يوسف العربي (أبوظبي)
قال حسن الحوسني، العضو المنتدب لشركة بيانات، إن إنشاء (سبيس 42) «SPACE42» يمثل تجميعاً لشركتين رائدتين، «بيانات» و«الياه سات»، وبات الكيان الجديد «سبيس 42» في موقع يمكّنه من تقديم نطاق خدمات موسع وفرص تكامل عمودي وقيمة متميزة، مستفيدةً من اقتصاديات الحجم، وتحسين الربحية عبر سلسلة القيمة.
وقال الحوسني لـ«الاتحاد»: «ستستفيد (سبيس 42) بدورها، من ديناميكيات السوق المتطورة بسرعة للاستحواذ على فرص إقليمية ودولية في الحلول الجيومكانية والتنقل، والاتصالات الفضائية، والمبادرات المستدامة والذكاء التجاري».
وأكد أن عملية الدمج أعادت تعريف الأدوار بوضوح، حيث ستُقدم «بيانات» المعلومات الجيومكانية (GeoInt)، بينما ستُسهم «الياه سات» بخبراتها في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية (SatCom) وسيجني كلا الطرفين الفوائد من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) المشتركة بيننا. وأشار إلى أن الدمج بين «بيانات» و«الياه سات» لتأسيس «SPACE42» يتيح الاستفادة من تاريخ «بيانات» الممتد في مجال التقنيات والحلول الجيومكانية والمدعومة بالذكاء الاصطناعي، و«الياه سات»، الرائدة في توفير حلول الأقمار الصناعية التابعة لدولة الإمارات.
القطاع الخاص
حول دور تبادل الخبرات والشراكات بين القطاعين العام والخاص في تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجيومكانية، قال الحوسني: «تساهم هذه الشراكات في دفع عجلة تطوّر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجيومكانية عبر تحفيز التعاون بين الطرفين، ما يسهم في تنشيط دوائر الابتكار، وخلق فرص جديدة للتوسع والنمو، فعلى سبيل المثال، قامت بيانات بمشروع تعاون مهم مع هيئة البيئة في أبوظبي، وOceanX وM42، واستهدفت هذه الشراكة جمع البيانات حول مصايد الأسماك والتنوع البيولوجي، وتعزيز الاستكشاف البحري، ودعم حماية الحياة البحرية من خلال استخدام تقنيات بحث بحرية متطورة».
وفي مثال آخر، أشار إلى «TXAI»، وهو أسطول من سيارات الأجرة ذاتية القيادة من المرحلة الرابعة، والذي تعمل «بيانات» على تطويره واختباره بالتعاون مع مركز النقل المتكامل ودائرة البلديات والنقل، ويأتي هذا التعاون لدعم استراتيجية أبوظبي للتنقل الذكي التي تهدف إلى الانتقال نحو حلول النقل العام الذكية والمستدامة، وتعزيز الجهود نحو تطوير مدن تتناسب مع مستقبل مستدام. وقال: «ضمن أوجه التعاون المثيرة للاهتمام شراكة (بيانات) مع وكالة الفضاء الإماراتية في مؤتمر الأطراف COP28، حيث أعلنّا انطلاق المرحلة التشغيلية لمنصتنا للتحليلات الجيومكانية، وذلك ضمن إطار مبادراتها لتنظيم أول مشاركة لجناح الفضاء في المؤتمر».
البنية التحتية
أكد الحوسني أن الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية الأساسية ركيزة محورية لنمو قطاعاتنا، سواء أكان ذلك على اليابسة، أو في البحر أو في الجو، فمن الضروري ضمان توافر البيانات وسهولة الوصول إليها، حيث تمكننا البيانات التي نجمعها من اتخاذ قرارات مستنيرة في مجموعة واسعة من القطاعات والمجالات، بما في ذلك التخطيط العمراني، والنقل وتوزيع الموارد، وفي «بيانات»، تتركز جهودنا وتطويرنا على قطاعات رئيسية مثل الفضاء، واستكشاف المحيطات، والذكاء الاصطناعي ضمن أربعة مجالات رئيسية، هي: حلول الذكاء الجيومكاني (SGS)، وقسم حلول العمليات الذكية (SOPS)، وقسم حلول الفضاء الذكية (SPAS) وقسم حلول النقل الذكي (SMOS).
ونوه بأن «بيانات» أطلقت منصة «جي آي كيو»، منصة نظام الذكاء الاصطناعي الفريدة والقائمة على توقع البيانات الجيومكانية التي تشكل الأساس لنشاطاتنا عبر جميع المجالات، معززةً بذلك مجموعة من الحلول الرائدة للجهات الحكومية، والمؤسسات التابعة للحكومة والقطاع الخاص في مختلف المجالات، وتعتبر هذه المنصة البنية التحتية التي تقدم حلولاً جغرافية مكانية شاملة بمستوى عالمي، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لعدد متزايد من القطاعات والمعنيين.
قطاعات متنوعة
أكد الحوسني: «تمتاز حلول بيانات بتأثيرها الممتد عبر قطاعات متعددة، ما يُظهر مرونة وقابلية حلولنا المبتكرة للتكيف، حيث تندمج خدماتنا في شتى مناحي الحياة بدولة الإمارات، وتتعداها إلى قطاعات عالمية شاملة، بما في ذلك الأمن الوطني، والعقارات، والبيئة، والنقل والمواصلات، والطاقة، والسلطات العامة والمدن الذكية».
وأضاف: «تعزّز منصتنا التكنولوجية gIQ أنشطتنا عبر القطاعات كافة، مُقدمةً مجموعة من الحلول الرائدة للجهات الحكومية، والمنظمات المتصلة بالحكومة والقطاع الخاص. ولا يوجد قطاع بعينه يستفيد أكثر من غيره، بل تبرز حلولنا فوائد لا مثيل لها عبر مختلف القطاعات، ما يعكس مدى تأثيرنا المتنوع والعميق على الصناعات المتعددة».
مكافحة تغير المناخ
قال حسن الحوسني: «تُعد البيانات الضخمة عنصراً حيوياً في مواجهة وتقليل المخاطر والتحديات المرتبطة بتغير المناخ، إذ تُمكن الخبراء من جمع وتحليل وتفسير كميات ضخمة من البيانات واستخلاص استنتاجات تُسهم في توفير فهم أعمق لأنماط المناخ، والتنبؤ بالتغييرات، وتحسين وإدارة وتوظيف الموارد للتخفيف من أي مخاطر، وتساهم بشكل فعال في توجيه عملية صنع القرار السياسي».
وأكد أن توافر هذه التكنولوجيا يسمح بالقيام بتخطيط أكثر فعالية لمواقع تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، مما يُسهِّل تطويرها ودمجها بكفاءة، وستمكِّن البيانات المجمّعة الخبراء من تقييم إمكانات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، والموقع وقربه من المدن، والبنية التحتية وأية عوائق قد تُؤثّر على تنفيذ هذه المشاريع المتجددة.
وتابع: «في مجال التنقل، عقدت (بيانات) شراكات استراتيجية مع كيانات حكومية رئيسية، بما في ذلك المركز الدولي للتجارة ودائرة البلديات والنقل كذلك، فإنّنا نعزز أيضاً تبني استخدام السيارات الكهربائية، حيث أقمنا وبالشراكة مع مركز النقل 19 محطة شحن كجزء من مبادرتنا لإنشاء بنية تحتية قوية للمركبات الكهربائية».
وفي مجال الطاقة، قال الحوسني: «بالتعاون مع عدد من الشركاء في قطاع الطاقة، مثل AIQ، وهو مشروع مشترك بين ADNOC وG42، تقدم (بيانات) نظام Rig Move AI المبتكر الذي يعمل على أتمتة عملية الجدولة، ويوفر تحديثات لحظية بشأن لوجستيات الحفّارات، ويركز النظام بشكل خاص على تقليل المسافات التي تقطعها الحفارات بين المواقع، وهو ما يُتوقع أن يخفض بشكل كبير من انبعاثات الكربون في أسطول الحفارات».
وبالنسبة للفضاء، قال: «على عكس الأقمار الصناعية التقليدية، توفر تقنية HAPS عدداً من المزايا، مثل استخدام الطاقة الشمسية، وتقليل استهلاك الطاقة أثناء التشغيل، والحد من الحطام الفضائي، بالإضافة إلى ذلك، تساهم تقنية HAPS في دعم جهود الاستدامة من خلال رصد التغيرات البيئية، وتوفير بديل للبنية التحتية للاتصالات الأرضية».
تعويض الكربون
أكد العضو المنتدب لشركة بيانات، أن التكنولوجيا، خصوصاً الحلول الجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تعتبر أدوات قيّمة لمراقبة تعويض الكربون، فالبيانات المتعلقة باستخدام الأرض ومصادر الانبعاث، المُستقاة من صور الأقمار الصناعية وأنظمة المعلومات الجغرافية (GIS)، وغيرها من التقنيات الجيومكانية، قادرة على تحديد المناطق الأمثل لمشاريع إعادة التشجير والحفظ. وأكد أن هذه الابتكارات ستستمر في لعب دور حاسم في مواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تعويض الكربون. مضيفاً: «من خلال التعاون المستمر والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، نلتزم بقيادة المسار نحو تيسير تعويض الكربون وبناء مستقبل أكثر استدامة ومسؤولية بيئية».