حسونة الطيب (أبوظبي)
مزودة بـ 18 إطاراً، بدأت شاحنة بمقعد قيادة خالٍ من السائق، تشق طريقها بين دالاس وهيوستن، في الطريق المخصص للشاحنات.
هذه الشاحنة، هي جزء من فئة جديدة من الشاحنات ذاتية القيادة، التي من المتوقع انطلاقها في الطرقات الأميركية نهاية العام الجاري.
وربما يكون لبروز هذا النوع من الشاحنات الروبوت، تأثير كبير على سلاسل التوزيع الأميركية، حيث تساهم في خفض الوقت المطلوب لتوصيل الشحنات من مكان لآخر، بالإضافة إلى تحرر قطاع الشاحنات، من التكاليف والقيود المادية التي تقتضيها العمالة البشرية، لكن خلق هذا التقدم التقني، بعض المخاوف المتعلقة بالسلامة في الطرق السريعة وفقدان الوظائف والافتقار للقوانين الاتحادية الخاصة بمكان وطريقة عمل هذه الشاحنات.
وربما لا تشكل الشاحنات ذاتية القيادة، مخاطر كبيرة على السائقين، حيث من المتوقع تسريح نحو 11 ألف سائق في غضون الـ 5 سنوات المقبلة، أي ما يعادل 2% فقط من القوة العاملة لدى سائقي المسافات الطويلة، بحسب خدمة واشنطن بوست.
افتراضياً، يمكن للمركبات والشاحنات ذاتية القيادة، السير في أي مكان في الولايات المتحدة الأميركية، ما لم تنص الولاية المعنية صراحة بعدم إمكانية ذلك، ما يعني أنه من الممكن للشركات اختبار وتشغيل هذه المركبات في معظم أنحاء البلاد.
وتسمح قوانين 24 ولاية بذلك، بما فيها، تكساس وفلوريدا وأريزونا ونيفادا، بينما لا تملك 16 ولاية، قوانين معينة تتعلق بالشاحنات ذاتية القيادة، أما الـ 10 ولايات المتبقية التي تتضمن، نيويورك وماساشوستس وكاليفورنيا، فإنها تفرض قيوداً على هذه المركبات داخل حدودها.
ونظراً لبطء وتيرة التنظيم الفيدرالي، يسعى المدافعون عن العمل والسلامة، لإصدار تشريعات في عدة ولايات لحظر الشاحنات ذاتية القيادة، كما وافقت الهيئة التشريعية في كاليفورنيا العام الماضي، على إجراء يتطلب وجود مشغلين بشريين داخل جميع هذه الشاحنات، إلا أن حاكم الولاية اعترض عليه، في ضوء لوائح الولاية التي تحظر المركبات ذاتية القيادة التي يزيد وزنها على 10 آلاف رطل.
ويشعر خبراء النقل، بالإحباط حيال بطء الحكومة الفيدرالية بشأن هذه القضية، التي من الممكن أن تتسبب في عرقلة نمو جزء كبير من الاقتصاد الأميركي، ويرى بعض الخبراء، أن الشاحنات ذاتية القيادة، ربما تغير جغرافية الاقتصاد الأميركي، بنفس طريقة النقل البحري والبري عبر السكك الحديدية. وتسببت السيارات من دون سائق، في بعض المشاكل في مدن مثل سان فرانسيسكو، عندما اصطدمت سيارة ذاتية القيادة في السنة الماضية بأحد المارة الذي كان يعبر الشارع في الأماكن غير المخصصة لعبور المشاة. ويقول النقاد، إن المشكلة ربما تكون أكبر عندما يتعلق الأمر بالشاحنات ذاتية القيادة.
وتخطط شركة أيرورا للنقل، لإطلاق 20 شاحنة ذاتية القيادة، على الشارع الذي يربط بين دالاس وهيوستن نهاية العام الجاري، والوصول لتشغيل الآلاف منها في مختلف أرجاء أميركا. وتسعى العديد من الشركات مثل، كودياك روبوتكس وديلمر تركس، لإطلاق أساطيل من هذه الشاحنات، في المستقبل القريب، وتتبنى أيرورا، معايير سلامة صارمة، بما في ذلك، كيفية استجابة الشاحنات في حال فشل الأنظمة المختلفة.
ويرى العاملون في تقنية الشاحنات ذاتية القيادة، أنها قادرة على جعل الطرق السريعة أكثر أماناً وسلامة، مع الأخذ في الاعتبار، عدد 5788 شخصاً لقوا حتفهم جراء حوادث شاحنات خلال العام 2021، ما يشكل 13% من حالات الموت المرتبطة بحوادث المرور.