عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
بعد هيمنة استمرت لما يقارب نصف العقد على سوق الهواتف الذكية الصينية، بدأت «آبل» في فقدان سيطرتها، في ظل منافسة شركات صينية محلية تعمل بنظام تشغيل أندرويد.
وتراجعت صادرات «آبل الصين»، بنحو 3.1%، خلال الربع الثاني من العام الحالي، بالمقارنة مع نسبة سنوية قدرها 11% لمنافساتها الصينية، ما أخرج «آبل» من قائمة أفضل 5 شركات في البلاد للمرة الأولى منذ 4 سنوات، بحسب شركة البيانات الدولية «IDC» المتخصصة في رصد حركة السوق العالمية للهواتف الذكية، بحسب خدمة واشنطن بوست.
وحققت الشركة الصينية هواوي، التي تتخذ من مدينة شينزين مقراً لها، زيادة كبيرة في مبيعات الهواتف الذكية بلغت نحو 69.7%، خلال الربع الأول من العام الحالي 2024.
وربما يُعزى ذلك، وبدرجة كبيرة، لطرح الشركة، التي عانت للحصول على الرقاقات المتطورة في السنة الماضية، لهاتف ميت 60 الذكي، الذي زُوِّد برقاقة ذكية عالية التقنية، تعمل على دعم عملية ربط الجيل الخامس، بحسب سي أن بي سي الأميركية.
وواجه جهاز آيفون، الذي يشكل العمود الفقري لإمبراطورية «آبل»، معاناة كبيرة في المحافظة على مركزه الطبيعي في الصين، خلال هذه السنة، على الرغم من التخفيضات الكبيرة التي أعلنت عنها الشركة ومنافذ البيع التابعة لها.
كما ساهم بطء نمو الاقتصاد الصيني، في تراجع مبيعات «آبل»، في الوقت الذي انتعشت فيه مبيعات شركات أخرى مثل هواوي وأخرى عاملة بنظام تشغيل أندرويد.
وبينما أعلنت كاناليز، المؤسسة العاملة في أبحاث السوق، عن تراجع شحنات «آبل الصين»، بنحو 3.9% خلال الربع الثاني من هذا العام، أشارت كاونتربوينت للأبحاث، المتخصصة في رصد المبيعات للمستخدم النهائي، لتراجع قدره 5.7%.
وربما لا تزال الفرصة قائمة لانتعاش «آبل» في السوق الصينية، بطرحها لخيارات جديدة من الألوان وتزويد هواتفها بمميزات الذكاء الاصطناعي، بجانب عمليات خفض كبيرة في الأسعار.
بدأت «آبل» في سلك طريق الانتعاش، عندما أعلنت البيانات الحكومية في بكين، عن نمو يتجاوز 40% للشركة خلال شهري أبريل ومايو المنصرمين، إلا أن صادراتها مُنيت بالتراجع في شهر يوليو الماضي، نظراً لمخاوف تتعلق بالأرباح بين منافساتها المحلية، حسبما ذكرته آي دي سي.
وساهمت العروض الترويجية، وارتفاع الطلب خلال العطلات السنوية، في ارتفاع إجمالي مبيعات الهواتف الذكية، بنسبة 1.5% على أساس سنوي في الصين.
كما توقعت شركة كاونتربوينت لأبحاث السوق، نمواً بأرقام فردية منخفضة على مدار العام، مع قيام المزيد من العلامات التجارية الصينية، بتزويد أجهزتها الرئيسة، بمميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة، بحسب وول ستريت جورنال.
ويبدو أن هناك بعض التناقض بين البيانات التي تعلنها الحكومة، وبين المؤسسات البحثية أمثال آي دي سي. وفي حين تقوم المرافق البحثية الحكومية، برصد عدد الهواتف الذكية المسجلة في الحكومة قبل توزيعها على نقاط البيع بالتجزئة، تركز آي دي سي، على عمليات الشحن الحقيقية، التي تُوَصَّل لنقاط التجزئة، الشيء الأكثر ارتباطاً وعلاقة بعمليات البيع.
وتتسم عملية تقييم شحنات «آبل»، بتعقيد شديد، خاصة في ظل ما يواجهه الاقتصاد الصيني، من عدم الاستقرار في بيئة ما بعد كوفيد- 19.
وفاجأ تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «آبل» في شهر مايو الماضي، العديد من المحللين، عندما قال إن إيرادات الشركة، حققت النمو خلال الربع الأول من العام الجاري، على العكس من تقييمات الجميع التي تشير إلى التراجع.
ونتيجة للانتعاش الكبير في مبيعات هواوي، التي ارتفعت صادراتها بنحو 50%، خلال الربع الأخير من العام الجاري، والتنافس الشرس بين الشركات المحلية مثل، فيفو وشياومي، تراجعت آبل للمركز السادس بين الشركات الصينية المحلية، حيث تزامن ذلك مع استقرار مبيعات «آبل» حول أنحاء مختلفة من العالم.
وعلى الصعيد العالمي، تخطط آبل، لتصدير 90 مليون هاتف ذكي من فئة آيفون 16، خلال النصف الأخير من العام الحالي، بالاستفادة من خدمات الذكاء الاصطناعي، للدفع بعجلة الطلب.
وأخطرت الشركة، مورديها وشركائها، باستهدافها زيادة المبيعات بنسبة قدرها 10% من النسخ الجديدة لهواتف آيفون، بالمقارنة مع الفئات التي طُرِحَت خلال المواسم الماضية.
وتقول نبيلة بوبال، المحللة في شركة آي دي سي: «تعتبر آبل في وضع أفضل بكثير عما كانت عليه في الصين خلال 2020، حيث بلغت حصتها السوقية 13.6% حالياً، مقارنة مع 8.3% في الربع الثالث من العام 2020، وبزيادة ناهزت 40% في حجم الصادرات».
