شريف عادل (واشنطن)
تراجعت الأسهم الأميركية يوم الجمعة، مع استيعاب المتداولين للبيانات الاقتصادية الجديدة التي أشارت إلى تباطؤ معدل ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى بيانات معنويات المستهلكين التي جاءت أفضل من المتوقع، في نهاية نصف أول من العام اتسم بارتفاعات قوية، جعلت منه الأفضل أداءً للأسهم الأميركية في أي عام انتخابات تشهده أميركا.
وبنهاية تعاملات آخر أيام الأسبوع والشهر وربع ونصف العام، تراجع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.41%، وانخفض مؤشر ناسداك بنسبة 0.71%، وذلك رغم وصول المؤشرين إلى أعلى مستوياتهما على الإطلاق في وقت سابق من الجلسة، بينما لم يتجاوز الانخفاض في مؤشر داو جونز الصناعي ثمن النقطة المئوية.
وقالت وزارة التجارة، الجمعة، إن التضخم في مايو تباطأ إلى أدنى معدل سنوي له منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة الأكثر تقلباً، ويعد مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياط الفيدرالي، بنسبة 0.1% فقط الشهر الماضي و2.6% عن العام السابق، وكان كلا التقديرين متوافقاً مع تقديرات «داو جونز».
واستقر مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يشمل الغذاء والطاقة، على أساس شهري وارتفع بنسبة 2.6% على أساس سنوي، وهو ما تماشى أيضاً مع التوقعات.
وقال ديفيد دونابيديان، كبير مسؤولي الاستثمار في CIBC Private Wealth: «من وجهة نظر السوق، كان تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي قريباً من الكمال، كان هذا تقريراً إيجابياً بشكل لا لبس فيه».
ومن ناحية أخرى، جاء مؤشر ثقة المستهلكين لجامعة ميشيغان لشهر يونيو أعلى من المتوقع، حيث ارتفع إلى 68.2 بعد أن كانت القراءة الأولية 65.6.
وانخفضت توقعات التضخم لمدة عام إلى 3% من 3.3% التي تم توقعها في شهر مايو، وتعتبر إحصائيات توقعات التضخم ذات أهمية قصوى للمستثمرين ومحللي الأسواق خلال محاولاتهم توقع موعد بدء بنك الاحتياط الفيدرالي دورة جديدة لخفض أسعار الفائدة، ستكون الأولى منذ عام «الجائحة». ويضع المتداولون حالياً فرصة بنسبة 64.1% لأن يقوم البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه في سبتمبر، وفقاً لأداة مراقبة البنك الفيدرالي الخاصة ببورصة شيكاغو التجارية.
واختتم السوق رسمياً الأشهر الستة الأولى من عام 2024 مع جرس الإغلاق يوم الجمعة، وقاد مؤشر ناسداك المتخم بشركات التكنولوجيا الطريق خلال النصف الأول، مرتفعاً بنسبة 18.1%، حيث سيطرت نشوة الذكاء الاصطناعي على اختيارات المستثمرين. وقفز مؤشر إس أند بي 500 الأكثر تعبيراً عن قطاعات الاقتصاد الأميركي بنسبة 14.5%، في حين تخلف مؤشر داو جونز القيادي بمكاسب لم تتجاوز 3.8%.
وجاء جزء من ضعف أداء مؤشر داو جونز من التراجع الواضح في الربع الثاني، والذي شهد انخفاضاً للمؤشر بنسبة 1.7%، في حين أضاف مؤشر إس أند 500 وناسداك 3.9% و8.3% على التوالي خلال نفس الربع.
وحققت المؤشرات الرئيسية الثلاثة مكاسب في شهر يونيو، مسجلةً شهرها الإيجابي السابع في ثمانية. وقاد مؤشر ناسداك المجموعة مرة أخرى بارتفاع خلال الشهر بنسبة 6% تقريباً، بينما ارتفع مؤشرا إس أند بي 500 وداو جونز بنسبة 3.5% و1.1% على التوالي.