الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مبادرات إماراتية وأميركية في الذكاء الاصطناعي

مبادرات إماراتية وأميركية في الذكاء الاصطناعي
23 سبتمبر 2024 01:19

رشا طبيلة وآمنة الكتبي (أبوظبي، دبي) 

تدخل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، مرحلة جديدة تواكب التطور التكنولوجي والرقمي العالمي، لتشكل لبنة أساسية في تأسيس كيانات وابتكارات جديدة في قطاعات الذكاء الاصطناعي والطاقة والمناخ. وشهدت الفترة الماضية إبرام اتفاقيات وشراكات محورية في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والطاقة والفضاء، ففي الأول من يونيو الماضي وقعت شركة World Wide Technology وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأميركية اتفاقية استراتيجية مع NXT Global لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في الإمارات تحديداً في مدينة مصدر والذي سيكون أحد أكثر التطورات الحضرية استدامة في العالم. وفي أبريل الماضي، أعلنت شركة مايكروسوفت عن استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة G42 ما يعزز التعاون المتزايد في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، يتضمن استثمار مايكروسوفت وG42 مليار دولار في التحول الرقمي في كينيا عبر تطوير نماذج ذكاء اصطناعي للغات المحلية، وإنشاء مختبر ابتكار شرق أفريقيا، وتوفير تدريب على المهارات في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تحسين الاتصال وتقديم الخدمات الآمنة، ويمثل هذا التعاون بداية الاستثمارات في نظم التكنولوجيا الموثوقة والطاقة النظيفة والتقنيات الرائدة لدفع الاتصال العالمي.
وتعمل الإمارات على تسريع خطوات التعاون مع أميركا بهدف تطوير اقتصاد متطور قائم على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، وتستمر في الاستثمار في الذكاء الاصطناعي كشريان أساسي في تحقيق النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. 
العمل المناخي
تعد الإمارات شريكاً رئيساً للولايات المتحدة في العمل المناخي، حيث يبرز ذلك في الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035، كما تشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate مع الولايات المتحدة التي تشمل أكثر من 50 دولة، و500 شريك لتعزيز الزراعة المستدامة، وإلى جانب ذلك، استثمرت شركة مصدر في 11 مشروعاً للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، بما في ذلك مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات بالقرب من لوس أنجلوس.
شراكات جديدة
ومن الشراكات الاقتصادية الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركتا «مايكروسوفت» و«G42»، مؤخراً عن تدشين مبادرتين جديدتين، تهدفان إلى ضمان استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مسؤول، بما يضمن احترام الخصوصية والأمان وعدم انتهاك حقوق الأفراد أو إساءة الاستخدام، وذلك في إطار تعاونهما المشترك لخدمة المجتمع العالمي، وتعميق شراكتهما الاستراتيجية التي تم الإعلان عنها في وقت سابق من هذا العام، وتضم بداخلها مجموعة من بروتوكولات التعاون التي سيتم الإعلان عنها على مدار الأسابيع والأشهر المقبلة. 
وتشمل المبادرتان إنشاء مركزين جديدين للذكاء الاصطناعي في إمارة أبوظبي، الأول هو نتاج تعاون مشترك من حيث التأسيس والتمويل بين «G42» و«مايكروسوفت»، وبموافقة مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيعمل المركز على وضع وتطوير ومتابعة تنفيذ أفضل الممارسات والمعايير التي تضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وشفافة في منطقة الشرق الأوسط والدول النامية أو تلك التي تعاني من فجوات في البنية التحتية الرقمية والتقنية مقارنة بالدول المتقدمة.
أما المركز الثاني، فهو عبارة عن فرع جديد لمختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي للأعمال الخيرية في إمارة أبوظبي، والذي سيركز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مشروعاتٍ تعزز التعاون المحلي والإقليمي لتحقيق الأهداف المجتمعية الرئيسية مثل مواجهة التغيرات المناخية أو مكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة وغيرها.
وتلتزم كلٌ من «G42» و«مايكروسوفت»، بالتعاون الوثيق مع المركز الأول في أبوظبي، والذي سيجمع نخبة متميزة من الباحثين والأكاديميين والخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، لتوفير بيئة خصبة لتبادل الخبرات والمعرفة، في مجال الذكاء الاصطناعي المسؤول بين الخبراء والمؤسسات من مختلف القطاعات في الشرق الأوسط والمناطق النامية، لضمان تطبيق أفضل الممارسات في هذه التقنية الناشئة.
مجالات مشتركة 
يعتبر التعليم والبحث العلمي من أهم المجالات التي يركز عليها التعاون بين الإمارات والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهناك شراكات بحثية بين «جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي» ومؤسسات تعليمية أمريكية مثل «جامعة كاليفورنيا» و«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT). وفي القطاع الصحي، تستفيد الإمارات من الخبرات الأميركية المتقدمة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الرعاية الصحية، على سبيل المثال، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية الكبيرة للكشف المبكر عن الأمراض وتطوير العلاجات المبتكرة، كما وساهم التعاون بين البلدين في هذا المجال في تحسين جودة الرعاية الصحية في الإمارات وجعلها في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال. 
القطاع الصحي
في القطاع الصحي، تستفيد الإمارات من الخبرات الأميركية المتقدمة في استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير الرعاية الصحية، على سبيل المثال، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الطبية الكبيرة للكشف المبكر عن الأمراض.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©