أعلنت منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو"، اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة أعمال "الندوة العالمية الرابعة لدعم التنفيذ "GISS 2025" والمعرض المصاحب لها العام المقبل، وذلك في خطوة تؤكد الدور الريادي والمؤثر للإمارات في قطاع الطيران الدولي.
وتُعتبر الندوة إحدى أبرز المبادرات التي أطلقتها منظمة "الإيكاو"، بهدف توحيد الجهود نحو تنفيذ الخطط العالمية للمنظمة، بشأن تعزيز السلامة والأمن والاستدامة في قطاع الطيران، وذلك من خلال جلسات نقاشية وورش عمل واجتماعات مكثفة.
وجاء الإعلان عن استضافة الدولة خلال ختام أعمال الدورة الثالثة من الندوة العالمية لدعم التنفيذ الّتي عقدت في مدينة بونتا كانا بجمهورية الدومينيكان، وشاركت فيها الدولة بوفد رفيع المستوى برئاسة سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، ونخبة من مسؤولي ومختصي الهيئة وممثلين عن جهات حكومية وخاصة في قطاع الطيران المدني بالدولة، حيث استعرضت الهيئة خدمات التدريب التي تقدمها "اي آكت"، الذراع التجارية للهيئة وشركة "العالمية لخدمات الملاحة الجوية"، وذلك ضمن مشاركتها في المعرض المصاحب للندوة.
وقال معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، إن قطاع الطيران يمثل أحد ركائز تنوع وقوة الاقتصاد الوطني وجسر تواصله مع مختلف الدول والأسواق العالمية، وقد نجحت دولة الإمارات، في ظل رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، في ترسيخ مكانتها كأحد اللاعبين المؤثرين على خريطة الطيران المدني الدولي، من خلال امتلاكها بنية تحتية متقدمة لخدمات النقل الجوي وشركات طيران ومطارات تتمتع بالسمعة والثقة الدولية، فضلاً عن الدور الحيوي الذي تقوم به الدولة في دعم مبادرات وجهود التعاون الدولي التي تقودها منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) لتعزيز سلامة وأمن واستدامة هذا القطاع الحيوي.
وأضاف معاليه أن المكانة المتميزة التي تتمتع بها الإمارات في قطاع الطيران إقليمياً وعالمياً، والجهود الوطنية المتواصلة للبعثة الدائمة للدولة في "الإيكاو" لدعم حشد التأييد، ساهمت في تعزيز فوز الدولة باستضافة العديد من المؤتمرات والمعارض والاجتماعات الدولية المؤثرة في قطاع الطيران، ويأتي اختيار الإمارات لاستضافة أعمال "الندوة العالمية لدعم التنفيذ" تأكيداً جديداً على ثقة المجتمع الدولي بها وتعزيز شراكتها مع منظمة الطيران المدني الدولي والدول الأعضاء بها.
من جانبه، قال سيلفاتوري شاكيتانو، رئيس منظمة الطيران المدني الدولي "الإيكاو": "يسعدنا أن نتشارك مع دولة الإمارات العربية المتحدة استضافة ندوة الإيكاو العالمية لدعم التنفيذ لعام 2025. لقد أظهرت الإمارات مراراً وتكراراً التزامها بتعزيز الابتكار والاستدامة في قطاع الطيران، ونحن على ثقة من أن استضافتها لهذا الحدث ستوفر منصة ممتازة لتعزيز أهدافنا المشتركة".
وخلال أعمال الندوة العالمية لدعم التنفيذ 2024، قدم وفد الدولة مقترحات مبتكرة، وتبادل وجهات نظر استشرافية حول مستقبل الطيران.
ومن أبرز مشاركات الدولة، اقتراحها لسوق الطيران المستدام SAM 2025، والذي سيتم عقده بالتزامن مع الندوة العالمية الرابعة لدعم التنفيذ (GISS 2025)، حيث يهدف هذا السوق المتخصص، إلى إنشاء منصة بيئية تساهم بتسهيل التواصل بين مطوري المشاريع والممولين والبنوك والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم وأصحاب المصلحة الآخرين، حيث ستعمل المبادرة على تسريع وزيادة انتشار البرامج التي تهدف لطيران خالي من الانبعاثات الكربونية، وتحفيز الشراكات وتسريع اعتماد وقود الطيران المستدام (SAF)، ووقود الطيران منخفض الكربون (LCAF).
وقال سيف محمد السويدي، إن اختيار دولة الإمارات لاستضافة أعمال النسخة الرابعة من الندوة العالمية لدعم التنفيذ، هو مؤشر على الدور الحيوي والمؤثر الذي تلعبه الدولة في تطوير الحوار على الصعيد الدولي لخدمة وتنمية مستقبل قطاع الطيران المدني.
وأشار إلى أن هذا الحدث المتخصص يضم نخبة من المسؤولين والخبراء في قطاع الطيران، ويمثل فرصة مهمة للاطلاع على أحدث المستجدات في البنى التحتية وخدمات النقل الجوي وخدمات الملاحة الجوية، ومناقشة العديد من القضايا الرئيسية على أجندة قطاع الطيران الدولي.
وأضاف سعادته، أن مبادرة سوق الطيران المستدام هي شهادة على التزام الدولة بقيادة المسؤولية في ممارسات الطيران المستدام، ومن خلال تعزيز التعاون وتسهيل التواصل داخل الصناعة، ونحن على ثقة من أن هذه المبادرة ستحقق تقدمًا ملموسًا نحو أهداف إزالة الكربون في قطاع الطيران.
وستشكل استضافة الإمارات للنسخة الرابعة من الندوة العالمية لدعم التنفيذ GISS 2025، وسوق الطيران المستدام SAM 2025 المصاحب للندوة، منصة عالمية لعرض الحلول الرائدة والتقدم التكنولوجي والجهود المشتركة في قطاع الطيران، حيث ستتيح للمشاركين من جميع أنحاء العالم فرصة فريدة للتفاعل مع المبادرات الرائدة في دولة الإمارات، والاطلاع على أفضل ممارساتها، إضافةً إلى استكشاف سبل تعزيز الشراكات الدولية.