يوسف العربي (أبوظبي)
أكد خبراء ومسؤولون أن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لن تقف عقبة أمام نفاذ المنتجات الإماراتية إلى السوق الأميركية حيث تم تحديدها بنسبة %10 فيما يتعلق بالإمارات وهي نسبة منخفضة عند مقارنتها بما تم فرضه على منتجات العديد من دول العالم.
وأشار هؤلاء لـ«الاتحاد» إلى صعوبة إحداث تغييرات جذرية في سلاسل التوريد نتيجة فرض هذه الرسوم المنخفضة نسبياً ما يضمن استمرار تدفق المنتجات الإماراتية للسوق الأميركية وفق المستويات المعتادة على المديين القصير والمتوسط مع وجود فرص لنمو التبادل على المدى الطويل.
وقالوا إن المنتجات الإماراتية تتمتع بسمعة متميزة حيث تتوافق مع أعلى معايير الجودة العالمية ما رسخ مكانتها في الأسواق الدولية وهو الأمر الذي يضمن تجاوزها عقبة الرسوم الجمركية الجديدة.
استراتيجية مرنة
أكد محمد المطوع الرئيس التنفيذي لمجموعة «دوكاب» أن الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي لن تقف عقبة أمام نفاذ المنتجات الإماراتية إلى السوق الأميركية حيث تم تحديدها بنسبة 10% فيما يتعلق بالإمارات وهي نسبة منخفضة عند مقارنتها بما تم فرضه على منتجات العديد من دول العالم.
وأشار المطوع إلى صعوبة إحداث تغييرات جذرية في سلاسل التوريد نتيجة فرض هذه الرسوم لاسيما أن المنتجات الإماراتية تتميز بالجودة الفائقة والتنافسية العالية متوقعاً استمرار تدفق المنتجات الإماراتية وفق المستويات المعتادة على المديين القصير والمتوسط مع وجود فرص لنمو التبادل على المدى الطويل.
وأوضح المطوع أن «دوكاب»، التي تُعد إحدى كبريات شركات التصنيع الوطنية، تقوم بتصدير 60% من منتجاتها لأسواق تتوزع على دول الخليج وآسيا، وأفريقيا وأوروبا والأميركيتين وتشمل قائمة الأسواق بولندا، ألمانيا، فرنسا، كولومبيا، جمهورية التشيك، مشيراً إلى أن «دوكاب» ستواصل خلال الفترة المقبلة الدخول في أسواق واعدة جديدة على مستوى العالم. رغم الإجراءات الحمائية.
وقال المطوع: «يمكن النظر للرسوم الجمركية الجديدة على أنها بمثابة تحدي يواجه العديد من دول العالم، ولكن الإمارات على أهبة الاستعداد لتجاوز هذا التحدي لمواصلة نمو التبادل التجاري مع الولايات المتحدة الأمريكية وباقي دول العالم». ولفت إلى أن الإمارات تتميز بوجود أسواق تصديرية متنوعة تستهدف مختلف دول العالم ولا تركز على سوق بعينة ومن ثم فإنها الأكثر قابلية لمواصلة التوسع والنمو.
وأشار أنه بالنسبة لمجموعة «دوكاب» فإنها شركة عالمية تصدر منتجاتها إلى 77 سوقاً خارجياً وتتميز الاستراتيجية التصديرية للمجموعة على مدار الخمسة أعوام الماضية بالمرونة والاستعداد للتكيف مع المتغيرات.
وأضاف أن المجموعة ستواصل التوسع للوصول إلى أسواق جديدة وفق ما تتيحه مستجدات السوق العالمية، مشيراً إلى أن المجموعة من ناحية أخرى تقوم بتنويع سلاسل التوريد لتكون أكثر تنوعاً واعتماداً على أسواق آسيا وشبه القارة الهندية وإفريقيا.
وقال إنه لا يوجد ما يمنع من دراسة الاستثمار والتوسع في الولايات المتحدة الأميركية لكن لا يوجد شيء يمكن الإفصاح عنه بهذا الخصوص خلال المرحلة الحالية.
عمليات التصدير
ومن ناحيته، أكد محمد أحمد أمين مدير العمليات بمصنع «حدائق كاليفورنيا -الإمارات» أن الشركة بصدد دراسة تأثير الرسوم الجمركية على عمليات التصدير إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تستحوذ على نسبة تتراوح بين 10-15% من الإنتاج.
وقال إن الرسوم الجمركية الجديدة تشكل تحدي يواجه العديد من دول العالم لافتاً أن الإمارات تتميز بانخفاض نسبة الجمارك المفروضة على منتجاتها والبالغة 10% كما تتمتع منتجاتها بسمعة دولية مرموقة.
ولفت إلى أن الشركة تصدر منتجاتها إلى 54 دولة وأن السوق الخليجية يعد السوق الرئيسة لمنتجاتها حيث تتراوح حصة الإمارات بين 20-30%، فيما تصل حصة المملكة العربية السعودية 30%، مقابل 10% لكل من عمان وقطر والبحرين.
وأشار إلى أن الشركة قد شرعت في التوسع في السوق الأمريكية منذ فترة متوقعاً مواصلة هذا التوسع في ظل الرسوم الجمركية الجديدة.
الرسوم الجمركية
أكد الدكتور هشام محمد الصديق، الرئيس التنفيذي لمصنع «بورسلان تايلز أبوظبي» أن الرسوم الجمركية، التي أقرّتها الإدارة الأميركية على العديد من دول العالم، تُعد تحدياً لا يخلو من فرص جمّة للمنتج الإماراتي.
ولفت إلى أن هذه الرسوم تبلغ 10% على المنتجات الإماراتية، مقابل رسوم تصل إلى 45% على منتجات دول أخرى، ما يعني عملياً انسحاب الأخيرة من السوق الأميركية، وهو الأمر الذي يشكّل فرصة للمنتجات الإماراتية للتوسع داخل السوق الأميركية.
ونوه بأن الصناعة الإماراتية تحظى بمكانة عالمية متميزة مكّنتها من دخول العديد من دول العالم، وأنه لا توجد بضاعة تحمل شعار «صنع في الإمارات»، إلا وكانت متوافقة مع أعلى معايير الجودة.
ولفت إلى أن الجهات المختصة تقوم بعمليات الرقابة، التي تشمل مختلف مراحل الإنتاج، بداية من فحص المواد الخام، التي يتم التأكد من مطابقتها للمواصفات البيئية، كما يشترط الحصول على شهادات جودة وأيزو معينة تضمن جودة المنتج، لذلك تُعد المعايير الإماراتية الأعلى عالمياً ما يضمن تنافسيتها في الأسواق الخارجية بما في ذلك السوق الأميركية.
التجارة مع أميركا
ارتفع حجم تجارة السلع بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات بنسبة 9.47%، ليصل إلى 34.43 مليار دولار (126.46 مليار درهم)، خلال عام 2024، وفقاً بيانات صادرة عن وزارة التجارة الأميركية، مقارنة مع 31.45 مليار دولار (115.51 مليار درهم) في 2023.
وارتفعت صادرات الإمارات إلى أميركا بنسبة 17.09% إلى 7.47 مليار دولار (28.43 مليار درهم) في 2024، مقارنة بـ 6.61 مليار دولار (24.28 مليار درهم) في 2023، بينما سجلت واردات الإمارات من الولايات المتحدة نحو 26.96 مليار دولار (99.02 مليار درهم)، مقارنة بـ24.84 مليار دولار (91.23 مليار درهم) في 2023، بزيادة 8.53%.
اتخاذ قرارات مدروسة للتعامل مع تقلبات سوق العملات
أكد علي النجار، الرئيس التنفيذي للعمليات لدى شركة «الأنصاري للصرافة»: «في الوقت الذي تتسبّب فيه تقلبات السوق في حالة من عدم اليقين، فإنها تفتح أيضاً أبواباً للقرارات المالية المدروسة، حيث تمكنّنا خبرتنا العميقة في التعامل مع تقلبات سوق العملات من دعم عملائنا خلال هذه الفترة».
وأكد النجار أن الشركة ستظل ملتزمة بتقديم أسعار صرف تنافسية، ورسوم واضحة وشفافة، وخدمات ذات قيمة مضافة، إذ يمكن للعملاء الحصول على معلومات حول أسعار الصرف في الوقت الفعلي، والبقاء على اطلاع دائم بأحدث التطورات في سوق العملات، واتخاذ قرارات استراتيجية في الوقت المناسب.
وأسهمت إجراءات الرسوم الجمركية التي أقرتها الإدارة الأميركية، الأربعاء، في إضعاف الدولار الأميركي أمام عدة عملات رئيسية، حيث شملت هذه الإجراءات فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على الواردات، مع تطبيق معدلات أعلى على دول بعينها، فيما يشكل هذا التحول بعض التحديات والفرص في آن معاً للأفراد والشركات في مختلف أنحاء دولة الإمارات.