شريف عادل (واشنطن)
أنهت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية تعاملات يوم الجمعة في المنطقة الخضراء، لتكون قريبة جداً من مستواها قبل يوم «الاثنين» الماضي، مع مواصلة موجات التصحيح، وذلك على الرغم من استمرار المخاوف من دخول الاقتصاد الأكبر في العالم في ركود.
وفي نهاية تعاملات اليوم، كان مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعاً 51 نقطة، مثلت 0.13% من قيمته، وأضاف مؤشر إس أند بي 500 الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي 0.47%، بينما وصل الارتفاع في مؤشر ناسداك، المتخم بأسهم شركات التكنولوجيا والذي كان الأكثر تألماً عند بداية الأسبوع، إلى نسبة 0.51%.
وعلى مستوى الأسبوع، كان مؤشر إس أند بي 500 متراجعاً بنسبة 0.04% فقط. وخلال جلسة يوم الجمعة، تمكن المؤشر من التحول إلى المنطقة الخضراء لفترة وجيزة قبل أن يفقد بعض مكاسبه.
وفي الوقت نفسه، انخفض مؤشرا داو جونز وناسداك خلال الأسبوع بنسبة 0.6% و0.18% على التوالي.
وكان هذا الأسبوع هو الأسبوع الأكثر تقلباً في عام 2024 بالنسبة لسوق الأسهم، حيث انخفض مؤشر داو جونز يوم الاثنين بمقدار 1000 نقطة، بينما خسر مؤشر إس آند بي 500 نحو 3% في أسوأ أيامه منذ عام 2022. وكانت بيانات الوظائف الأميركية المخيبة للآمال التي تم الإعلان عنها في نهاية الأسبوع الماضي، والمخاوف من كون بنك الاحتياط الفيدرالي قد تأخر بالفعل في خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يؤدي إلى دخول الاقتصاد الأميركي في ركود، من بين الأسباب الرئيسية وراء عمليات البيع المكثفة، إلى جانب تفكيك تجارة الفائدة على الين الياباني من قبل صناديق التحوط.
ومع ذلك، عادت المؤشرات الرئيسية إلى الارتفاع اعتباراً من يوم الثلاثاء، حيث ساعد رقم مطالبات البطالة الأسبوعية الإيجابي، الذي تم الإعلان عنه يوم الخميس، في تخفيف مخاوف المستثمرين بشأن الاقتصاد الأميركي، بالتزامن مع إعلان بنك اليابان (المركزي) نيته التوقف عن رفع الفائدة، لحين استقرار الأسواق.
وارتفع مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 2.3% يوم الخميس، في أفضل أداء يومي له منذ نوفمبر 2022، بينما ارتفع مؤشر داو جونز الذي يضم 30 سهماً بنحو 683 نقطة. وأضاف مؤشر ناسداك ما يقرب من 2.9%.
وفي أدنى مستويات يوم الاثنين، انخفض كان مؤشر إس آند بي 500، متراجعاً بنحو 10% عن أعلى مستوى وصل إليه على الإطلاق، ووصل تراجع مؤشر ناسداك إلى منطقة تصحيح كاملة تجاوزت 10%، كما وصل مؤشر التقلب CBOE، الذي تستخدمه وول ستريت لقياس الخوف في الأسواق، إلى ارتفاعات شوهدت آخر مرة خلال بداية جائحة كوفيد-19 والأزمة المالية التي تزامنت معها.
لكن المستثمرين تدخلوا لشراء الأسهم عند المستويات المتدنية اعتباراً من يوم الثلاثاء، ثقة في أن أزمة أخرى أو ركوداً مازالا بعيدين عن التحقق.
وأكد العديد من المحللين أن خسائر الاثنين كانت مرتبطة بشكل أكبر بصناديق التحوط التي تخلصت من رهان طويل الأمد على الين الياباني الرخيص بدلاً من التهديدات الأساسية بركود الاقتصاد.