أبوظبي (الاتحاد)
توقع البروفيسور تيموثي بالدوين، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والأستاذ المتخصص في معالجة اللغة الطبيعية، أن يكون 2025 عاماً مليئاً بالأحداث والمحطات المهمة في مجال الذكاء الاصطناعي. وطرح العالم البارز- في تقرير نشره موقع الجامعة - 6 توقعات أساسية بشأن التطورات والتحديات الجديدة التي قد يشهدها العالم بخصوص الذكاء الاصطناعي حتى نهاية العام. وفيما يلي أبرز ما جاء ضمن تلك التوقعات:
1 ذكاء اصطناعي أكثر استقلالية
نماذج الذكاء الاصطناعي ستصبح قادرة على القيام مقام الإنسان وتنفيذ إجراءات مباشرة دون حاجة إلى إدخال نص مكتوب أو مقطع صوتي.. وسيكون 2025، عام الانطلاق لنظم الذكاء الاصطناعي الفاعل [Agentic AI] مقارنة بنظم الذكاء الاصطناعي المساعدة [AI Agents] التي يمكنها التفاعل مع نظم أخرى وأداء مهام نيابة عن المستخدم.
نظم الذكاء الاصطناعي الفاعل [Agentic AI] يمكن أن تساعدك في تنظيم رحلة لك وللأسرة إلى أوروبا بطريقة تلبي اهتماماتك ورغبات مختلف أفراد العائلة.. مثلاً «إذا رغبت في التوقف في عدة مدن، وأطفالك يرغبون في قضاء عطلة في فندق بمسبح كبير فيما أنت وزوجتك تريدان فندقاً قريباً من أفضل المطاعم - ففي هذه الحالة بدلاً من قضاء ساعات في البحث عن فنادق تستجيب لهذه المعايير، وتقييم الخيارات، وإجراء الحجز على مواقع مختلفة.. هنا يمكن لنظم الذكاء الاصطناعي الفاعل أن تقوم بهذه المهمة نيابة عنك».
2 التحكم في الروبوتات
سنصل إلى مرحلة نصبح فيها قادرين على التحكم في نظم الذكاء الاصطناعي المتجسد «الروبوتات»، باستخدام النماذج اللغوية الكبيرة والنماذج الأساسية، على نحو «سيؤدي إلى انهيار الحدود الفاصلة بين ما نصفه بنظم رقمية محضة والروبوتات».
3 تطوير إمكانيات الروبوتات في العالم الحقيقي
ستظهر ابتكارات تجعل الروبوتات أكثر قدرة على التصرف في العالم الحقيقي بمعالجة كميات هائلة من البيانات الواقعية بسرعة كبيرة تمكنها من التصرف والتعامل مع مواقف وبيئات لم يسبق أن تدربت عليها.. مما قد يسهم في «إحداث تغيير حقيقي بالعالم.
على سبيل المثال.. تخيل سيناريو يحتاج فيه الروبوت إلى التقاط حبة فراولة على الرغم من أنه لم يرَ واحدة من قبل، فسيقوم الروبوت بالاسترشاد بالمعرفة العامة التي لديه عن الإمساك بالأشياء المختلفة، وإجراء تقييم سريع حول مدى قوة الإمساك بالفاكهة دون سحقها».
4 جامعات أكثر جذباً لكبار العلماء
سوف تحدث عمليات انتقال كبيرة للباحثين من القطاعات الصناعية، إلى الجامعات ومؤسسات البحث البارزة، هرباً من القيود التي تفرضها الشركات الكبرى على الباحثين فيما يتعلق بمشاركة أبحاثهم. وتفرض الشركات القيود لحماية حقوق الملكية الفكرية، لكن الأمر مزعج بالنسبة للباحثين البارزين «الذين لا يريدون أن يكونوا مجرد اسم آخر بين الآلاف في فريق ضخم»، كما يقول بالدوين. إنهم يريدون مستوى أكبر من التواصل مع المجتمع العلمي و«رؤية الآخرين يستخدمون أفكارهم ويبنون عليها».
5 تطوير علاجات وأدوية جديدة
سوف نشهد تطورات أخرى كبيرة في علوم الحياة تتجاوز ما نجح ديميس هسابيس وجون جامبر من Google DeepMind الفائزين بجائزة نوبل للكيمياء في تحقيقه. وكان العالمان البارزان فازا بجائزة نوبل العام الماضي عن نظام AlphaFold2 الذي يستنتج هيكلية البروتينات بناءً على تسلسل الأحماض الأمينية فيها.
الـ AI سوف يساعد العلماء ويسهل عليهم وضع استنتاجات عن العمليات البيولوجية بشكل أسرع وأكثر دقة، وبالتالي إمكانية تقليل الوقت الذي يستغرقه تطوير العلاجات والأدوية الجديدة - مع العلم أنه عادة ما يستغرق الأمر سنوات لتطوير الأدوية اعتماداً على التجارب السريرية.
6 استثمارات حكومية أكثر
سوف نشهد استثمارات ضخمة من الحكومات لتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي «بهدف ضمان عدم خضوع تلك الدول لشركات التكنولوجيا الكبرى في العالم»، وسيتم أيضاً «تطوير أجهزة جديدة وأفضل، بما في ذلك وحدات معالجة الرسوميات، تنتجها شركات صغيرة. وسنرى أيضاً نماذج أكثر قوة وتخصصاً مدربة على هذه الأجهزة الجديدة».