حسونة الطيب (أبوظبي)
تجاوزت حصة توليد الكهرباء من مصادر نظيفة خالية من انبعاثات الكربون للمرة الأولى، ما يزيد على 40% خلال العام الماضي، جاء قدر كبير منها من الطاقة الشمسية والرياح بنسبة بلغت 14% تقريباً.
كما قارب صافي إضافات السعة الجديدة للطاقة العالمية من مصدري الطاقة الشمسية والرياح نسبة قدرها 91% في العام الماضي، بالمقارنة مع 83% في العام 2022، بينما لم تتخطَ حصة الوقود الأحفوري، بما فيها الفحم والغاز 6% فقط، في أدنى نسبة له على الإطلاق. وبذلك، حققت الجهود التي يبذلها العالم للتحول نحو الكهرباء النظيفة، إنجازاً جديداً، من المرجح أن يستمر بالوتيرة ذاتها، بحسب خدمة «واشنطن بوست».
وبينما بلغت حصة الطاقة الكهرومائية، 14.7% في هذا التحول، ساهمت طاقة الرياح والشمسية بنسبة مقاربة قدرها 13.9% والنووية بنحو 9.4%.
علاوة على ذلك، يبدو أن قطاع الطاقة المتجددة، قادراً على تكرار السيناريو نفسه خلال العام الجاري 2024، حيث استحوذت مشاريع الطاقة المتجددة على 313 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة خلال النصف الأول من هذا العام، قريبة مما تحقق خلال النصف الأول من العام 2023.
وبصرف النظر عن تراجع بنسبة 4% في أسعار المعدات، لا تزال الصين مستمرة في ريادة استثمارات الطاقة المتجددة، بينما حلت أميركا في المرتبة الثانية كأكبر سوق لهذه الاستثمارات خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث شهدت ارتفاعاً في مستويات الاستثمارات نصف السنوية قدره 63% منذ المصادقة على قانون خفض التضخم. وحققت باكستان طفرة كبيرة بتربعها على المرتبة الخامسة، كأكبر سوق لاستثمارات الطاقة الشمسية الجديدة، مما كانت عليه في المرتبة الـ 14 في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وبلغ إجمالي السعة العالمية لتوليد الكهرباء 8.9 تيراواط خلال العام الماضي 2023، حيث تستحوذ طاقة الرياح لوحدها على واحد تيرا واط من هذه السعة، في إنجاز تاريخي غير مسبوق. لكن طغى النمو المتسارع للطاقة الشمسية على إنجازات طاقة الرياح، حيث تمت إضافة 428 جيجا واط من سعة الطاقة الشمسية خلال العام الماضي، بزيادة سنوية قدرها 76%، لتصبح سعة الطاقة الشمسية العالمية 1.6 تيراواط.
وتشكل 10 اقتصادات كبيرة حول العالم، ما يقارب 75% من إجمالي سعة الكهرباء المُولدة من الطاقة المتجددة في 2023. وتفوقت الصين على أقرب منافس لها، كما هو الحال منذ 10 سنوات مضت، مستحوذةً على نحو 35% من إجمالي الإنتاج العالمي للطاقة المتجددة خلال العام الماضي 2023، بينما تربعت كل من أميركا والبرازيل وكندا والهند على بقية المراكز، لتشكل حصة قدرها 60% من توليد الطاقة المتجددة في العالم خلال 2023.
وفيما يتعلق بالاستثمارات العالمية في قطاع الطاقة المتجددة خلال النصف الأول من هذا العام، يعتبر إجمالي 313 مليار دولار، أقل من تلك الاستثمارات التي تمت خلال فترة الـ 6 أشهر السابقة، بيد أنها تماثل النصف الأول من العام 2023، ما يؤكد محافظة القطاع ككل على الزخم.
ويبدو بوضوح، التباين في أداء قطاعي الطاقة الشمسية والرياح خلال العام الجاري حتى الآن. وبلغت استثمارات الشمسية، 221 مليار دولار في النصف الأول من العام 2024.
وعلى الجانب الآخر، بلغت استثمارات طاقة الرياح نحو 90.7 مليار دولار خلال النصف الأول من العام الحالي، بتراجع قدره 11%، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من السنة الماضية 2023.