شريف عادل (واشنطن)
حلقت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، مدعومة بكلمات جيروم باول رئيس بنك الاحتياط الفيدرالي، التي أشار فيها إلى أن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية تلوح في الأفق، ما يعني اقتراب بدء دورة جديدة لتيسير السياسة النقدية في الاقتصاد الأكبر في العالم، ستكون الأولى منذ عام الجائحة.
وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 462.30 نقطة، مثلت 1.14% من قيمته، وتقدم مؤشر ناسداك المركب 1.47% إلى 17877.79، بينما أضاف مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نسبة 1.15%، ليغلق عند 5634.61، مقترباً من أعلى مستوياته على الإطلاق، التي سجلها الشهر الماضي. وبمكاسب يوم الجمعة، نجحت المؤشرات الرئيسية الثلاثة في إنهاء الأسبوع في المنطقة الخضراء، حيث ارتفع مؤشر داو جونز بنحو 1.3%، وأضاف مؤشر ناسداك 1.4%، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.45% خلال الفترة. وارتفعت الأسهم صباح الجمعة بعد أن أشار باول في خطابه في ندوة البنك المركزي في جاكسون هول، بولاية وايومنغ، إلى توقعه انخفاض أسعار الفائدة في المستقبل، رغم أنه لم يقدم معلومات محددة عن موعد أو حجم أي تخفيضات في تكلفة الاقتراض. وقال باول: «نحن لا نسعى ولا نرحب بمزيد من التهدئة في ظروف سوق العمل. لقد حان الوقت لتعديل السياسة. إن اتجاه تحرك التضخم أصبح واضحاً، وسوف يعتمد توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة على البيانات الواردة، والتوقعات الناشئة، وتوازن المخاطر». وأسعدت كلمات باول المستثمرين، الذين أظهرت أسعار العقود الآجلة اتفاقهم على الرهان على خفض أسعار الفائدة في اجتماع الثامن عشر من سبتمبر، وفقاً لأداة مراقبة البنك الفيدرالي التابعة لبورصة شيكاغو التجارية، رغم أنهم لم يتفقوا حول حجم هذا التخفيض. وفي الوقت نفسه، بدت تلك الكلمات وكأنها تكتب نهاية حملة البنك الفيدرالي التاريخية لمكافحة التضخم، وهي الحملة التي أعلن عنها باول من نفس المكان قبل عامين، عندما أشار إلى استعداده لقبول الركود كثمن لخفض التضخم.
ويوم الجمعة، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا بقوة، مع تزايد توقع المستثمرين أن يكون القطاع أكثر المستفيدين من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، فقفزت أسهم شركتي تسلا وإنفيديا بأكثر من 4% لكل منهما، كما حققت أسهم الشركات الصغيرة مكاسب بسبب نفس التوقع، حيث تقدم مؤشر راسل 2000 بأكثر من 3%. وقال سكيلر وايناند، كبير مسؤولي الاستثمار في ريجان كابيتال: «السوق تتنفس الصعداء نوعاً ما» بعد تصريحات باول ومتحدثين آخرين من بنك الاحتياط الفيدرالي. وأضاف: «السوق ترى أننا وصلنا إلى نهاية دورة رفع الفائدة، وفي طريقنا لبدء دورة جديدة (من الخفض). لم نتخذ خطوة الدوران بـ180 درجة، لكننا اتخذنا منعطفاً يميناً واضحاً نحو دورة تخفيف».