهي المباراة بنتيجة 3 -2 آنذاك، وبينهما رد على هدف مبكر للزمالك في مرحلة مجموعات دوري أبطال أفريقيا 2013، بأربعة أهداف، أنهت اللقاء بنتيجة 4-2.