دبي (الاتحاد)
أعلنت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، نجاحها في التوصل إلى اتفاق دولي بشأن إطار عالمي لوقود الطيران المنخفض الكربون والوقود المستدام، وأنواع أخرى من الوقود النظيف، وذلك في ختام أعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل.
ويأتي الاتفاق الذي تم الإعلان عنه في ختام أعمال مؤتمر «إيكاو» الثالث حول الطيران والوقود البديل، الذي استضافته دبي خلال الفترة من 20 وحتى 24 نوفمبر الجاري، قبل أيام قليلة من استضافة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28). وجاء هذا الاتفاق العالمي، بعد مشاورات ونقاشات جرت على مدار خمسة أيام، بين أكثر من 1000 مسؤول ومستثمر ومتخصص في القطاع من 100 دولة و30 منظمة دولية ذات صلة.
نقطة تحول
وقال معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، إن الإطار العالمي لوقود الطيران النظيف (إطار دبي العالمي) يمثل نقطة تحول في مستقبل صناعة الطيران وإنتاج الوقود في العالم نحو آفاق أكثر استدامة، وسيعمل على تحفيز الاستثمارات في قطاعات الطاقة النظيفة لأغراض الطيران، وهو ما سيولد فرصاً استثمارية وتجارية جديدة.
وتابع معاليه: «إن (إطار دبي العالمي) هو نجاح للحوار الدولي الخاص بخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران، وهو دفعة للجهود الدولية في ملف التغير المناخي، خاصة وأنه يأتي قبل أيام قليلة من انعقاد مؤتمر(COP28)، وسوف تعرض هذه المخرجات ضمن أعمال المؤتمر».
هدف طموح
وحدد الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام (إطار دبي العالمي)، هدفاً طموحاً في خفض انبعاثات الكربون من قطاع الطيران العالمي بنسبة 5% بحلول عام 2030، وذلك من خلال تحفيز زيادة إنتاج واستخدام وقود الطيران المستدام ووقود الطيران منخفض الكربون وسائر مصادر الطاقة النظيفة في مجال الطيران في مختلف أنحاء العالم، باعتبار أن ذلك هو أساس تنفيذ هذه الرؤية الطموحة، مع تطوير ممكنات تدعم التوسع في الإنتاج من خلال توفير تمويل منخفض التكلفة، والعمل على نقل التكنولوجيا، وبناء القدرات فيما بين الدول.
كما اتفق أعضاء منظمة الطيران المدني الدولي على القيام بمراجعة الأهداف الطموحة التي وضعها الإطار العالمي بحلول عام 2028 لدراسة وتقييم تطورات السوق والاستثمارات الجديدة في إنتاج الطاقة النظيفة حول العالم.
إشارة قوية
وخلال الجلسة الختامية لأعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل، قال سلفاتوري شاكيتانو، رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي: «إن الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام (إطار دبي العالمي)، يُمثل خطوة تاريخية لتعزيز جهود العمل المناخي العالمي، ويرسل هذا القرار إشارة قوية وموحدة إلى المستثمرين في جميع أنحاء العالم حول الحاجة إلى إعطاء الأولوية للاستثمار في الطاقة النظيفة للطيران».
وتابع شاكيتانو: «إن الإطار العالمي لوقود الطيران، هو خطوة مكملة لجهود الإيكاو في تنفيذ خطة تعويض الكربون وخفضه في الطيران الدولي (كورسيا)، كما أنه يخلق بيئة محفزة للاستثمار في الوقود النظيف ذي الانبعاثات الأقل، وتوسيع نطاق إنتاجه، وكذلك الحصول على التمويل».
خطوة هامة
وقال فيليام غافوكا، رئيس المؤتمر الثالث للإيكاو للطيران والوقود البديل «كاف 3»، إن الإطار العالمي الذي تم التوصل إليه يعتبر خطوة رئيسية وفي غاية الأهمية لخفض انبعاثات الكربون في قطاع الطيران العالم، ويشجع على الاستثمار في إنتاج الوقود المنخفض الكربون والمستدام في مختلف دول العالم، لأنه يعطي مؤشراً إلى المستثمرين بشأن حجم وطبيعة الطلب على الوقود النظيف لقطاع الطيران.
مرحلة جديدة
ومن جانبه، قال سيف محمد السويدي، مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني، إن مجتمع الطيران المدني العالمي يقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة في مسيرة النمو نحو آفاق أكثر استدامة، وأضاف السويدي: «إن مخرجات (إطار دبي العالمي) بشأن وقود الطيران المستدام، سوف تُشكل الحجر الأساس للتعاون الدولي، ونؤمن بأن آفاق العمل المشترك هذه تُبشر بمرحلة جديدة من التقدم والتطور وتخلق فرص جديدة للاستثمار، تخدم الأجندة التنموية العالمية وتحقق الهدف العالمي الطموح طويل الأجل الذي التزمنا به جميعاً للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.»
رسالة واضحة
وقال خوان كارلوس سالازار، الأمين العام لمنظمة الطيران المدني الدولي: «نحن فخورون بهذا الإنجاز التاريخي الذي يعطي رسالة واضحة حول التزام قطاع الطيران المدني العالمي بإحداث تحول حقيقي يخدم مستقبل النقل الجوي، ويعزز من مساهمة القطاع في تحقيق الأهداف التنموية العالمية في خفض الانبعاثات الكربونية وتبني نموذج نمو مستدام». وتابع سالازا أن الإطار العالمي لوقود الطيران المنخفض الكربون والمستدام، يقدم مساراً واضحاً للقيام بذلك.
ونص الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام (إطار دبي العالمي) على أن تعمل منظمة الطيران المدني الدولي والدول الأعضاء فيها معاً لضمان تنفيذ عناصر هذا الإطار العالمي من أجل توسيع نطاق إنتاج وتطوير واستخدام وقود الطيران المستدام، والوقود منخفض الكربون وغيرها من الطاقات النظيفة للطيران.
وأقر الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام، أن عملية خفض الانبعاثات الكربونية من قطاع الطيران هي عملية جماعية، بمعنى أن قدرة كل دولة على المساهمة في الهدف العالمي الطموح الطويل الأجل ستيتم تحديدها وفقاً للظروف الخاصة بكل دولة والقدرات التي تمتلكها، وضمن الإطار الزمني الوطني الخاص بها، دون إسناد التزامات محددة في شكل أهداف خفض الانبعاثات على الدول بصورة فردية. كما ارتكز الإطار العالمي لوقود الطيران على أربعة ركائز أساسية وهي: السياسات والتخطيط، والأطر التنظيمية، ودعم التنفيذ، والتمويل.
إشادة دولية
شهد ختام أعمال المؤتمر الثالث للطيران وأنواع الوقود المستدام، إشادة دولية واسعة بمستوى التنظيم الذي قدمته دولة الإمارات العربية خلال استضافتها لهذا الحدث الدولي البارز، وخلال مراسم ختام المؤتمر، قامت دولة الإمارات، ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني، بإهداء منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) مجسم «إطار دبي بشأن الإطار العالمي لوقود الطيران المستدام» لتوثيق هذه اللحظة التاريخية التي شهدت اتفاقاً دولياً يحدد مساراً واضحاً لخفض الانبعاثات الكربونية في قطاع الطيران.