يوسف العربي (أبوظبي)
يصل القمر الصناعي «الثريا 4» إلى مداره الجغرافي الثابت عند 44 درجة شرقاً، على ارتفاع يقارب 36 ألف كيلومتر فوق سطح الأرض قبل نهاية مايو المقبل، بحسب علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي في الياه سات للخدمات الفضائية، سبيس 42.
وقال الهاشمي لـ «الاتحاد» إنه بمجرد أن يصل القمر الصناعي «الثريا 4»، وهو سادس أقمار شركة «سبيس 42» في المدار الأرضي الثابت (GEO)، إلى مداره التشغيلي الجغرافي الثابت؛ سيبدأ في تقديم خدماته في المناطق المستهدفة، مع توفير مستويات أمان متقدمة، وسرعات أعلى، وتغطية موسعة في مناطق أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط.
وتوقع الهاشمي أن يكون لإضافة القمر الصناعي «الثريا 4» تأثير إيجابي على هيكل الأسعار للخدمات التي تقدمها «سبيس 42» بفضل قدراته المحسّنة، مثل السرعات الأعلى، والأمان الموسع، والتغطية المتزايدة، ستكون الشركة قادرة على تقديم حلول أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة لعدد أكبر من العملاء.
وأضاف أن هذه القدرة ستساهم في التوسع والمرونة في تقديم خدمات عالية الجودة، مما يتيح خيارات تسعير تنافسية للعملاء الحاليين والجدد وبالتالي، من المحتمل أن تسهم السعة المتزايدة للخدمات والكفاءة التشغيلية المحسّنة في جعل الاتصال عبر الأقمار الصناعية في المتناول بصورة أكبر، مع الحفاظ على مستويات عالية من الموثوقية والأداء.
أهمية استراتيجية
وقال الهاشمي: «إن إنجاز الإطلاق الناجح للقمر الصناعي «الثريا 4» خطوة محورية في مسيرة نمو وتطور شركة سبيس 42، حيث تجاوزت تكلفة تطويره وإطلاقه، إضافة إلى التجهيزات الأرضية ذات الصلة بتشغيله، 500 مليون دولار، أي ما يعادل 1.8 مليار درهم.
وأوضح أن القمر الصناعي الجديد «الثريا 4» سيساهم بشكلٍ أساسي في تعزيز مكانة «سبيس 42» في قطاعي الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والخدمات الفضائية، من خلال تعزيز قدرات الشركة وتوفير مستويات أمان أعلى وسرعات أكبر، بالإضافة إلى تغطية موسعة لمناطق استراتيجية مثل أفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط».
ولفت إلى أن القمر الصناعي، الذي يعد أكبر أقمار الاتصالات المتنقلة وأكثرها تطوراً، سيساهم في تعزيز ريادة الشركة في مجال الشبكات غير الأرضية (NTN) وحلول الاتصال الآمن.ونوه إلى أن هذا الإطلاق أيضاً ينسجم مع رؤية «سبيس 42» واستراتيجيتها الهادفة إلى ترسيخ مكانة دولة الإمارات العالمية في مجال تكنولوجيا الفضاء، ودفع عجلة التطور في مجال الفضاء من خلال استراتيجيتها الوطنية للفضاء 2030.
نمو الطلب
وقال الهاشمي: «إن الطب على خدمات الفضاء، وبخاصة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، يشهد نمواً ملحوظاً نتيجة للاعتماد المتزايد على تكنولوجيا الفضاء في قطاعات متنوعة مثل الدفاع والحكومة والشركات. وأضاف أنه من المتوقع أن يستمر هذا الطلب في الارتفاع بشكل متسارع، نظراً للحاجة المتزايدة إلى الاتصال الآمن، وخدمات إنترنت الأشياء (IoT)، وحلول الاتصال المباشر مع الأجهزة».
وأضاف: «يأتي القمر الصناعي «الثريا 4» ليلبي هذا الطلب من خلال تقديم سعة أكبر وحلول اتصال أكثر مرونة، حيث ستسهم تقنياته المتقدمة، مثل مرونة التوجيه المتقدمة التي تصل إلى 3200 قناة، وقدرته على تخصيص الطاقة ديناميكياً عبر حزم نقطية متعددة، في تلبية التوسع السريع في احتياجات الخدمة، مما يعزز من مكانة «سبيس 42» كلاعب رئيسي في هذا القطاع». وتعتزم «سبيس 42» إطلاق أكثر من 15 منتجاً جديداً، بالاستفادة من القدرات المتفوقة للقمر الصناعي «الثريا 4»، وذلك في إطار استراتيجيتها المستقبلية لتعزيز خدماتها وتلبية الطلب العالمي المتزايد على خدمات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية».
أقمار إضافية
قال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي في الياه سات للخدمات الفضائية، سبيس 42، إن «سبيس 42» تخطط لمواصلة توسيع أسطولها من أقمار الاتصالات الصناعية حيث تستعد لإنجاز المرحلة الثانية من كوكبة أقمار«فورسايت» في إطار البرنامج الفضائي الإماراتي لرصد الأرض؛ بالتعاون مع شركة «آيس آي» (ICEYE)، الرائدة عالمياً في مجال تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية الرادارية.
وأشار إلى أنه علاوة على ذلك، حصلت الشركة في نهاية العام 2024 على عقد من حكومة الإمارات بقيمة 18.7 مليار درهم لتوفير خدمات الاتصالات الفضائية على مدى 17 عاماً، ويشمل ذلك تطوير القمرين الصناعيين الجديدين «الياه 4» و«الياه 5» والمقرر إطلاقهما في عامي 2027 و2028 على التوالي، وسيوفر القمران خدمات اتصالات آمنة وموثوقة تغطي مناطق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا.