حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أكد خبراء في مجال المدفوعات نمو الطلب على إصدار بطاقات السفر مسبقة الدفع، والتي يمكن تعبئة رصيدها بعدد من العملات الدولية، بنسبة تقارب %25 نظراً لاقتراب موسم الإجازات الصيفية وسفر نسبة كبيرة من المقيمين في الدولة إلى الخارج، سواء للسياحة أو لزيارة أوطانهم.
وقال هؤلاء لـ «الاتحاد»: إن الفترة الحالية تشهد زيادة في قيمة معاملات تعبئة أرصدة تلك البطاقات بالعملات المختلفة، حيث يمكن تعبئة الرصيد بما يصل إلى 23 عملة مختلفة في آنٍ واحد.
وأشاروا إلى أن تزايد الاقبال على تلك البطاقات يأتي نتيجة لعدد من العوامل، مثل انتعاش قطاع السفر الدولي، وتميزها بأسعار الصرف التنافسية، وكونها من الحلول الآمنة والمرنة للمدفوعات خلال السفر، فضلاً عن توجه الدولة لاعتماد نموذج الاقتصاد اللانقدي واتخاذ مبادرات ملهمة في التحول الرقمي، ولاسيما في المدفوعات الرقمية، لافتين إلى تنامي الإقبال على بطاقات السفر متعددة العملات محلياً ودولياً، في ظل توقعات اتحاد النقل الجوي الدولي بسفر نحو 4.7 مليار شخص جواً خلال عام 2024، في ارتفاع غير مسبوق يتخطى معدلات السفر الجوي ما قبل «الجائحة»، التي بلغت 4.5 مليار خلال عام 2019.
بديل أمن
توقع علي النجار، الرئيس التنفيذي للعمليات لدى شركة الأنصاري للصرافة، زيادة الإقبال على اقتناء بطاقات السفر متعددة العملات خلال الفترة الحالية، في ظل اقتراب موسم الإجازات الصيفية وسفر نسبة كبيرة من المقيمين في الدولة إلى الخارج، سواء للسياحة أو لزيارة أوطانهم، مرجعاً ذلك إلى أن تلك البطاقات تمثل بديلاً آمناً لحمل المبالغ النقدية خلال السفر، كما تُتيح للمسافرين إمكانية تعبئة رصيد بما يصل إلى 23 عملة مختلفة على البطاقة في آنٍ واحد، ما يجعلها خياراً مثالياً للمسافرين.
وقال النجار: إن الشركة رصدت تحقيق زيادة ملحوظة بنسبة 24% في عدد بطاقات «ترافل كارد» متعددة العملات الصادرة، فضلاً عن زيادة بواقع 28% في قيمة معاملات تعبئة أرصدة تلك البطاقات خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، منوهاً بأن هذا النمو اللافت يعكس التزام الشركة بتوفير حلول مالية مبتكرة، ويتماشى مع المبادرات الوطنية للتحول الرقمي في دولة الإمارات.
وأوضح النجار أن بطاقات السفر تلبي احتياجات المقيمين في دولة الإمارات أثناء سفرهم إلى وجهات عالمية مثل المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية وكندا، حيث يمكن تعبئة رصيدها بعدد من العملات الأكثر استخداماً وقبولاً على المستوى العالمي ومنها اليورو، والدولار الأميركي، والجنيه الإسترليني، والدولار الكندي، وغيرها. وأشار إلى أن الإقبال الكبير على هذه البطاقات وتنامي اعتماد المسافرين عليها يأتي نظراً لسهولة استخدامها، وأسعار الصرف التنافسية، وميزاتها الفعالة على صعيد الأمان.
ولفت إلى أهمية توظيف الشركات للتقنيات المتطورة والأدوات الرقمية لضمان تلبية منتجاتها وخدماتها لأعلى معايير الكفاءة والأمن وتعزيز رضا العملاء، مختتماً بالتأكيد على أن تنامي الإقبال على بطاقات «ترافل كارد» متعددة العملات، يعكس الاهتمام والجهود المستمرة في ابتكار حلول جديدة ومواكبة الاحتياجات المتغيرة للعملاء، إذ تساهم الحلول المالية الرقمية في دعم جهود دولة الإمارات التي تمضي قدماً في ترسيخ ريادتها كنموذج يحتذى به في رقمنه مختلف القطاعات.
قطاع السفر
من جهته، قال خالد الجبالي، الرئيس الإقليمي لشركة ماستركارد في منطقة الشرق الأوسط وشمال وأفريقيا، إن المدفوعات عبر البطاقات تلعب دوراً أساسياً وهاماً في دعم نمو قطاع السفر، من خلال المساهمة في توفير التدفقات النقدية الضرورية وضمان أمن المدفوعات.
وأضاف أن «ماستركارد» تعاونت مع بنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط لإطلاق برنامج «ماستركارد» للسفر بالجملة (MWP) في المنطقة، في خطوة تدعم جهود أتمتة عمليات الدفع التي يقوم بها عملاء البنك من تجار السفر للمشترين والموردين.
وأوضح أن هذه الشراكة الموسعة تركز على تلبية الاحتياجات الخاصة بقطاع السفر من خلال تمكين وتعزيز فرص النمو، حيث ستزود هذه المبادرة، التي تستفيد من مزايا بطاقات «ماستركارد» الافتراضية المبتكرة، عملاء السفر لدى البنك بحلول مدفوعات تجارية مرنة تسهم في تطوير العمليات ودعم انتعاش القطاع وازدهاره، مؤكداً أن هذا التعاون سيسهم في تحسين السيولة ورفع مستويات أمن المدفوعات عبر سلسلة القيمة في قطاع السفر، وذلك من خلال الاستفادة من مزايا البطاقات الافتراضية لرقمنه آليات إتمام المدفوعات بين شركات السفر والمؤسسات المختلفة التي يكون لها دور في تنظيم رحلة المستهلك.
مدفوعات دولية
بدوره، قال عمير أنصاري، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة «أبهي» التي تتخذ من الإمارات مقراً لها وتعد من شركات التكنولوجيا المالية الواعدة، حيث تم إدراجها ضمن قائمة أفضل 100 شركة من المستقبل، إنه في ظل تزايد الاقبال على استخدام البطاقات المدفوعة مسبقاً، تعاونت «أبهي»، وهي منصة التمويل المضمّن المدعومة من قبل منصة «هب 71» (Hub71)، مؤخراً مع «ماستركارد» بهدف تمكين المستخدمين من الحصول على البطاقة المدفوعة مسبقاً للرواتب، وبالتالي تحسين قدرتهم على إجراء المدفوعات الدولية والمحلية عبر «الإنترنت»، والاستفادة من خدمات الوصول إلى الدخل المكتسب (EWA).
وأضاف أن دولة الإمارات خطت خطوات مهمة نحو بناء اقتصاد رقمي أكثر أماناً ودعم تحديث البنية التحتية للمدفوعات والنهوض بالقطاع المالي ليكون أكثر صحة وازدهاراً، وقد مكن ذلك الأمر المؤسسات من الارتقاء بمجموعة خدماتها ومنتجاتها وضمان توفير إجراءات معاملات آمنة وسريعة للمستخدمين، لافتاً إلى أن المستخدمين يمكنهم طلب بطاقة جديدة عبر تطبيق «أبهي»، أو من خلال التواصل مع مركز الاتصال الذي يعمل على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، أو عن طريق الشركة التي يعملون بها.
وأشار أنصاري، إلى أن تعزيز مشهد المدفوعات المالية في دولة الإمارات أصبح ضرورة لتعزيز الرفاهية المالية ولكي يكون حافزاً للتغيير وحجر الأساس نحو بناء مستقبل مالي أكثر شمولاً وإشراقاً، مؤكداً أهمية إحداث نقلة نوعية على مستوى تمكين الأفراد في القطاع المالي، وتقديم بطاقات تمكن المستخدمين من إجراء المدفوعات محلياً ودولياً دون عناء، مع تغيير طريقة إجراء المعاملات بالنسبة للموظفين.
العبد الله: إنجاز المعاملات في بيئة آمنة
قال عبد الرزاق العبد الله، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «مينت»: إن مبيعات البطاقات مسبقة الدفع سجلت زيادة بنسبة تجاوزت 20% خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، حيث لمسنا اقبالاً متزايداً من قبل الجمهور على اقتناء تلك البطاقات وتعبئة رصيدها، عازياً ذلك إلى المزايا الكبيرة التي توفرها تلك البطاقات، وأبرزها الأمان وسهولة الاستخدام وإمكانية تعبئتها بعدد من العملات، وفقاً لحاجة المتعاملين والأماكن التي يخططون لزيارتها.
وأشار العبد الله، إلى أنه إضافة إلى ذلك، تساهم تلك البطاقات في سرعة إنجاز المعاملات التجارية ضمن بيئة آمنة، كما أنها تعزز الجهود الوطنية الخاصة بالتحول الرقمي وتقليل استخدام النقد، مختتماً بالتأكيد على أن السنوات القليلة الماضية شهدت ارتفاع وعي المستخدمين بآليات وأهداف وأهمية تلك النوعية من البطاقات، وهو ما ساهم في انتشارها بين المسافرين، ونتوقع أن يتواصل الزخم خلال الفترة المقبلة.