عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
خط التجميع، يعد واحداً من أقدم أقسام صناعة السيارات، الذي يشكل الآن المضمار الذي يدور فيه السباق بين شركتي تويوتا وتسلا، نحو السيطرة على الحقبة الجديدة من صناعة السيارات الكهربائية.
وتشير شركة صناعة السيارات اليابانية، للاختراقات التكنولوجية التي حققتها في مجال البطاريات الصلبة، حيث راهنت مؤخراً على سوق السيارات الكهربائية الأميركية، بما قيمته 8 مليارات دولار، في محاولة لإقناع المستثمرين بمدى القدرة التي تملكها على التنافس مع تسلا.
لكن واجهت تويوتا، منافسة تسلا في مجال العاملين ومرافق الصناعة، حيث تشهد الشركة الأكثر قيمة في العالم، تغييراً جذرياً في طريقة صناعة السيارات. ويرى أيلون مسك، المدير التنفيذي لشركة تسلا، ضرورة تغيير النمط التقليدي لعمل خطوط الإنتاج، بالنسبة للسيارات التي تعمل بالبطاريات الكهربائية، لتبسيط وتسريع صناعة السيارات.
ويتوقع بعض المحللين ومدراء القطاع، أن تشكل عملية جيجا كاستينج (gigacasting) التي تتبناها تسلا، مقياساً جديداً لصناعة السيارات، لتحل مكان النموذج الذي تنتهجه تويوتا. ولا تنوي تويوتا، السير في ذات السكة التي تسلكها تسلا، لتعتمد بدلاً عن ذلك، على خبرتها الطويلة ونمطها الخاص.
وبينما تشمل الطرق التقليدية حفر آلاف الثقوب في حوالي 70 لوحاً فولاذياً ولحامها معاً بشكل فردي، تتضمن عملية جيجا كاستينج، حقن سبائك الألومنيوم المنصهرة في قوالب الصب، لتشكيل الأجزاء السفلية للسيارة. ومنذ تقديم هذه الطريقة في عام 2020 في مصنع فريمونت التابع لشركة تسلا، قامت شركة تصنيع السيارات الكهربائية بتقديمها في مصانعها في الصين وألمانيا. كما ساهمت هذه الطريقة، في خفض تكاليف التصنيع في شركة تسلا، بنحو 30 %.
وظل القطاع، يستخدم هذه التقنية لعدد من السنوات لإنتاج القطع الصغيرة، إلا أن خطط تسلا التي ترمي لصناعة جسم السيارة بالكامل بالاعتماد عليها، حفز بعض الشركات الأخرى لتبنيها. وتساعد الطريقة، في اختصار نحو 100 قطعة من قطع السيارة، في واحدة فقط.
وتسهم جيجا كاستينج، في خفض العمالة والتكلفة والوقت ومساحة المصانع، واستبدال عدد من الروبوتات التي تقوم بعمليات اللحام، بماكينة واحدة. كما أن استخدام الألومنيوم، يخفف من وزن السيارة.
ويعتقد بعض المراقبين الأوروبيين، أن طريقة تسلا في صناعة السيارات، تسير بسرعة لتصبح بمثابة المعيار في مجال صناعة السيارات الكهربائية.
ويقول كوجي ساتو، مدير تويوتا، إن طرق التصنيع المميزة التي تملكها تويوتا، بإنتاج ملايين السيارات سنوياً، التي تتضمن العديد من الموديلات المتنوعة، هي بمثابة مِعول قوي يدعم الشركة للمنافسة في قطاع السيارات الكهربائية. لكن تستعين الشركة حالياً، بنفس التقنية لتحقيق هدفها بتطوير قطاع السيارات الكهربائية. وبتبنيها لهذه التقنية، تخطط تويوتا، لخفض العمليات واستثمارات المصانع، بنحو 50 %..
وتخطط فولفو، لاستخدام جيجا كاستينج، في صناعة الجيل الثالث من سياراتها الكهربائية، بنهاية العقد الجاري. كما تقدمت جنرال موتورز، بطلب 2 من ماكينات جيجا برس، لاستغلال التقنية في إنتاج سيارات للسوق العامة.
تثير طريقة جيجا كاستينج، قلق بعض خبراء القطاع، الذين يرون أن صناعة الهيكل السفلي في قطعة واحدة مصبوبة، يزيد من صعوبة وتكلفة عمليات الصيانة، بدلاً من القطع المتعددة التي يمكن معالجتها منفردة.
وتضع تويوتا، في حسبانها صناعة الجزء السفلي من السيارة في قطع متعددة، ما يساعد في تقليص تكاليف الصيانة والتأمين، العوامل التي تشكل أهمية كبرى لشركة تملك سوقاً عالمية أكبر بالمقارنة مع تسلا.
وضعت تويوتا، أكبر شركة في العالم من حيث المبيعات، خططاً لبيع 3.5 مليون سيارة تعمل ببطاريات الكهرباء سنوياً، بحلول العام 2030. وتتوقع الشركة، بلوغ مبيعاتها من السيارات الكهربائية خلال العام الجاري 2023، نحو 123 ألفاً، بالمقارنة مع جملة مبيعاتها المستهدفة بنحو 11.4 مليون سيارة. وتشمل رقعة مبيعات الشركة، 170 بلداً حول العالم، بما فيها بعض الدول التي يصعب فيها على الفرد اقتناء سيارة تعمل بالكهرباء. وتخطط تويوتا، لأن تشكل السيارات الكهربائية، أكثر من 50% من مبيعاتها بحلول العام 2030.
