شريف عادل (واشنطن)
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي في تعاملات يوم الجمعة، لينهي أسبوعاً صعباً، شهد فيه المؤشر انخفاضاً بمقدار 1100 نقطة في يوم واحد، ليستكمل أطول سلسلة خسائر له منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أن الارتفاع لم يحُل دون تسجيل ثالث أسبوع على التوالي من التراجع للمؤشر الأكثر شهرة في العالم.
وساعدت بيانات التضخم، التي جاءت أقل من المتوقع، على تعزيز الانتعاش خلال آخر جلسات الأسبوع، حيث ارتفع مؤشر داو جونز المكون من 30 سهماً بمقدار 498.02 نقطة، أو بنسبة 1.18%، ليصل إلى 42.840 نقطة.
كما أضاف مؤشر ستاندرد أند بورز 500 نسبة 1.09% لينهي اليوم والأسبوع عند 5.930 نقطة، بينما تقدم مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.03% ليغلق عند 19.572 نقطة. وأظهرت قراءة شهر نوفمبر لمؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى مجلس الاحتياط الفيدرالي، ارتفاعاً بنسبة 2.4% على أساس سنوي.
وجاءت هذه النسبة أقل قليلاً من توقعات الاقتصاديين، مما ساهم في تهدئة التشاؤم الذي ظهر في وقت سابق من الأسبوع، عندما أشار البنك الفيدرالي إلى توقعه تقليل وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة مستقبلاً، بسبب استمرار التضخم.
وأغلقت جميع القطاعات الـ11 في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 على ارتفاع يوم الجمعة، مع تحقيق قطاعي العقارات والتكنولوجيا أكبر المكاسب. ومن بين الأسهم المدرجة في المؤشر، أغلق 53 سهماً فقط على انخفاض.
وتراجع مؤشر داو جونز بأكثر من 2% خلال الأسبوع. وصرّح رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي في شيكاغو، أوستن غولسبي، لقناة CNBC بأنه متفائل ببيانات التضخم ليوم الجمعة، وأن أسعار الفائدة قد تنخفض العام المقبل رغم موقف البنك المركزي الحذر.
وقال غولسبي: «ما زلنا على المسار للوصول إلى نسبة تضخم 2%، ولا ينبغي المبالغة في تحليل بيانات شهر واحد، لكني آمل أن تشير هذه البيانات إلى أن الأشهر القليلة الماضية التي شهدت ارتفاعاً كانت مجرد نتوء وليست تغييراً في المسار». وتسببت تعليقات غولسبي في عودة مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية للارتفاع، بعد تراجعات شهدتها التعاملات المبكرة في الجلسة.
ومثل هذا ختاماً إيجابياً لأسبوع مليء بالتقلبات، حيث حقق مؤشر داو جونز مكاسب صغيرة بلغت 15 نقطة، خلال جلسة التداول يوم الخميس، مما أنهى سلسلة خسائر استمرت 10 أيام، هي الأطول منذ عام 1974. وجاءت هذه المكاسب الصغيرة بعد يوم من انخفاض المؤشر بنحو 1100 نقطة يوم الأربعاء، إثر إشارة البنك الفيدرالي إلى وجود تخفيضين فقط لأسعار الفائدة العام المقبل، بدلاً من أربعة كانت تتوقعها الأسواق.
وقال توم فيتزباتريك، المدير الإداري في R.J. O’Brien and Associates: «اليوم هدّأ من حالة القلق لدى الناس. من غير المحتمل أن نحصل على محفزات جديدة للتراجع قبل عيد الميلاد ورأس السنة، لذا قد يتم تعويض جزء من خسائر الأيام القليلة الماضية». ورغم ارتفاع المؤشرات الرئيسية يوم الجمعة، فإنها سجلت خسائر على مدار الأسبوع، حيث فقد مؤشر داو جونز حوالي 2.3% من قيمته، وتراجع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 2% تقريباً، بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.8% تقريباً.