مصطفى عبد العظيم (دبي)
سجل القطاع الفندقي في دولة الإمارات، خلال الربع الأول من العام الجاري، أفضل أداء فصلي له منذ 5 سنوات مع ارتفاع مؤشرات الأداء الرئيسية إلى مستويات قياسية، وفقاً لرؤساء ومديري فنادق ومجموعات فندقية، أكدوا أن المؤشرات الأولية للربع الأول من عام 2024 أظهرت أداءً استثنائياً في مؤشرات الإشغال ومتوسط الأسعار والعائد على الغرف، والتي تُعد الأفضل منذ سنوات عدة، وذلك على الرغم من تزامن شهر رمضان مع جزء كبير من فترة الربع الأول، لافتين إلى أن متوسط معدل إشغال الغرف تراوح بين 85% و90%، فيما ارتفع متوسط أسعار الغرف ما بين 15 و20%.
وعزا هؤلاء الأداء الاستثنائي للفنادق إلى مكانة دولة الإمارات على خريطة السياحة العالمية، وترسيخ جاذبيتها وجهة سياحية رئيسية مفضلة للسياح من أنحاء العالم كافة، فضلاً عن الازدهار الاقتصادي، وأجندة المؤتمرات والفعاليات الدولية الضخمة التي استضافتها مدن الدولة.
طلب قوي
قال مدحت برسوم، المدير العام لفندق «كابيتول دبي»: إن أداء معظم فنادق الإمارات خلال الربع الأول من 2024، كان أداء غير مسبوق منذ سنوات عدة، حيث تجاوزت مستويات الإشغال في كثيرٍ من الأحيان حاجز الـ92% في المتوسط؛ وذلك بفضل الطلب القوي من الأسواق كافة الدولية والإقليمية والسوق المحلي كذلك. وأضاف أن هذا الأداء يؤكد أن الطلب على الفنادق في الإمارات لا يزال يواصل تسجيل مستويات أداء غير مسبوقة منذ بداية العام الجاري وحتى الآن، ويتوقع أن يستمر هذا الأداء طوال شهر أبريل الجاري، لافتاً إلى أن الطلب القوي دفع إلى زيادة أسعار الغرف لأكثر من 15% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي مع وصول الإشغال إلى طاقته القصوى.
وأشار برسوم إلى استقبال الفنادق لعائلات ومجموعات كبيرة من النزلاء من أسواق جديدة من أميركا الجنوبية وأوروبا، مثل بلجيكا وبلغاريا وتشيلي والبرازيل والمكسيك، والتي لطالما كانت تأتي الحجوزات منها في السابق بصورة فردية.
من جهته، قال فتحي خوجلي، المدير العام لفندق جراند حياة دبي، نائب الرئيس الإقليمي لمجموعة فنادق حياة في دبي: «شهدت مجموعة حياة في عام 2023 زيادة كبيرة في إجمالي الإيرادات، ما يعزز التفاؤل تجاه الزخم المستمر الذي نشهده في الربع الأول من عام 2024». وأوضح أن القسم الإقليمي لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا قد استفاد بشكل كبير من زيادة معدلات النقل الجوي من الأسواق الرئيسية، مثل الشرق الأوسط والولايات المتحدة والصين، والتي بدورها ساهمت في زيادة معدلات إشغال إيجابية في دولة الإمارات، مدفوعة بالطلب القوي من السياح الإقليميين والدوليين.
الترفيه والأعمال
بدوره، قال كريم غربي، المدير العام لفندق سانت ريجيس أبوظبي، إن التدفقات القوية في أعداد السياح من مختلف الأسواق الرئيسية ساهمت بشكل لافت في انتعاش الطلب على القطاع الفندقي خلال الفترة الماضية، حيث بلغت نسبة الزيادة في عدد المسافرين الصينيين حوالي 60%، وذلك في المقام الأول لأغراض الترفيه والاجتماعات والأعمال والمؤتمرات والمعارض، مع ارتفاع ملحوظ بنسبة 133% في الطلب من بلدان رابطة الدول المستقلة، معظمها كان لأغراض الترفيه، إلى جانب ارتفاع بنسبة 30% من بريطانيا. وأوضح أن السفر الترفيهي شهد زيادة ملحوظة بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، في حين ارتفع السفر بغرض الأعمال بنسبة 40% وظل الطلب المحلي ثابتاً، مدفوعاً بشكل رئيسي بأنشطة الوفود الحكومية.
ومن جانبه، قال سام الأسمر، نائب الرئيس للإيرادات والتوزيع في فنادق روتانا، إن فنادق المجموعة في الإمارات سجلت خلال الفترة الأخيرة، خاصة خلال عطلة عيد الفطر، نسبة حجوزات مرتفعة بإشغال يزيد على 95%، مشيراً إلى أن غالبية الحجوزات التي تم إجراؤها كانت من دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة وألمانيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية والصين.
نمو الإشغال
إلى ذلك، قال فنسنت ميكولس، المدير العام لـ«أسكوت» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا والهند: «شهدنا نمواً ملحوظاً بنسبة 15% في معدل الإشغال العام خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي».
وأوضح أن زخم المعارض والمؤتمرات الذي شهدته أبوظبي ودبي خلال يناير وفبراير، ساهم بشكل لافت في دعم الإشغال الفندقي بشكل كبير، منوهاً بأن «أسكوت» اتخذت استراتيجية موجهة لاستهداف المسافرين من العائلات.
وأشار ميكولس إلى تحقيق أقصى قدر من الإشغال في الربع الأول من خلال تقديم عروض خاصة للشركات.
مكانة كبيرة
قال ستيفان فوكس، المدير العام لمنتجع وسبا إنتركونتيننتال رأس الخيمة ميناء العرب، إن المكانة الكبيرة التي تتمتع بها دولة الإمارات على خريطة السياحة العالمية، وبما تملكه من مقومات متنوعة، جعلت منها وجهة مفضلة للسياح من أنحاء العالم كافة، الأمر الذي تترجمه مستويات الإشغال الفندقي المرتفعة التي تجاوزت نسبة الـ 80% خلال الربع الأول من هذا العام. وأوضح أن الطلب القوي من الأسواق الخارجية إلى جانب الطلب المحلي الواسع، خاصة في العطلات الأسبوعية والرسمية، ساهم في تعزيز الأداء خلال فترة الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، لافتاً إلى أنه على الرغم من تزامن شهر رمضان مع هذه الفترة، إلا أن الإشغال فاق التوقعات.
زيادة الإيرادات
أشار نادر غوشة، مدير عام منتجع ريو في دبي، إلى أن حجوزات الإقامة بالمنتجع خلال الربع الأول وصلت إلى حد الإشغال الكامل في كثيرٍ من الفترات، مدفوعة بزخم الطلب القوي من الأسواق الدولية، خاصة من ألمانيا وبريطانيا، وفرنسا وبلجيكا وروسيا. وقال: إن معدلات الإشغال تحافظ على مستوياتها القياسية منذ بداية العام الجاري، متوقعاً أن تتواصل حتى شهر مايو المقبل، في ظل مؤشرات الطلب القوي من الأسواق الدولية، والطلب المحلي على المنتجعات الشاطئية، الأمر الذي ساهم في زيادة أسعار الإقامة بما يتراوح بين 15 و20%، مقارنة بأسعار الفترة المماثلة من العام الماضي.