يوسف العربي (أبوظبي)
بدأت مناطق خليفة الاقتصادية «مجموعة كيزاد» الأعمال الإنشائية في مشروعي «مجمع أبوظبي للأغذية» والمركز العالمي للمركبات – أبوظبي على مساحة إجمالية تناهز 6.6 مليون متر مربع تمهيداً لبدء التشغيل بنهاية عام 2025، بحسب محمد الخضر الأحمد، الرئيس التنفيذي لـ«مجموعة كيزاد».
وقال الأحمد في حواره مع «الاتحاد» إن المشروعين يمثلان إنجازاً بارزاً على مسار تطوير القطاعات الرئيسية المستهدفة ضمن استراتيجية أبوظبي الصناعية، وعلى رأسها قطاعات السيارات والأغذية والتكنولوجيا الزراعية.
وأوضح أن المجمعين يتميزان ببنى تحتية متطورة وخدمات متكاملة تعزز من قدرات قطاعي الأغذية والسيارات في إمارة أبوظبي وتندرج هذه المبادرات ضمن استراتيجية كيزاد لتعزيز مساهمة القطاعات غير النفطية في الاقتصاد الوطني.
وأوضح أن المركز العالمي للمركبات سيضم بنية تحتية متكاملة لخدمة جميع الأنشطة المرتبطة بقطاع السيارات، بما في ذلك مراكز لفحص وتسجيل وترخيص المركبات، وسيقدم خدمات متكاملة لتجارة السيارات بما يسهم في تطوير هذا القطاع الحيوي ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز مكانة أبوظبي كمركز إقليمي رئيس في قطاع السيارات.
ومن ناحية أخرى، سيوفر مركز أبوظبي للأغذية بنية تحتية متطورة عالية المستوى ومرافق حديثة للخدمات اللوجستية، وسيكون المركز الرئيس لتجارة الأغذية في المنطقة.
ونوه إن ذلك يضاف إلى المشاريع الأخرى الجاري تنفيذها حالياً مثل تطوير مجمَّع التكنولوجيا الزراعية في مدينة العين الصناعية التابع للمجموعة لخدمة مشاريع الإنتاج الزراعي عالي التقنية بمساحة تتجاوز مليونين متر مربع قابلة للزيادة والتوسع مستقبلاً، ومدينة رحايل للسيارات الوجهة المتكاملة لكل ما يتعلق بقطاع السيارات على مساحة تصل إلى 1.3 مليون متر مربع في مدينة أبوظبي.
تحول ديناميكي
وقال الأحمد: «حققت مجموعة كيزاد معدلات نمو لافتة على مدى السنوات الماضية ففي ظل التنافسية الكبيرة والتحول الديناميكي السريع الذي يشهده القطاع الصناعي في إمارة أبوظبي، نجحت كيزاد في تسجيل نمو ملحوظ في عدد الشركات في 17 قطاعاً اقتصادياً، حيث ارتفع العدد الإجمالي من 1.850 شركة صناعية وتجارية واقتصادية في عام 2022 إلى أكثر من 2.000 شركة عام 2023، بزيادة قدرها 12% يتركز نحو 70% من هذه الشركات في قطاعات التصنيع، مما يعكس الطلب القوي على المساحات والمرافق الصناعية واللوجستية في المنطقة».
وأصدرت إمارة أبوظبي خلال العام الماضي 363 رخصة صناعية جديدة، مسجلة في عام 2023 زيادة بنسبة تجاوزت 50% عن العام السابق، مما يبرز جاذبية المناخ الاستثماري في إمارة أبوظبي التي نجحت في ترسيخ مكانتها كمركز رائد للتنمية الصناعية في المنطقة بفضل المبادرات التي تم إطلاقها ضمن استراتيجية أبوظبي الصناعية.
وشكل القطاع الصناعي خلال العام الماضي 2023 أكبر مساهم في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي لإمارة أبوظبي، حيث ارتفعت مساهمته إلى 101 مليار درهم بما يمثل 8.8% من الناتج المحلي الإجمالي كأكبر قطاع غير نفطي يساهم في دفع النمو الاقتصادي بالإمارة.
وأضاف الأحمد:«في ضوء هذا النمو المتسارع في القطاع الصناعي والطلب المتزايد على المساحات الصناعية واللوجستية في المنطقة، نجحنا في تطوير استراتيجياتنا لمواكبة هذه التغيرات من خلال تنويع عروضنا والتركيز بشكل أكبر على تطوير بنية تحتية حديثة عالية المستوى، وتوفير خدمات شاملة بأسعار أكثر تنافسية وقد لاقت هذه الجهود استحساناً كبيراً من جانب الشركات، مما ساعدنا في استدامة زخم النمو بالمجموعة، وأثمرت هذه الزيادة الكبيرة في قاعدة متعاملينا، بما يعكس الثقة التي تتمتع بها كيزاد كشريك تعتمد عليه مختلف الشركات لتحقيق تطلعاتها في النمو والتوسع».
المساحات المؤجرة
وقال الأحمد، إنه بنهاية العام الماضي، بلغ إجمالي المساحة المؤجرة في كيزاد 67.3 كيلومتر مربع من إجمالي المساحات المطورة القابلة للاستثمار والبالغة 98 كيلومتراً مربعاً، بما يمثل نسبة إشغال وصلت إلى 69% وتشكل هذه النسبة جزءًا كبيراً من المناطق الاقتصادية 12 التابعة لمجموعة كيزاد والمتوزعة على مدينتي أبوظبي والعين ومنطقة الظفرة والبالغة مساحتها الإجمالية 550 كيلومتراً مربعاً ويعد هذا النمو مؤشراً قوياً على الدور الحيوي الذي تؤديه مجموعة كيزاد في دعم مسيرة التنمية الاقتصادية بإمارة أبوظبي.
وأوضح أن الطلب على المساحات القابلة للاستثمار في كيزاد كان قوياً في الآونة الأخيرة، وبشكل خاص من الشركات العاملة في قطاعات الأغذية والتكنولوجيا الزراعية والأدوية والسيارات والمعادن وقطاعات التصنيع بشكل عام.
وأضاف أنه على صعيد المرافق الجاهزة، فقد وصلت نسب إشغال المستودعات إلى 87% من الطاقة الاستيعابية التخزينية وبلغت نسبة إشغال وحدات سكن الموظفين التابعة لكيزاد للمجمعات 60% من الطاقة الاستيعابية السريرية، مما يعكس حجم الطلب المتزايد على المستودعات ومرافق الخدمات اللوجستية. ويُعزى هذا النجاح البارز إلى قدرة المجموعة على تنويع محفظة استثماراتها في القطاعات الاقتصادية ذات الأهمية الاستراتيجية.
وقال إن هذا النمو القوي يعكس الدور الحيوي لمجموعة كيزاد في دفع جهود التنويع الاقتصادي بإمارة أبوظبي وتعزيز الاقتصاد غير النفطي بما يتماشى مع أهداف رؤية أبوظبي 2030.
شركات إماراتية
وحول نسبة الشركات الإماراتية من إجمالي عدد الشركات المسجلة في كيزاد قال الأحمد: «تُعد كيزاد وجهة استثمارية عالمية تحتضن أكثر من 2.000 شركة من جنسيات متعددة وتأتي هذه الشركات من مختلف أنحاء العالم، مما يعكس تنوع المجتمع الاستثماري لدينا ويخلق بيئة أعمال شديدة التنوع تتميز بالديناميكية وتعزز التعاون والابتكار».
واستكمل:«تمثل الشركات الإماراتية ما يقرب من 64% من إجمالي الشركات العاملة في كيزاد، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يضعها المستثمرون المحليون في كيزاد كمحرك للتنمية في إمارة أبوظبي».
وقال بفضل هذا التنوع الكبير، توفر الشركات العاملة في مختلف مناطق كيزاد أكثر من 9.800 فرصة عمل مباشرة، مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي ورفع مستوى المهارات والكفاءات في المنطقة. هذه الأرقام تعكس نجاح كيزاد في جذب الاستثمارات من مختلف أنحاء العالم، وتؤكد دورها البارز في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات.
وأضاف: «يأتي أكثر من 33% من متعاملي «كيزاد» من الأسواق العالمية وتمثل الشركات من جنوب وشرق آسيا النسبة الأكبر من الشركات الأجنبية في مناطقنا، تليها شركات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وهذا التنوع الكبير بالإضافة إلى إقبال الشركات من هذه المناطق يسلط الضوء على الجاذبية التي تتمتع بها كيزاد كوجهة مفضلة للاستثمار ومحرك للتنمية الصناعية في المنطقة».
استراتيجية التسويق
قال محمد الخضر الأحمد، الرئيس التنفيذي لـ «مجموعة كيزاد»: تركز استراتيجية التسويق الخارجية في كيزاد على عدة محاور رئيسية تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية لمتعاملينا من خلال توفير منظومة أعمال متكاملة تتسم بالكفاءة والمرونة والتنافسية وانخفاض التكاليف التشغيلية وتحفز الابتكار والنمو.
وأضاف: «نعمل على وصول هذه الرسالة وانتشارها في الأسواق الرئيسية التي نستهدفها على مستوى العالم من خلال الحملات الترويجية المكثفة، والمشاركة في الفعاليات والمعارض الصناعية المقامة في الأسواق المستهدفة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط على وجه الخصوص وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف حيث بلغت عدد المشاركات الخارجية 40 مشاركة للعام الماضي والحالي، وتم إبرام اتفاقيات لإنشاء شبكة واسعة من الوكالات العالمية والشركاء الذين يتعاونون معنا للترويج عن خدماتنا وجذب واستقطاب مستثمرين جدد من جميع أنحاء العالم إلى مناطقنا والتي يصل عددها إلى أكثر من 50 اتفاقية».
ونوه بأنه ضمن إحدى الاستراتيجيات التي أثبتت فعاليتها، هي إقامة شراكات مع الهيئات الصناعية في البلدان الكبرى، مثل الهند والصين وروسيا والمملكة المتحدة وألمانيا وتركيا وغيرها، حيث يساعد التعاون مع هذه الهيئات على فهم الاحتياجات المحددة للشركات في تلك البلدان، وتقديم أفضل العروض المناسبة لها والحلول المصممة خصيصاً لتلبية احتياجاتها مما يؤدي إلى تعزيز جاذبية كيزاد كوجهة مفضلة للمستثمرين من هذه البلدان.