أبوظبي (الاتحاد)
يسلط كتاب جديد، صدر قبل أسابيع، الضوء على مسيرة أحد ملوك صناعة الذكاء الاصطناعي الذي يغير الآن وجه الحياة بمبتكرات مذهلة تندمج بسلاسة في شتى القطاعات الحيوية.
الكتاب اسمه «الآلة المفكرة»، يحكي فيه الكاتب ستيفن ويت قصة صعود جنسن هوانغ الرئيس التنفيذي، الذي تقوم شركته نيفيديا بصناعة رقائق دقيقة تدعم أنظمة الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT.
تقول صحيفة نيويورك تايمز: إن نيفيديا تمثل قصة صعود استثنائية ضمن كبرى الشركات الفاعلة في سوق التكنولوجيا الجديدة.. فهي، على نجاحها الهائل، كثيرون لا يعرفونها بقدر معرفتهم لشركات بحجم «آبل وميتا وأمازون». فهذه الشركات لها منتجات يعرفها الجميع.. لكن «نيفيديا»، وحتى وقت قريب مضى، لم تكن لتعرف عنها الكثير، إذا لم تكن من المغرمين بألعاب الفيديو.
في عام 1973، عندما كان في العاشرة من عمره، هاجر جنسن هوان المولود أصلاً في تايبيه عاصمة تايوان إلى الولايات المتحدة من تايلاند، واستقر في النهاية بولاية أوريغون. وقته كان موزعاً بالعدل تقريباً بين الواجبات المنزلية وورديات العمل في مطاعم دينيز، وخوض مباريات تنس الطاولة.
وبحلول أوائل التسعينيات، شارك هوانغ في تأسيس «نيفيديا»، التي تركز على ألعاب الفيديو للحواسيب الشخصية، كانت رقائقهم قوية بما يكفي لمعالجة الصور البصرية الغامرة التي كانت الألعاب الجديدة تخلقها، وعلى مدى 30 عاماً، شهدت الشركة صعوداً وهبوطاً، وكادت تواجه الإفلاس.
لقد سحب تحمل هوانغ للمخاطر شركته مرة تلو الأخرى إلى الإمام.
تقول «نيويورك تايمز»: إن هوانغ كان مشهوراً بأسلوب إدارته، تقنيته المميزة كانت الغضب والصراخ، مع كثير من اللطف.
كانت أذكى مخاطرة اتخذها هوانغ هي الاستماع إلى باحث من المستوى المتوسط اقترح عليه عام 2013 تقنية تُسمى «الشبكات العصبية»، وهي مجال هامشي كان يستكشفه عدد قليل من الباحثين الأكاديميين آنذاك. رأى هوانغ الإمكانيات، وقاد شركة Nvidia في مسار جعل رقائقها الأداة الرئيسية لثورة الذكاء الاصطناعي اليوم.
الخلاصة.. نجح هوانغ في بناء شركة مربحة للغاية بفضل ذكائه الخاص، وعمله الشاق، وقليل من الحظ.