يوسف العربي (أبوظبي)
وفرت دولة الإمارات حلولاً متكاملة للشحن البحري والجوي استطاعت من خلالها اختصار الزمن اللازم لنقل البضائع من الصين إلى أميركا أو أوروبا من 60 يوماً إلى 14 يوماً مستفيدة من التطور الفائق للبنية التحتية على صعيد المطارات والموانئ، لتكون محوراً رئيسياً في تدفقات سلاسل التوريد العالمية، بحسب مسؤولين مشاركين في المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»، إن التحديات الجيوسياسية الراهنة تمثل واقعاً جديداً يتوجب التأقلم معه، مؤكدين على أهمية التعاون الوثيق بين القطاعين الخاص والعام لتعزيز مرونة سلاسل التوريد بما يضمن وصول الأدوية والغذاء والسلع بسلاسة.
وأكدوا أن الرقمنة واستخدام التكنولوجيات الحديثة يسهمان بدور بالغ الأهمية، ففي حال أردنا أن نعرف أين توجد سلعة معينة؟ وما إن كانت في وضع أمن أم لا؟ والوقوف على مدى استدامتها، فلا يمكن أن يتم ذلك ورقياً وعلينا اتباع أحدث الأساليب التكنولوجية الحديثة القائمة على الذكاء الاصطناعي والبلوكتشين.
وإلى ذلك، أكد هؤلاء أن المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية شهد تقدماً ملموساً على صعيد العديد من الملفات وفي مقدمتها مصائد الأسماك والزراعة والتجارة الإلكترونية.
وأنجز المؤتمر خلال أيامه الأولى دخول ضوابط مبادرة «التنظيم المحلي للخدمات» حيز التنفيذ، واختتام اتفاقية تيسير الاستثمار من أجل التنمية، والاحتفال رسمياً بانضمام جزر القمر وتيمور الشرقية، وتوقيع 70 دولة على اتفاق مصايد الأسماك، وتأسيس صندوق دعم صادرات المرأة في الاقتصاد الرقمي، وتأييد الأعضاء العمل المتقدم بشأن التلوث البلاستيكي، وإصلاح دعم الوقود الأحفوري، ومبادرة الاستدامة البيئية.
نقل البضائع
وقال نبيل سلطان، نائب رئيس أول إقليمي للشحن بمجموعة طيران الإمارات، إن التجارة العالمية مرتبطة بشكل مباشر بالنقل العالمي والشحن الجوي حيث يناقش المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية التحديات التي تواجه قطاع النقل الجوي والبحري على مستوى العالم والحلول التي يمكن استعراضها.
وحول التحديات التي تواجه قطاع الشحن في الوقت الراهن أكد سلطان أن المتغيرات الجيوسياسية المتمثلة في الحروب والعراقيل التي تواجه حركة الشحن في البحر الأحمر لها تأثير كبير على عمليات الشحن العالمية. وقال إن نقل البضائع من الدول المصدرة والمصنعة إلى أوروبا وأميركا يواجه تأخيرات حيث يستغرق زمن الشحن نحو 60 يوماً ونوه بأن توافر البنية التحتية القوية للشحن البحري والجوي يتيح نقل البضائع بحراً إلى دبي ومن ثم نقلها جواً إلى أميركا وأوربا ما يقلص الزمن المستغرق إلى 14 يوماً، منوهاً بأن الإمارات بذلك أصبحت تمثل الحل لشحن البضائع خلال الأزمات كما في الأوقات العادية.
مفاوضات حاسمة
ومن ناحيتها، قالت ماريون جنسين، مديرة دائرة التجارة والاستثمار في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إن المنظمة تنظر باهتمام بالغ إلى المفاوضات الجارية في أبوظبي خلال المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية وخاصة المتعلقة بالتجارة الإلكترونية.
وأضافت أن أكثر التحديات التي نواجهها هي أن العديد من الاقتصاديات العالمية تواجه العديد من الاضطرابات والعراقيل ومنها تفشي الجوائح والكوارث الطبيعية والجفاف، ولفتت إلى أن هذه المتغيرات باتت تمثل الواقع الجديد الذي يتوجب علينا التأقلم معه. وأوضحت أن منظمة التعاون الاقتصادي تؤمن بأهمية التعاون الوثيق بين القطاعين الخاص والعام ومن الطبيعي في هذه الظروف أن يركز صناع السياسات على مرونة سلاسل التوريد بما يضمن وصول الأدوية والغذاء والسلع بسلاسة.
ونوهت إلى أنه لضمان مرونة هذه السلسلة يجب فهم كيفية عملها وتقديم المشورة لرؤساء الحكومات حول آليات دعم سلاسل التوريد العالمية ولذلك فنحن في حاجة لمنصات للتنسيق بين القطاعين العام والخاص بشكل متواصل.
تقدم ملموس
ومن ناحيته، قال الدكتور يسار جرار، عضو مجلس أمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، إن المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الذي عقد في أبوظبي يمثل رحلة تفاوضية حول العديد من الملفات وصولاً للإجماع بين الدول الأعضاء البالغ عددها 166 دولة حول العديد من القضايا المطروحة.