عدد اليوم
يوسف العربي (أبوظبي)
استكملت «أدنوك» تجهيز حقل «نصر» البحري للعمل عن بُعد من خلال تطبيق نظام «روبوويل» «RoboWell»، بالشراكة مع «إيه آي كيو»، ما يتيح إدارة عمليات الحقل من قلب مدينة أبوظبي، ليكون الحقل مثالاً رائداً على التطبيق العملي لاستراتيجية أدنوك للاستفادة من حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي، ونموذجاً لمستقبل عملياتها البحرية.
وقالت طيبة الهاشمي، الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك البحرية، خلال جولة إعلامية لـ «مركز التشغيل المباشر لعمليات حقل نصر»، أمس، إن «أدنوك» انتهت من اختبار نظام التشغيل عن بعد في 10 آبار نفط ولديها خطة لتطبيق هذا النظام في 300 حقل نفط قبل نهاية العام الحالي.
وأشارت الهاشمي، خلال استعراضها لإمكانيات نظام التحكم عن بُعد في عمليات حقل نصر، إلى أنه يمكن من خلال «مركز التشغيل المباشر لعمليات حقل نصر»، الواقع في مقر شركة أدنوك البحرية في أبوظبي، التحكم ومراقبة عمليات الإنتاج في الحقل الذي يبعد نحو 130 كيلومتراً غرب مدينة أبوظبي.
ونوهت إلى أنه من خلال هذا النظام يتم رصد تدفق ومعدل الإنتاج ودرجة الحرارة وبيانات المرافق السطحية وتحت السطحية وتحليلها، بما يرفع الكفاءة التشغيلية للعمليات بنسبة 5 %.
وقالت الهاشمي: إن تطبيق أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في حقل نصر يعزز الكفاءة التشغيلية ويقلل الانبعاثات الكربونية، كما يسهم في تقليل عدد رحلات الكوادر من وإلى الحقل، حيث يتم نقل جزء منهم إلى مقر الشركة في قلب مدينة أبوظبي.
دمج التقنيات
وتم تصميم حقل نصر البحري بحيث يكون حقلاً رقمياً بالكامل لتمكين الشركة من استخدام التطبيقات المتطورة وأحدث حلول الذكاء الاصطناعي، ويمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تسهم في تعزيز معايير الأمن والسلامة من خلال الاستغناء عن العنصر البشري في بيئة العمل عالية المخاطر، مع رفع كفاءة العمليات من خلال تحسين الإنتاج، وتعزيز الاستدامة من خلال توفير حلول أقل من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية.
ويستخدم «مركز التشغيل المباشر لعمليات حقل نصر» التابع لأدنوك مجموعة من التقنيات الحديثة والمتطورة، مثل تقنيات المراقبة المباشرة، والتقارير الذكية، والجولات الافتراضية، وتوصيل الأجهزة لتمكين ودعم عملية اتخاذ قرارات سريعة وموثوقة تساهم في رفع كفاءة العمليات وخفض الانبعاثات.
وقالت الهاشمي: إن الكوادر البشرية التي تعمل على تشغيل الحقل يمكنهم الآن ممارسة أعمالهم من هنا وهم متواجدون في أبوظبي بدلاً من الموقع، ما يعني توفير بيئة عمل آمنة تتيح لفرق العمليات والتخطيط والمشاريع والصيانة في الشركة العمل الآن جنباً إلى جنب، وأكدت: «يعد تشغيل عمليات حقل «نصر» إنجازاً كبيراً في مسيرة أدنوك الهادفة لأتمتة عملياتها بشكل كامل».
نقلة نوعية
وأشارت الهاشمي: تشهد أدنوك نقلة نوعية على امتداد أعمالها لتصبح شركة الطاقة الأكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي في العالم، ومن خلال إدماج تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي في جميع جوانب أعمالها، بدءاً من غرف التحكم وصولاً إلى غرف اجتماعات الإدارة التنفيذية، فإننا نساهم في خفض الانبعاثات ومواصلة تلبية الطلب العالمي المتزايد على إمدادات الطاقة منخفضة الكربون بشكل مسؤول ومستدام.
وأضافت: عبر الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات، نقوم بإدارة عمليات حقل «نصر» من غرفة التحكم المتواجدة هنا في أبوظبي، حيث يوظف هذا الحقل البحري التقنيات الرقمية في مختلف عملياته، بما يُمكّننا من تعزيز معايير السلامة ورفع كفاءة أعمالنا وضمان استدامتها وقالت: يمثل حقل «نصر» مستقبل عملياتنا البحرية، ويعكس كيفية استفادة «أدنوك» من حلول وتقنيات الذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة أعمالها وصولاً لأتمتتها بشكل كامل.
وعلى مدار 60 عاماً، واصلت «أدنوك البحرية» تسخير مصادر الطاقة في مياه أبوظبي لتمكين الحياة في دولة الإمارات وحول العالم، وتعد «أدنوك البحرية» اليوم، واحدة من أكبر شركات إنتاج الطاقة من الحقول البحرية، وتنتج حوالي نصف إنتاج «أدنوك» من النفط والغاز، وأكدت الهاشمي أن الإنتاج المسؤول للطاقة يعد محوراً أساسياً لجميع عملياتها وتعد «أدنوك البحرية» ضمن أكبر الشركات، وواحدة من منتجي الطاقة الأقل تكلفة وكثافة في مستويات انبعاثات الكربون في العالم.
تطبيقات ذكية
وقالت الهاشمي: يحتاج العالم اليوم إلى إنتاج المزيد من الطاقة بأقل الانبعاثات، ونحن نهدف للمساهمة في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة بشكل آمن ومستدام.
وأوضحت أن استراتيجية أدنوك البحرية ترتكز على ثلاثة محاور رئيسة، أولها الاستفادة من أحدث تطبيقات وأدوات الذكاء الاصطناعي لإحداث نقلة نوعية في جميع مراحل العمليات، بدءاً من غرف التحكم، وصولاً إلى غرف اجتماعات الإدارة التنفيذية.
وأوضحت أن «أدنوك» حققت في عام 2023، قيمة تجارية بلغت 1.84 مليار درهم «500 مليون دولار» من خلال تطبيق ونشر حلول الذكاء الاصطناعي، وتعمل «أدنوك البحرية» على نشر وتوسيع نطاق الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي عبر مواقعها.
وأضافت أن الشركة تركز أيضاً على إزالة الكربون من عملياتها، حيث تعمل «أدنوك» على تنفيذ مشروع استراتيجي بتكلفة 13.95 مليار درهم (3.8 مليار دولار)، يهدف لإمداد عمليات إنتاج حقول «أدنوك» البحرية بالكهرباء المنتجة من المصادر الصديقة للبيئة والمستدامة بحلول عام 2030.
العمليات عن بُعد والذكاء الاصطناعي
تعد غرفة التحكم هي المكان الذي تدار منه عمليات الإنتاج عبر حقل «نصر» وقبل استخدام هذه التكنولوجيا، كانت العمليات تدار يدوياً من الموقع، والآن وبفضل القدرات الرقمية المتوفرة في حقل «نصر» أصبحت الشركة قادرة على تنفيذ عمليات الإنتاج من الحقول البحرية وإدارتها من قلب مدينة أبوظبي ويتم تشغيل العمليات على مدار الساعة بواسطة اثنين من مشغلي اللوحات ومشرف، حيث يقومون بتحليل البيانات من أجهزة الاستشعار تحت السطحية والسطحية للتحكم في الإنتاج وتنسيقه وتنظيمه.
وتعرض لوحات المعلومات جميع المتغيرات في عمليات الحقل مثل: درجة الحرارة، والضغط، ومعدلات التدفق ويقوم المشغلون بضبط المعلومات لتحسين الأداء.
الجولة الافتراضية
الجولة الافتراضية هي خريطة رقمية للمجمع الضخم لحقل «نصر»، وتستخدمها «أدنوك» لتخطيط عمليات الصيانة الرئيسية. وتعتبر مساحة المجمع الضخم ضيقة ومحدودة، فإذا احتاجت الشركة إلى تحديث قطعة رئيسية من المعدات، فعليها أن تعمل على حل العديد من التحديات التقنية واللوجستيات.
وقبل استخدام هذا النظام، كان على المورّد السفر إلى الحقل من أبوظبي، أو من جميع أنحاء العالم عدة مرات، وفحص الموقع فعلياً وباستخدام هذا النظام، أصبح بالإمكان القيام بكل ذلك افتراضياً ويمكننا الآن قياس المسافات بصورة دقيقة تصل إلى مليمترات، للقيام بأعمال التصميم والصيانة والخدمات اللوجستية.
