رشا طبيلة (أبوظبي)
كشف معالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، رئيس مجلس إدارة «مطارات أبوظبي» عن استراتيجية طموحة ومدروسة لرفع عدد المسافرين عبر مطار زايد الدولي إلى 65 مليوناً خلال السنوات العشر المقبلة، مؤكداً أن المطار سيساهم في ترسيخ مكانة أبوظبي كبوابة نحو العالم، وكمركز استراتيجي للسياحة والتبادل التجاري، ويسهم بصورة فعالة في ارتفاع مؤشر التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية، وهو يجسد في الوقت ذاته صورة عن المستقبل المستدام المفعم بالتفاؤل، كما يحافظ على طابع التراث الإماراتي العريق».
وقال معاليه في حوار حصري مع «الاتحاد»، «يساهم مبنى المسافرين الجديد في رفع الطاقة الاستيعابية لتصل لأكثر من 27 مليون مسافر بحلول نهاية هذا العام، وبناءً على ذلك، لدينا الإمكانات التي تؤهلنا لمواصلة النمو من أجل زيادة هذا العدد إلى 45 مليون مسافر سنوياً، واستيعاب 79 طائرة في أي وقت».
وأضاف معاليه أن هذا الصرح الذي نراه اليوم هو ثمرة الأسس التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والتي قام بتطويرها ورعايتها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، وتمضي قدماً في مسيرة التطوير والتحديث وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وقال: «بالتزامن مع زيادة القدرة الاستيعابية للمطار، نعمل على إثراء تجربة المسافرين على كافة الأصعدة، وذلك عبر توفير مرافق متكاملة مثل التقنيات البيومترية لتسهيل عملية الصعود إلى الطائرات، إضافة إلى مجموعة متنوعة من المطاعم والمتاجر التي تضمن للمسافرين تجربة استثنائية سواء كانت أبوظبي وجهتهم الرئيسية، أو يعبرون من خلالها إلى وجهات أخرى حول العالم».
وحول دور رؤية معاليه في تحقيق مطار زايد الدولي نتائج قياسية العام الماضي والاستمرار في تحقيق ذلك للعام الجاري، قال «ينصب تركيزنا نحو تحقيق الرؤية الاستراتيجية لقيادة أبوظبي الحكيمة، وتنفيذها عبر فريق الإدارة العليا، وترسيخ ثقافة الطموح والتميز في عملياتنا على كافة المستويات».
وأكد أن مطار زايد الدولي يمثل استثماراً ضخماً من قبل إمارة أبوظبي لتحقيق بيئة وبنية تحتية مستدامة. ولدينا كافة الإمكانات التي تتيح لنا مواصلة العمل لتحقيق نمو أكبر. كما أن العمل على بناء فريق قادر على تحقيق هذه الرؤية هو عنصر أساسي لتحقيق النجاحات المنشودة.
خطط استراتيجية
وفيما يتعلق بالخطط الاستراتيجية التي تم وضعها حالياً مع افتتاح المبنى الجديد وتسمية المطار بمطار زايد الدولي، قال معاليه: «ساهم افتتاح المبنى A في زيادة القدرة الاستيعابية للمطار بأكثر من الضعف، ونتعاون في المرحلة الراهنة بشكل وثيق مع شركات الطيران لزيادة عددها وشبكة الوجهات من وإلى مطار زايد الدولي».
وأضاف «نجحنا بالفعل في زيادة عدد شركات الطيران العاملة إلى 29 شركة، مع إضافة رحلات الخطوط الجوية الفرنسية وإيروفلوت، إضافة إلى شركات الطيران الاقتصادية بوبيدا وسمارت وينجز، في حين تدعم المرافق الجديدة أيضاً الاتحاد للطيران في إضافة رحلات إلى وجهات جديدة».
وحول الخدمات الذكية والتحفة الفنية لمطار زايد الدولي وأهمية الاستثمار في خدمات المطار، أكد معاليه أن جودة الخدمات المتوفرة في المطارات تعتبر عناصر حيوية تعكس تطور المدن، والدول بشكل عام، ويمثل الاستثمار في مطار زايد الدولي خطوة استراتيجية لدعم النمو المستقبلي لإمارة أبوظبي، من خلال التأكيد على موقعها كمركز للأعمال للتجارة الدولية وأيضاً كوجهة ترفيهية وسياحية رائدة.
وأضاف معاليه أن المطارات العصرية الناجحة هي تلك التي تمتلك خطة استراتيجية والتي تتمثل في ازدياد حدة المنافسة وسرعة التغيرات، حيث أصبح نجاح المطارات العصرية يتوقف على توفر كفاءة وفاعلية بشتى المجالات، مؤكداً أن المرافق الجديدة في مطار زايد الدولي صورة تقدم متميزة عن إمارة أبوظبي وطموحاتها، علاوةً على دورها في دعم خط النمو الاقتصادي وتنويع الموارد الاقتصادية في الإمارة، والإمارات بشكل عام.
طموحات 2030
وحول الطموحات لقطاع الطيران في أبوظبي للعام 2030 قال: «نتطلع إلى تحقيق نمو كبير في أداء القطاع بحلول عام 2030 وما بعده، مما يعزز مكانة أبوظبي كمركز عالمي للمسافرين والبضائع، إلى جانب المساهمة بدور فعال في تنويع الاقتصاد وزيادة إجمالي الناتج المحلي».
وأضاف معاليه «سيحقق مطار زايد الدولي توسعاً ملحوظاً سواء من حيث حركة المسافرين وعلى صعيد قطاعات الخدمات اللوجستية والشحن الحيوية، بالإضافة إلى دعم الخدمات الفنية والمنظومة الأوسع لقطاع الطيران. وسيكون توسع مطار زايد الدولي هو المحرك الرئيسي لهذه التطورات الهامة، وهو ما تجسد في تعزيز القدرة الاستيعابية مع افتتاح المبنى A، وخططنا التطويرية المستقبلية الطموحة».
وحول توقعات العام 2024، قال معاليه: «ستكون أولويتنا المباشرة هي التوظيف الأمثل للمرافق الجديدة، وتطوير إمكاناتها باستمرار. وسيكون هذا التوسع قائماً على خطط استراتيجية تضمن تحقيق نتائج إيجابية ملموسة على أرض الواقع، وفي الوقت نفسه، تساهم توسعة المطار في استقطاب أعداد أكبر من شركات الطيران الجديدة إلى أبوظبي، ودخلنا بالفعل في محادثات مع الشركاء المحتملين في هذا المجال».
تطبيق الاستدامة
وحول تطبيق الاستدامة في مطار زايد الدولي، أكد معاليه «تمثل المسؤولية الاجتماعية مرتكزاً رئيسياً لعملياتنا اليومية، بما يشمل الحد من الآثار البيئية لأنشطتنا والتركيز على تعزيز إدارة وكفاءة استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية، وكانت عمليات إعادة التطوير في مطار زايد الدولي متسقة تماماً مع هذه الرؤية، حيث كانت معايير الاستدامة ركيزة أساسية في تصميم وإنشاء المبنى A، ما أدى إلى توفير ما يقدر بنحو 5300 طن من الانبعاثات الكربونية السنوية، أو ما يعادل متوسط استخدام 1060 سيارة لمدة 12 شهراً».
وأضاف «بالاعتماد على المعايير المحددة من قبل برنامج «استدامة»، المبادرة التي أطلقتها دائرة البلديات والنقل، حصل المبنى على شهادة 3 لآلئ في مرحلة التصميم».
وقال معاليه: «خلال مرحلة العمليات الإنشائية، تمت إعادة تدوير أكثر من 90% من الفولاذ المستخدم في حين تم الحصول على 82 % من الأخشاب من مصادر مرخصة وقانونية ومستدامة. وتشمل عناصر خفض الكربون في المطار 7540 مظلة من الألواح الشمسية في مواقف السيارات في المبنى A، في حين أن أكثر من 70% من النباتات المستخدمة في تنسيق الحدائق هي من الأنواع المحلية القابلة للتكيف ومقاومة الجفاف والملوحة».
وأضاف «أدت التركيبات والتجهيزات الخاصة بكفاءة استخدام المياه والمعتمدة في جميع أقسام المبنى إلى تحسن بنسبة 45% بالمقارنة مع معايير برنامج استدامة، وإلى جانب التركيز على خفض الانبعاثات الناجمة عن أنشطتنا، فإننا حريصون على التعاون مع الشركاء للتحكم بالبصمة الكربونية، بما يشمل شركات الطيران ومزودي الخدمات، مثل مزودي الخدمات الأرضية المستقلين، وشركات الأطعمة والمشروبات، ومراقبة الحركة الجوية، وغيرهم من العاملين في موقع المطار، بالإضافة إلى الواصلين إلى المطار بالتعاون مع الهيئات المختصة».
كوادر وطنية
وفيما يتعلق بالكوادر الوطنية ودورها في نجاح قطاع الطيران الإماراتي، أكد معاليه «يُعتبر تطوير وتمكين الكوادر الوطنية من أولوياتنا الاستراتيجية الرئيسية، حيث تعمل هذه الكوادر على تعزيز الجاهزية والتحسين المستمر في جميع جوانب قطاع الطيران، مما يسهم في تحقيق النجاح والتميز في خدمات الطيران».
وقال: «بفضل هذه الكوادر الوطنية المدربة والمؤهلة، نستطيع تقديم خدمات ذات جودة عالية وتلبية احتياجات المسافرين بشكل متفوق، وهم يسهمون أيضاً في تطوير قطاع الطيران ورفع مستوى الأداء العام، مما يعزز مكانة مطار زايد الدولي كواحد من أبرز مرافق الطيران على مستوى العالم».
وأضاف «يعكس النجاح المستمر في قطاع الطيران تعاون الكوادر الوطنية مع الشركاء الدوليين واستمرار تطوير هذه الكوادر وتمكينها، وهو ما يساهم في تعزيز القدرة التنافسية وتحقيق التطور المستدام في هذا القطاع الحيوي».
تجربة المسافر
شدد معاليه «سنركز في مطار زايد الدولي على تجربة المسافر خلال سفره بكل مراحله، وهي المدة التي يقضيها المسافر داخل المطار سواء عند المغادرة أو الوصول أو حتى المرور والانتظار باستخدام الصالات والمرافق والخدمات وانتهاءً بمغادرة المطار سواء عبر بوابات الخروج أو عبر بوابات الصعود للطائرات».
وأكد أن افتتاح المبنى A بمرافقه المتكاملة يساهم في تزويد أبوظبي بالبوابة التي تستحقها كوجهة عالمية بامتياز، وستستفيد الإمارة من زيادة عدد الرحلات إلى عدد أكبر من الوجهات، وتنوع شركات الطيران المتواجدة في المطار، والاعتماد على أحدث العمليات والتقنيات الذكية لكي يكون وصول ومغادرة المسافرين عبر مطار زايد الدولي من بين الأكثر سرعة وسهولة في العالم.
وقال «يتمثل طموحنا في تزويد كافة زوار أبوظبي بتجربة إيجابية وسلسة منذ لحظة الوصول إلى الإمارة، وحتى مغادرتها، وهو ما نثق بإسهامه في تعزيز مكانة الإمارة كوجهة أولى للأعمال والسياحة. واختتم قوله «نحن ماضون قدماً في تنفيذ خططنا الطموحة لتحقيق هذه الأهداف».
«زايد الدولي».. احتفاء بإرث وتاريخ حافل بالإنجازات
جاء إطلاق الاسم والهوية الجديدة لـ«مطار زايد الدولي»، تكريماً لذكرى الوالد المؤسِّس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، واحتفاءً بإرثه وتاريخه الحافل بالإنجازات الخالدة التي قدَّمت دولة الإمارات إلى العالم في أبهى صورة.
وشملت الهُوية الجديدة، التي تم إطلاقها في فبراير الماضي، على عناصر مُستلهَمة من الثقافة الإماراتية الغنية وتراثها العربي الأصيل.
وتم تصميم مطار زايد الدولي، لتوفير تجربة تُعَدُّ الأكثر ابتكاراً وسلاسة بين المطارات العالمية في هذا القطاع، كما أنه يتوافق مع أعلى معايير الجودة، ويتجاوز توقُّعات المسافرين.
وتحتفي الهُوية الجديدة، التي تم الكشف عنها ضمن عملية إطلاق المسمى الجديد، بالعديد من السِّمات المميَّزة لإمارة أبوظبي، كما تشمل عناصر وأشكالاً مستوحاة من مناظرها الطبيعية وتاريخها، وتصميم المطار نفسه، حيث تم توظيف القارب الشراعي التقليدي، وشجرة النخيل، وشمس الصحراء، وقلعة قصر الحصن، ومبنى المسافرين A الجديد، لتكون ضمن المصادر الإبداعية للشعار الجديد، الذي يعرض هُوية أبوظبي الفريدة، ويدعو المسافرين إلى صياغة قصص تجاربهم في مختلف أرجاء ومرافق المطار.
خدمات ذكية
يعد مبنى المسافرين A الوحيد في العالم الذي يستخدم تقنية التعرف على الوجه، من خلال 9 نقاط اتصال بيومترية لتعمل تقنية التعرف على الوجه المتقدمة في مراحل مختلفة من الرحلة.
ويمكن للمسافرين المرور عبر قسم الهجرة والصعود للطائرة والخدمة الذاتية لتسليم الحقائب دون الحاجة إلى تقديم أي أوراق أو وثائق، ما يعمل على تقليل وقت انتظار المسافرين بشكل كبير، ويضمن لهم رحلة سلسة عبر المطار، وفي نفس الوقت تعزيز السلامة والأمن على أعلى مستوى.
ويضم مبنى المسافرين الجديد نظام أمتعة فريداً مزوداً بأحدث التكنولوجيا، فهو قادر على التعامل مع 19.200 عملية للحقائب في الساعة، ومتوسط انتظار للأمتعة بين 15 إلى 20 دقيقة.
يتميز هذا النظام بأن كل حقيبة مزودة برمز تعريفي إلكتروني يتم تتبعها في جميع المراحل ما يضمن عدم ضياعها.
مبنى المسافرين.. حقبة جديدة للبنية التحتية
يُعَدُّ مبنى المسافرين A أهم ما يمتاز به مطار زايد الدولي، حيث يُصنَّف أحد أكبر مباني المطارات في العالم، ويمكنه استقبال ما يصل إلى 45 مليون مسافر سنوياً، ويُمثِّل حقبة جديدة للبنية التحتية للنقل والطيران في أبوظبي تحديداً، وعلى مستوى دولة الإمارات عموماً.
وخلال الستين يوماً الأولى بعد افتتاح المبنى الجديد، وبدء عملياته التشغيلية بالكامل، استقبل مطار زايد الدولي نحو 4.48 مليون مسافر، منهم 1.21 مليون قادمون، و1.22 مليون مغادرون، ومليونا شخص في رحلات التحويل، على متن أكثر من 24 ألف رحلة طيران.
ويضع مطار زايد الدولي تجربة المسافرين في صميم جميع عملياته، بفضل مرافقه الرائدة عالمياً، بما في ذلك التكنولوجيا البيومترية، لتبسيط عمليات الفحص والصعود إلى الطائرة، و35 ألف متر مربع من المساحات التي تستضيف 163 منفذاً من محال التجزئة والمطاعم والمقاهي والمرافق الترفيهية، لتوفِّر للمسافرين مجموعة واسعة من خيارات التسوُّق والاستمتاع بتناول المأكولات والمشروبات في أثناء وجودهم في مبنى المطار.
ومنذ افتتاحه في نوفمبر 2023، تمكَّن المبنى من تسجيل العديد من النجاحات التشغيلية الاستثنائية، ومن بينها تقديم مستوى متطوِّر من الخدمات للمسافرين، واستقطاب قائمة متزايدة من شركات الطيران العالمية.
وبشكل عام، تُظهر نتائج حركة المسافرين لمطارات أبوظبي، خلال العام 2023 زيادة كبيرة في الطلب من الركاب، حيث سافر ما مجموعه 22.9 مليون مسافر عبر جميع المطارات التجارية الخمسة في إمارة أبوظبي خلال الفترة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر 2023، ما يُمثِّل زيادة في الطلب بنسبة 44.5% مقارنة بالعام 2022.
وشهد العام 2023 أيضاً نموّاً في عمليات المطار الحيوية الأخرى، ومنها حركة السفر الجوي في المطارات الخمسة، حيث بلغ العدد الإجمالي للحركة التي تتضمَّن عمليات هبوط وإقلاع الطائرات، 226.362 عملية، لتتجاوز بذلك الرقم المسجَّل للعام 2022 والبالغ 194.7 ألف عملية، ما يُمثِّل زيادة بنسبة 16.3% سنوياً.