شريف عادل (واشنطن)
شهدت الأسهم الأميركية عمليات بيع مكثفة يوم الجمعة، حيث أثارت بيانات اقتصادية جديدة في الولايات المتحدة مخاوف المستثمرين بشأن تباطؤ الاقتصاد واستمرار التضخم، مما دفعهم إلى البحث عن أصول أكثر أماناً، لتشهد أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة أسوأ أسابيعها في 2025.
وتفاقمت الخسائر مع اقتراب الإغلاق، حيث خشي المتداولون من الاحتفاظ بمراكزهم خلال عطلة نهاية الأسبوع التي قد تشهد موجة جديدة من الأخبار من إدارة الرئيس ترامب، التي اقترحت منذ توليها السلطة قبل شهر مجموعة من التعريفات الجمركية والتغييرات السياسية التي تؤثر على الأسواق.
وبنهاية تعاملات آخر أيام الأسبوع، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 748.63 نقطة، أو بنسبة 1.69%، ليغلق عند 43.428.02 نقطة.
وكان هذا التراجع هو الأسوأ له خلال هذا العام، حيث بلغت خسائره خلال يومين نحو 1.200 نقطة. كما هبط مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.71% لينهي الجلسة عند 6.013.13 نقطة، مسجلاً يومه الثاني من الخسائر بعد أن أغلق عند مستوى قياسي يوم الأربعاء. أما مؤشر ناسداك المركب فقد تراجع بنسبة 2.2% ليستقر عند 19.524.01 نقطة.
وأدت سلسلة من البيانات الاقتصادية إلى تفاقم المخاوف بشأن تباطؤ النمو، مما دفع المستثمرين إلى السندات، وهو ما تسبب في تراجع العوائد التي تمت عليها التداولات في السوق الثانوية.
وأظهر مؤشر ثقة المستهلك الصادر عن جامعة ميشيغان انخفاضاً إلى 64.7 في فبراير، مسجلاً تراجعاً يقارب 10%، وهو أكبر من المتوقع، حيث أعرب المستهلكون عن قلقهم بشأن ارتفاع التضخم المحتمل بسبب التعريفات الجديدة المقترحة. كما ارتفعت التوقعات لمعدل التضخم خلال السنوات الخمس المقبلة إلى 3.5%، وهو أعلى مستوى منذ عام 1995.
وبالإضافة إلى ذلك، انخفضت مبيعات المنازل القائمة في الولايات المتحدة أكثر من المتوقع خلال الشهر الماضي لتصل إلى 4.08 مليون وحدة، كما انخفض مؤشر مديري المشتريات للخدمات في الولايات المتحدة إلى منطقة الانكماش لشهر فبراير، وفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة إس أند بي غلوبال.
وفي تعاملات الجمعة، شهدت أسهم وولمارت تراجعاً بنسبة 2.5%، مسجلة ثاني يوم من الخسائر بعد أن قدمت الشركة توقعات أضعف من المتوقع، مما أثر سلباً على نظرة المستثمرين تجاه المستهلكين والاقتصاد.
من جانبه، أدلى المستثمر البارز ستيف كوهين بتصريحات متشائمة عن الأسواق والاقتصاد خلال مؤتمر عقد في ميامي. وقال كوهين: «نحن بالتأكيد في فترة أعتقد أن المكاسب الكبرى قد تحققت فيها بالفعل، ولن أفاجأ إذا شهدنا تصحيحاً كبيراً»، مشيراً إلى أن التعريفات المقترحة تلقي بثقلها على الاقتصاد، بالإضافة إلى جهود الحكومة لخفض التكاليف.
وتكبدت بعض الأسهم المفضلة لدى المستثمرين، مثل بالانتير وإنفيديا، خسائر كبيرة يوم الجمعة، حيث انتقل المتداولون إلى الأصول التقليدية الأكثر أماناً.
وفي المقابل، ارتفعت أسهم بروكتر أند غامبل بنسبة 1.8%، في حين صعدت أسهم هاينز كرافت بأكثر من 3%.
وعلى مستوى الأسبوع، تراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.7%، بينما خسر كل من داو جونز وناسداك نسبة 2.5%.