حسام عبدالنبي (أبوظبي)
أجمع مشاركون في فعاليات الدورة الثالثة عشرة من قمة AIM للاستثمار 2024، على أهمية الإمارات كوجهة عالمية جاذبة وآمنة للاستثمارات الأجنبية، خاصة في الوقت الحالي، حيث يعاني الاقتصاد العالمي من المتغيرات السريعة والتطورات المتسارعة التي تزيد من التقلبات الاقتصادية في مناطق العالم المختلفة.
وقالوا لـ«الاتحاد»: إن الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تتسم به دولة الإمارات يعد من أهم المقومات لجذب الاستثمارات الأجنبية في الوقت الحالي. وأكدوا أن سهولة الإجراءات ومرونة التنظيمات وتكيفها السريع مع المتغيرات العالمية، والبيئة الضريبية التنافسية وتنوع الاقتصاد، وسهولة تحويل الأرباح من عوامل تميز الدولة أيضاً، مؤكدين أن حرص الدولة على أن تكون سباقة في التطوير والاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والابتكار والاستدامة وغيرها من القطاعات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في الوقت الحالي، جعل الإمارات من أهم الوجهات الاستثمارية المفضلة للشركات العالمية.
ووفقاً لتقرير الاستثمار العالمي لعام 2023 الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، تواصل دولة الإمارات تعزيز مكانتها الرائدة كمركز ثقل استثنائي يجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أنه في عام 2022 ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 22.737 مليار دولار (83.5 مليار درهم) بزيادة على العام 2021 بمقدار 2.07 مليار دولار (7.6 مليار درهم) وبنسبة نمو 10%. وأشار التقرير إلى أن هذا الارتفاع الملحوظ ساهم في تعزيز مكانة الدولة الرائدة وسمعتها لتحتل المركز 16 عالمياً من حيث تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، ما يعكس ثقة المستثمرين الراسخة في الاقتصاد الوطني والبيئة الاستثمارية الجذابة.
وأظهر تقرير «الأونكتاد» أن دولة الإمارات حققت زيادة ملحوظة في مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة خلال عام 2023، حيث زاد عدد هذه المشاريع بنسبة 28% مقارنة بعام 2022. وأفاد التقرير أن دولة الإمارات سجلت ثاني أعلى زيادة في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي الجديدة حول العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية التي جاءت في المركز الأول. وأكد التقرير الصادر بعنوان «نظرة على توجهات الاستثمار 2023» أن الإمارات واصلت الحفاظ على جاذبيتها العالمية في استقطاب تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، رغم تراجع هذه التدفقات في العديد من مناطق العالم.
مرونة التشريعات
وتفصيلاً يرى جمال سيف الجروان، الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، أن الاستقرار الاقتصادي والسياسي، والأمن والأمان تعد من أهم العوامل التي توفرها الدول لجذب ونجاح الاستثمارات الأجنبية، لاسيما في تلك الأوقات التي تشهد تغيرات وتطورات متسارعة تزيد من التقلبات الاقتصادية في مناطق العالم المختلفة، مؤكداً أن الإمارات باتت من أهم الوجهات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في ظل ما توفره من استقرار وأمان للمستثمرين، وتالياً باتت وجهه مفضلة للشركات العالمية. وقال: إن من العوامل المهمة أيضاً التي ينظر لها المستثمر الأجنبي هي معايير الاقتصاد الجزئي «MICRO ECONOMIC» ولاسيما مؤشرات التضخم وقدرة المصرف المركزي والدولة على السيطرة على التضخم وإدارة السياسة النقدية والمالية بحكمة، وبالطبع فإن الإمارات متميزة في هذا المجال أيضاً.
وأضاف أن تطور ومرونة القواعد التنظيمية والتشريعات من العوامل المهمة أيضاً لجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث إن المرونة وعدم التشدد في القواعد التنظيمية تحفز المستثمر الأجنبي على اتخاذ قرار الاستثمار في أي دولة، مؤكداً أن نجاح الاستثمارات الخارجية لدولة الإمارات، وتوقيع عدد من اتفاقيات الشراكة الشاملة مع الدول المختلفة، جعل الدولة ترتبط بعلاقات استثمارية وتجارية متميزة مع عدد من الدول، وتالياً توافرت فرص جذابة للمستثمرين المحليين والأجانب، منوهاً بأن الإمارات تتصدر المنطقة في الاستثمارات الخارجية، وتقدر قيمة الأصول الإجمالية للاستثمارات الإماراتية في الخارج، سواء حكومية أو خاصة، بنحو 2.5 تريليون دولار حتى مطلع عام 2024، مما يجعلها ذراعاً اقتصادية لا يستهان بها في العالم.
الثقة والأمان
ومن جهتها قالت أحلام الغرباوي، المستشارة التجارية والثقافية السابقة في السفارة الهولندية بدولة الإمارات، إن الإمارات شهدت على مدار الـ15 عاماً الماضية تطورات كبيرة في مختلف المجالات، في ظل الرؤية الاستباقية والدعم من قبل قيادة الدولة، ما جعل دول العالم المختلفة تحرص على الاستثمار في الإمارات وبناء علاقات استثمارية وتجارية معها، خاصة من الوجهات الجيدة مثل الدول الأفريقية، وكوريا الجنوبية، والدول الآسيوية، والأوروبية.
وأضافت أن نجاح الإمارات كوجهه استثمارية انعكس على الثقة في المنتجات الإماراتية، بمعنى أن دول العالم المختلفة أصبحت ترغب في شراء المنتجات الإماراتية المختلفة، نظراً لجودتها العالية وتوافقها مع أعلى وأفضل المواصفات العالمية، وتالياً تواجدت المنتجات والصناعات الإماراتية في أفضل الأسواق المتقدمة مثل أمستردام وباريس وغيرها، مؤكدة أن تلك الثقة فتحت آفاقاً أرحب للمستثمرين، سواء للمستثمر المحلي الذي يستطيع تسويق منتجاته في الخارج في ظل الدعم الحكومي واتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها الدولة مع عدد من الدول، أو المستثمر الأجنبي الذي بات يرغب في الاستثمار في دولة الإمارات وتأسيس الشركات بها.
وحددت الغرباوي، خلال حديثها لـ«الاتحاد» عدداً من المقومات التي تجعل دولة الإمارات من أهم الوجهات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية، ومنها التيسيرات الخاصة بمنح التأشيرات والإقامات وخاصة الإقامة الذهبية التي تشجع المستثمرين على توطين استثماراتهم بالدولة، وكذا سهولة وسرعة إجراءات تأسيس الشركات، وتطور التشريعات للتوافق مع أفضل التشريعات العالمية، وصولاً إلى الاستقرار السياسي والاقتصادي، والأمن والأمان.
وذكرت أن تلك المقومات مكنتها من تأسيس أكبر مركز في العالم للتعليم العالي التطبيقي للنفط والغاز بدولة الإمارات في أبوظبي، مشيرة إلى أن من النقاط التي تميز دولة الإمارات أيضاً حرصها على أن تكون سباقة في التطوير والاستثمار في قطاعات الاقتصاد الجديد، ولذا أصبحت القطاعات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والابتكار والاستدامة من أهم القطاعات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في الوقت الحالي.
بيئة تنافسية
وبدوره أكد شيجو.ب، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «أسنتيا» للاستشارات المالية، أن دولة الإمارات باتت تصنف من أهم المراكز المالية والتجارية والوجهات الاستثمارية في العالم نظراً لما تتميز به، بداية من البنية التحتية المتطورة والموقع الاستراتيجي الذي جعل الإمارات بوابة تربط الشرق بالغرب، ثم التسهيلات الخاصة بتأسيس الشركات وجذب رواد الأعمال والمبتكرين، وكذلك الأمن والأمان، والنشاط السياحي، والاقتصاد المتنوع، والبيئة الضريبية التنافسية، وسهولة تحويل الأرباح للشركات العالمية، وكلها عوامل تفتح المجال لفرص استثمارية هائلة أمام الشركات المحلية والأجنبية.
وقال: إن مقومات جذب الاستثمار في دولة الإمارات وزيادة اهتمام الشركات الأجنبية بالعمل والانطلاق من دولة الإمارات جعلت شركة «أسنتيا» للاستشارات المالية تتوسع في الدولة عبر افتتاح مكاتب لها في دبي وأبوظبي والشارقة.
وأوضح أن الشركة توفر للمستثمرين الراغبين في تأسيس أعمال في الإمارات كافة الخدمات بداية من إعداد دراسات الجدوى، وإجراءات الإقامة والتوظيف وتصاريح العمل، والتراخيص والاستشارات الضريبية وخدمات التدقيق المالي، فضلاً عن سهولة التواصل مع البنوك لفتح الحسابات المصرفية والحصول على الخدمات المصرفية المختلفة والتمويل، والتي كانت تمثل أهم الصعوبات التي تواجه رواد الأعمال والشركات الناشئة والجديدة في الدولة، مشيراً إلى أن الشركة تتعامل مع أكثر من 200 عميل في الوقت الحالي، وتتعاون مع كافة جهات الترخيص، سواء المناطق الحرة أو الدوائر الاقتصادية و16 بنكاً محلياً لتوفير كافة الخدمات التي يطلبها المستثمر المحلي أو الأجنبي.
جهات استثمارية
ذكر جيلديف بختيار، ممثل وزارة المالية والاقتصاد في دولة تركمانستان، أن الإمارات من أهم الوجهات الاستثمارية، سواء في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى الدولة أو في الاستثمارات الخارجية. وقال: إن نجاح استراتيجيات تسويق الإمارات كوجهة عالمية، سواء للإقامة أو الاستثمار، كان من أهم العوامل التي ارتقت بتصنيف الدولة ضمن قائمة أفضل الوجهات الاستثمارية في العالم، مؤكداً أهمية المؤتمرات التي تستضيفها الإمارات في الترويج لأهميتها كوجهة استثمارية، ومنها قمة AIM للاستثمار 2024 والتي جاءت بمشاركة أكثر من 100 وزير وعمدة مدينة ومحافظ بنك ومصرف مركزي و900 متحدث و11سوقاً مالياً عالمياً وما يزيد على 12 ألف مشارك من 175 دولة، حيث يتمكن المشاركون من الاطلاع والمشاهدة على أرض الواقع لمقومات الدولة كوجهة استثمارية فريدة.