شريف عادل (واشنطن)
في نهاية أسبوع كان عصيباً على الأسهم الأميركية، وبعد نشر أحدث تقارير التضخم الأميركي، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي، مضيفاً 654 نقطة لقيمته عند بداية جلسة نهاية الأسبوع، بينما اكتفت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى بتعويض قدر ضئيل من الخسائر التي لحقت بها على مدار يومي الأربعاء والخميس.
واحتفظ أغلب المستثمرين بتفاؤلهم تجاه تحركات الأسهم خلال الفترة القادمة، مع تفضيل الشركات المكونة للمؤشر الأشهر في العالم، خوفاً من المبالغة في توقع ما يمكن أن يضيفه الذكاء الاصطناعي إلى ربحية شركات التكنولوجيا. وأسهم تقرير التضخم الصادر صباح الجمعة في واشنطن في طمأنة الأسواق باقتراب بنك الاحتياط الفيدرالي من بدء دورة جديدة لخفض الفائدة، بعد تسجيل الاقتصاد الأكبر في العالم معدل تضخم 2.6% في شهر يونيو، كما كان الحال في الشهر السابق.
وأظهرت بيانات وزارة التجارة الأميركية استقرار مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي، وهو مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء شديدة التقلب، عند 2.6% في يونيو، وأن المؤشر الأساسي الشهري ارتفع خلال الشهر بنسبة 0.2%، كما كانت التوقعات.
وقال البنك الفيدرالي في أكثر من مناسبة سابقة، إنه لن يشرع في خفض معدلات الفائدة قبل التأكد من استمرارية تراجع التضخم، وإنه لن يعتمد على بيانات شهر واحد أو شهرين.
وفي تعاملات آخر أيام الأسبوع، مثلت نقاط الارتفاع في مؤشر داو جونز الصناعي نسبة 1.64% من قيمته عند بداية اليوم، كما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي، بنسبة 1.11%، في حين اكتفى مؤشر ناسداك المتخم بشركات التكنولوجيا بالارتفاع بنسبة 1.03%، في أسبوع شهد أسوأ أيامه في أكثر من عامين.
وقال سام ستوفال من مركز أبحاث سي إف آر إيه، إن تحركات الجمعة تنبع من مزيج من المشاعر المبالغ فيها، مشيراً إلى أن تقرير الناتج المحلي الإجمالي الذي كان أقوى من المتوقع وتم الإعلان عنه يوم الخميس ربما تسبب في تراجع بعض التوقعات التي انتظرت دفع تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي للبنك الفيدرالي للإسراع بخفض معدلات الفائدة.
وأضاف: «ساعد تقرير الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الجيد الذي تم الإعلان عنه اليوم في إقناع السوق بالنزول عن الحافة. ومع هذا التراجع، يستمر التحول العظيم من شركات التكنولوجيا، باتجاه شركات أصغر لم ترتفع أسعارها بالقدر الكافي خلال الفترة الأخيرة». وارتفع مؤشر راسل 2000، الذي يقيس أداء الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة، بنسبة 1.67%، كما ارتفعت أسهم الصناعات والمواد، مما رفع قطاعيهما الفرعيين في مؤشر ستاندرد آند بورز بنحو 1.7%، وحققت بعض شركات التكنولوجيا، التي عانت وسط عمليات البيع المكثفة هذا الأسبوع، مكاسب في تعاملات الجمعة، حيث أضافت مايكروسوفت وأمازون أكثر من 1% لكل منهما، وارتفعت ميتا بلاتفورمز بنحو 3%، ما تسبب في ارتفاع قطاع تكنولوجيا المعلومات في مؤشر ستاندرد آند بورز بنحو 1%.