يوسف العربي (أبوظبي)
انطلقت أمس الاجتماعات التمهيدية للمؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في العاصمة أبوظبي وسط حضور حافل من المشاركين الدوليين.
وتضمنت الفعاليات جلسات مهمة منها المائدة المستديرة الثانية عشرة للصين بشأن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وضمت إحدى الجلسات رائدات أعمال مع صانعي السياسات وشركاء القطاع الخاص لمناقشة دعم مشاركة المرأة في التجارة الدولية.
ويمثل المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية (MC13)، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في أبوظبي خلال الفترة من 26 إلى 29 فبراير الجاري لحظة محورية في تاريخ النظام التجاري متعدد الأطراف، وطوال الحدث سيتم مناقشة كيفية تحقيق نظام تجاري أكثر عدلاً وشمولاً واستدامة. ويحظى المؤتمر بمشاركة دولية قوية حيث تستعد الإمارات لاستقبال 175 وفداً دولياً تضم 5900 شخص من 166 دولة، كما تأكد حضور رئيس جزر القمر ورئيس تيمور الشرقية، بالإضافة إلى 150 وزيراً، و60 نائب وزير، و290 برلمانياً.
ومن خلال هذا المؤتمر، الذي يستضيف 175 وفداً من أعضاء المنظمة والأعضاء بصفة مراقب إلى جانب قادة القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية وممثلي المجتمع المدني، ستتاح للمجتمع الدولي فرصة التعاون من أجل التوصل إلى نظام تجاري أكثر قوة وفعالية.
صناعة المنسوجات
وشهد الحدث رفيع المستوى الذي جمع بين ممثلي منظمة التجارة العالمية والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بشأن دعم تجارة القطن في أفريقيا حضور معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، رئيس المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، والدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا المديرة العامة للمنظمة، وجياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا».
وقال معالي ثاني بن أحمد الزيودي، خلال كلمته الافتتاحية بالفعالية، إن تعاون منظمة التجارة العالمية والفيفا بشأن دعم تجارة القطن في غرب أفريقيا حدث مهم يعكس العديد من قضايا وفرص التجارة العالمية التي سيتم مناقشتها خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويتم إنتاج الكثير من القطن في العالم في مجموعة «القطن 4 بلس» التي تضم بنين وبوركينا فاسو وتشاد ومالي، بالإضافة إلى كوت ديفوار العضو المراقب.
وأضاف أن «شراكة القطن» هي بمثابة تذكير بقدرة التجارة على دفع النمو الاقتصادي الشامل والمستدام كما أنه تأكيد على أهمية التعاون والتضامن لتحقيق ذلك.
وقال معاليه: تشكل المنسوجات صناعة أساسية، وتوفر صادرات قيمة للاقتصادات الوطنية وفرص عمل للعديد من سكانها، كما أنها تنطوي على العديد من الشركات الصغيرة والعائلية وتسهم بدور رئيس في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للنساء والشباب.
وأضاف أنه على مدار عقود من الزمن، خلقت المنسوجات عنصراً من الاستقرار ومرونة في سلسلة التوريد، منوهاً إلى أنه في غرب أفريقيا، تعمل شراكة القطن على إقامة روابط أقوى بين المنتجين ودمجهم في النظام التجاري العالمي.
ولفت معاليه أن هذه الشراكة مصممة للاستفادة من التجارة لإطلاق الإمكانات الاقتصادية للإنتاج المستدام للقطن وخلق فرص العمل ودعم الازدهار للأجيال القادمة، مؤكداً أن دعم «فيفا» لهذه الشراكة يساعد في تحقيق هذه الأهداف.
وأشار معاليه إلى أن كرة القدم ترفع الوعي الذي تشتد الحاجة إليه عند الحديث عن صناعة القطن في غرب أفريقيا من خلال المشاركة في سلسلة قيمة السلع الرياضية المزدهرة. وقال معاليه إن القطن المنتج في هذه البلدان يعتبر من بين القطن الأكثر استدامة في العالم لأنه يتم قطفه يدوياً ويروى من مياه الأمطار بالإضافة إلى استخدام الأسمدة العضوية لكن يتم تصديرها كمادة خام ومن ثم حان الوقت لتطوير القدرات التصنيعية لهذه البلدان لزيادة مساهمتها في سوق الملابس الرياضية الذي تبلغ قيمته نحو 114 مليار دولار بحلول 2028.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، خلال الجلسة: تشكل «فيفا» قوة اقتصادية كبيرة ونجد لها محلات مخصصة في كثير من المطارات حول العالم ومن ثم يمكنها المساهمة في التنمية من خلال توظيف ما يمكن تسميته بسحر كرة القدم الاقتصادي. وأضافت: المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في العاصمة أبوظبي يبحث جسر الفجوات الممكنة لجذب الاستثمارات للاستمرار في السير في تعزيز سلسلة القيمة الخاصة بصناعة القطن.
ومن جانبه، قال جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»: «تعتبر كرة القدم لاعباً فعلياً في الاقتصاد العالمي الحالي حيث يقدر ناتجها الإجمالي بنحو 270 مليار دولار سنويا نحو 70% منها في أوروبا وحدها وإذا ساهم بقية العالم بنصف هذا المبلغ فإننا نتحدث عن نصف تريليون دولار».
وحول إمكانية رفع مستوى سلسلة القيمة فيما يتعلق بكأس العالم 2026 من حيث البنية التحتية وغيرها قال إنفانتينو: علينا النظر في هذه البلدان النامية والأقل نمواً حيث توجد بعض نشاطات القطاع الخاص والمنتجين الذين يعملون بالفعل لكن تكمن القضية في كيفية ضخ الاستثمارات وجذب الآخرين كما يترتب علينا النظر في الفجوات التي علينا جسرها وحجم الاستثمارات المطلوبة، مضيفاً: لم ننته من عملنا بعد ولكننا بدأنا بالفعل بتوفير 35 مليون دولار.
وفيما يتعلق بفرص المساواة في الإنفاق بين كأس العالم للنساء وكأس العالم للرجال قال إنفانتينو: يعتبر ذلك واحداً من أهداف «فيفا» لتوفير نفس القدر من المال للطرفين حيث تم استثمار نحو مليار دولار في كأس العالم للسيدات خلال السنوات الأربع الماضية فيما يتعلق بتطوير اللعبة وكنتيجة لذلك حقق كاس العالم الأخير للسيدات في أستراليا ونيوزلندا رقما قياسيا من الحضور يقدر بنحو 2 مليون ونحو 2 مليار من المشاهدين وعملنا على زيادة الفرق من 24 إلى 32.
العراق يجدد التزامه بتسريع الانضمام لمنظمة التجارة العالمية
أكد ثروت سلمان، مسؤول ملف انضمام العراق إلى منظمة التجارة العالمية، أن الحكومة العراقية ملتزمة بالعمل على الانضمام لمنظمة التجارة العالمية بعد حصولها على صفة عضو مراقب عام 2004 بإجماع الأعضاء.
وأشار إلى أن العام 2023 شهد خطوات مهمة على صعيد توحيد التشريعات والقوانين، مشيراً إلى أن استكمال متطلبات الانضمام من أهم الأولويات خلال المرحلة المقبلة.
ومن ناحية أخرى، قال عصام الملهوف مدير إدارة التجارة الخارجية والتعاون الدولي بوزارة الاقتصاد والتجارة الليبية، إن ليبيا تقدمت بطلب الانضمام لمنظمة التجارة العالمية خلال العام 2001 وتم تجديد الطلب في يونيو من العام 2004، لافتاً إلى أنه يتم إعادة هيكلة الاقتصاد كما تم تشكيل فريق تفاوضي للمضي قدماً في هذه المفاوضات.
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة الثانية عشرة للصين بشأن الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية والتي شهدت مناقشة دراسة حديثة ترصد تجارب العديد من الدول العربية للانضمام لمنظمة التجارة العالمية.
وأكدت الدراسة تنوع الاقتصاديات العربية نتيجة تنوع الموارد الطبيعية، مشيرة إلى أن الانتقال إلى اقتصاد السوق في الدول العربية له تأثير كبير على تحفيز الابتكار وزيادة الصادرات.