يوسف العربي (أبوظبي)
تعتزم شركتا بيانات، والياه سات، إطلاق ثمانية أقمار صناعية بتقنية رادار ذي فتحة العدسة التركيبية على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وذلك ضمن خريطة طريق استراتيجية تهدف من خلالها الشركتان لتوسيع شبكة الأقمار الصناعية بهذه التقنية، حسب حسن الحوسني، العضو المنتدب لشركة بيانات.
وقال الحوسني لـ (الاتحاد): إن هذا التوسع يشكل جزءاً لا يتجزأ من جهود الشركة الرامية لتعزيز قدرات دولة الإمارات في مجال رصد الأرض وسيتم وضع الجدول الزمني لعمليات الإطلاق المستقبلية بما يتماشى مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030، وبناءً على التفاصيل الفنية النهائية والموافقات التنظيمية.
برنامج طموح
وأوضح الحوسني أن القمر الصناعي «فورسايت-1»، أول قمر صناعي إماراتي برادار فتحة العدسة التركيبية (SAR)، ويأتي إطلاقه مؤخراً ليؤكد على ريادة الدولة لقطاع الفضاء على المستوى العالمي، كما يتماشى هذا الإنجاز مع الرؤية الاستراتيجية لشركتي بيانات والياه سات، اللتين ستندمجان قريباً لتأسيس سبيس 42، وتكونا بذلك أول شركة إماراتية رائدة ببصمة عالمية في مجال تكنولوجيا الفضاء.
ومن خلال هذا الإطلاق، تنضم دولة الإمارات إلى 20 دولة أخرى تنشط في تشغيل وإدارة هذه الفئة من الأقمار الصناعية، الأمر الذي يؤكد على الرؤية التقدّمية للدولة لتحقيق الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030.
واستكمل: يسهم هذا التعاون لإطلاق القمر الصناعي «فورسايت-1» في وضع بيانات والياه سات في طليعة هذا القطاع المزدهر في المنطقة، مما يعزز الالتزام بقيم الابتكار ويدعم المصالح الوطنية والتجارية على حدٍ سواء.
ويتميز القمر الصناعي الجديد بالرادار ذي فتحة العدسة التركيبية، بكونه نظام استشعار نشط يضيء سطح الأرض ويقيس الإشارة المنعكسة لتوفير صور عالية الدقة.
ونوه بأنه على عكس أقمار التصوير الضوئي التقليدية، يمكن لأقمار (SAR) التقاط الصور ليلاً ونهاراً، بغض النظر عن الظروف الجوية أو انعكاس أشعة الشمس وستعمل هذه التقنية على الارتقاء بجودة الحلول والخدمات التي توفرها شركتا بيانات والياه سات للعملاء والشركاء، بالإضافة إلى تعزيز قدرتنا على الارتقاء بجودة الحلول والخدمات الجيومكانية الدقيقة وفي ذات الوقت يمكن تطبيقها في إدارة الكوارث والمراقبة البحرية والتنقّل الذكي.
وقال، إنه علاوة على ما سبق يؤكّد برنامج رصد الأرض الفضائي على التزام شركة بيانات والياه سات المستمر بتطوير قطاع الفضاء في دولة الإمارات وما يزيدنا فخراً أن نسبة المواطنين الإماراتيين في كادر برنامج رصد الأرض تزيد عن 30%، وهو ما يؤكد التزامنا بتطوير الكوادر الوطنية ذات الكفاءة العالية في هذا القطاع الحيوي.
ريادة عالمية
وقال الحوسني: إن إطلاق القمر الصناعي «فورسايت-1» يضع دولة الإمارات ضمن قائمة العشرين دولة حول العالم التي تنشط في تشغيل وإدارة هذه الفئة من الأقمار الصناعية، الأمر الذي يؤكد ريادة الدولة في قطاع الفضاء على المستوى العالمي، ويسلّط الضوء على قدرتها لتطوير ونشر أحدث التقنيات الفضائية، وبالتالي التأكيد على الجهود الدؤوبة للدولة في مجال تكنولوجيا الفضاء.
ونوه أن حكومة دولة الإمارات أعلنت عن خططها الطموحة لدفع عجلة التنمية في مجال الفضاء من خلال استراتيجيتها الوطنية للفضاء 2030، ومع اقتراب شركتي بيانات والياه سات من اندماجهما المقترح لإنشاء سبيس 42، سنساهم في هذه الاستراتيجية من خلال الوفاء بالتزام الدولة بتطوير قدراتها في قطاع الفضاء، ودعم الأمن الوطني، وتعزيز الابتكار، والتعاون الدولي، ودفع النمو الاقتصادي، والمساهمة في التنمية الحضرية من خلال تكنولوجيا الفضاء.
دقة البيانات
وأكد أن إطلاق القمر الصناعي الجديد سوف يساعد شركتي «بيانات» و«الياه سات» على توفير صور عالية الدقة في جميع الأحوال الجوية، مما سيعزز دقة وموثوقية البيانات الجيومكانية بشكل كبير، كما سيوفر حلول أكثر دقة وفي بشكل مباشر لتطبيقات مختلفة مثل التخطيط الحضري ومراقبة البيئة وإدارة الموارد، وهي العوامل التي ستؤدي مجتمعةً إلى تعزيز مكانة شركتي بيانات والياه سات في مجال الحلول والخدمات الجيومكانية.
وأضاف ستسهم البيانات المحسّنة في إدارة الكوارث، حيث يكون توفّر البيانات في الوقت المناسب أمراً بالغ الأهمية للمساعدة في جهود الاستجابة والتعافي من الكوارث وستتمكن شركة بيانات والياه سات عبر توسيع كوكبة الأقمار الصناعية الخاصة بهما من خلال تقديم صور عالية الدقة وبشكلٍ مباشرٍ تقريباً، مما يعزز قدرتها على خدمة العملاء المحليين والدوليين باستخدام الحلول الجيومكانية المتقدمة.
التشغيل الفعلي
وقال الحوسني إنه من المتوقع أن يدخل القمر الصناعي «فورسايت-1» مرحلة التشغيل في أوائل عام 2025. ويتبع هذا الجدول الزمني مراحل إطلاق القمر الصناعي ونشره، والتي سيتم خلالها اختباره ومعايرته لضمان الأداء الأمثل. كما سيتم اختبار الجزء الأرضي للتحكّم في الأقمار الصناعية خلال هذه الفترة ليكون جاهزاً للتشغيل.
ونوه بأن الانتقال إلى الوضع التشغيلي الكامل للقمر الصناعي سيتيح البدء في توفير بيانات ورؤى قيمة لرصد الأرض كجزء من برنامج رصد الأرض الذي تتبناه دولة الإمارات.
ويضيف القمر الصناعي «فورسايت-1» العديد من المزايا التكنولوجية إلى قدرات دولة الإمارات في مجال الفضاء، مثل استخدام تقنية (SAR)، التي تسمح للقمر الصناعي بالتقاط صور عالية الدقة لسطح الأرض بغض النظر عن الظروف الجوية أو الوقت من اليوم.
ويعمل الرادار بتقنية الاستشعار النشط التي ترسل إشارات رادارية نحو الأرض وقياس الإشارات المنعكسة لالتقاط وتوليد صور مفصّلة، مما يوفّر بيانات متسقة وموثوقة على عكس أنظمة التصوير الضوئي التي يمكن أن تحدّها السحب أو الظلام أو الظروف الجوية الأخرى. كما ستسهم هذه التقنية في تعزيز القدرة على مراقبة التغيرات البيئية، وتتبع تطورات البنية الأساسية، ودعم تطبيقات مختلفة بما في ذلك إدارة الكوارث والمراقبة البحرية.
المواهب الإماراتية
أكد حسن الحوسني، العضو المنتدب لشركة بيانات أن أكثر من 30% من فريق برنامج مراقبة الأرض من الكوادر الإماراتية الموهوبة، الأمر الذي يؤكد على مساهمة المواهب الوطنية القوية في هذا القطاع.
وأوضح أن هذه المشاركة تسلّط الضوء على الخبرة المتنامية للمواهب الإماراتية في قطاع الفضاء، وتدعم في ذات الوقت الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة المتمثّلة في تطوير القدرات المحلية في تكنولوجيا الفضاء.