حسام عبدالنبي (أبوظبي)
تبوأت الإمارات مكانة عالمية في نجاح الشراكات بين القطاعين العام والخاص العاملة بقطاع الطاقة ونشر التقنيات والحلول المبتكرة، بفضل الدعم الحكومي الذي يهدف إلى تحقيق انتقال ناجح في قطاع الطاقة، بحسب خالد بن هادي، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس للطاقة في دولة الإمارات. وأكد ابن هادي لـ «الاتحاد» أن الجهود المشتركة في خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة الطاقة تساهم في خفض الطلب على الطاقة بشكل عام.
ودلل ابن هادي، على نجاح الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الإمارات في قطاع الطاقة بتعاون «سيمنس للطاقة» مع شركة الإمارات العالمية للألمنيوم و«مبادلة» و«دوبال القابضة» لإقامة محطة لتوليد الطاقة من التوربينات الغازية بنظام الدورة المركبة، والتي تعد المحطة الأعلى كفاءة في دولة الإمارات ومنطقة الخليج، مشيراً إلى أن هذه المحطة تعتمد على توربينات سيمنس للطاقة الغازية من طراز H التي تزود مصهر شركة الإمارات العالمية للألمنيوم بالطاقة التي يحتاجها في منطقة جبل علي بدبي، مما يقلل الانبعاثات الكربونية لكل طن من الألمنيوم الذي يتم إنتاجه بنسبة تصل إلى 10%، وهو ما يعادل زراعة أكثر من 17 مليون شجرة سنوياً.
ويرى ابن هادي، أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلات تقدم فرصاً هائلة لرفع كفاءة منظومة الطاقة، وبالتالي خفض الانبعاثات الكربونية في نهاية المطاف، بالإضافة إلى تحقيق أهداف COP28 الطموحة.
وأكد أن التنبؤ بالعرض والطلب على الطاقة يعتبر أحد أبرز الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي المساهمة من خلالها في إحداث نقلة نوعية في سوق الطاقة. وشرح ذلك بالقول إن التنبؤ الدقيق بمدى توافر الطاقة يُعد تحدياً كبيراً، خاصةً بالنسبة لمصادر الطاقة المتجددة التي يتغير إنتاجها طبقاً لتقلبات الطقس، حيث يمكن لخوارزميات تعلم الآلات معالجة هذه المسألة من خلال تحليل كم هائل من البيانات.
وذكر أن التعاون بين «سيمنس للطاقة» وهيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) يقدم فرصة هائلة لإزالة الكربون من خلال مشروع التحكم الذكي في التوربينات الغازية في أكبر محطة لتوليد الطاقة في الإمارات في جبل علي بدبي، حيث يستفيد هذا المشروع من حلول الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء التوربينات الغازية.
ويؤكد ابن هادي، أن الطريق نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات الكربونية ما زال مليئاً بالتحديات، حيث وصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم إلى مستويات قياسية خلال العام الماضي، وفي الوقت نفسه، ما زلنا نعيش في عالم متعطش للطاقة.