الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات ترسم مسار الوصول إلى صفر انبعاثات في قطاع الطيران

جانب من الجلسة الافتتاحية للمؤتمر (تصوير: أشرف العمرة)
21 نوفمبر 2023 00:58

مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد مشاركون في المؤتمر الثالث لمنظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو» بشأن الطيران وأنواع الوقود البديل، الذي انطلقت أعماله أمس، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أهمية الوصول إلى إعلان إطار عمل عالمي واضح حول سبل التحول نحو وقود بديل ووقود منخفض الكربون في قطاع الطيران، وإيجاد المسار المؤدي إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050.
وأجمع هؤلاء خلال اليوم الأول من أعمال المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة في الهيئة العامة للطيران المدني، أن قطاع طيران بلا انبعاثات يتطلب تحول القطاع عالمياً نحو الطاقة النظيفة، وهو ما يتطلب سياسات اقتصادية جديدة وقوانين داعمة لهذا التحول وقادرة على خلق فرص اقتصادية واستقطاب الاستثمارات، لافتين إلى أن انعقاد مؤتمر الايكاو في دولة الإمارات، قبل أيام قليلة من استضافتها الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) يجعل الوقت الحالي هو الأنسب لتحويل هذا الطموح العالمي إلى خطط واقعية وقابلة للتنفيذ وبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة. وانطلقت أعمال المؤتمر الذي يقام خلال الفترة من 20 حتى 24 نوفمبر الجاري، بحضور دولي واسع لأكثر من 1000 مشارك من مختلف أنحاء العالم من بينهم أكثر من 40 وزيراً إلى جانب وفود حكومية من أكثر من 90 دولة، وأكثر من 30 منظمة دولية وإقليمية ذات صلة، ورؤساء تنفيذيون لكبار شركات الطيران وشركات إنتاج الوقود والشركات المصنعة للطائرات.

وتحدث خلال الجلسة الافتتاحية معالي عبد الله بن طوق المري وزير الاقتصاد- رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، سلفاتوري شاكيتانو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وبان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة. وتشمل أجندة المؤتمر جلسة وزارية رفيعة المستوى يعقبها عدة جلسات للوفود الحكومية من ممثلي الدول الأعضاء في منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) وبحضور ممثلين من شركات الطيران وشركات إنتاج الوقود وعدد من المنظمات ذات الصلة والتي ستشارك بصفة مراقب، وذلك لمناقشة 5 بنود رئيسية على مدار 17 جلسة، تتركز حول مستجدات إنتاج الطاقة النظيفة والسياسات اللازمة لدعم التحول نحو إنتاج الوقود المنخفض الكربون والوقود المستدام والأنواع الأخرى من الوقود النظيف (مثل الهيدروجين)، وكذلك سبل دعم الدول لبناء قدراتها لإنتاج الطاقة النظيفة للطيران، وآليات التمويل اللازمة، ومراجعة الهدف الطموح طويل الأجل للإيكاو للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050.
دور حاسم 
وأكد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، خلال الجلسة الرئيسية بالمؤتمر إن صناعة الطيران تلعب دوراً حاسماً قي دعم الجهود الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية، وتبذل دولة الإمارات جهود مكثفة لتطوير البيئة التنظيمية الوطنية لإنتاج وقود الطيران المستدام بما يتوافق مع طموحاتنا الوطنية في تعزيز التحول نحو الطاقة النظيفة، وبما يخدم جهودنا في تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وأصاف معاليه، أن دولة الإمارات تتبع نهجاً متوازناً لاستكشاف الفرص المستقبلية لوقود الطائرات المستدام، وتحسين كثافة الكربون في وقود الطائرات المعتمد على الهيدروكربون، يمثل أحد محاور التحول السريع في قطاع الطاقة نحو الطاقة النظيفة. وتابع معاليه: «يمثل مؤتمر الإيكاو الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل منصة مثالية لتحفيز الجهود الدولية للتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة في قطاع الطيران، بما يخدم الهدف الطموح في الوصول إلى صافي صفر انبعاثات كربونية بقطاع الطيران بحلول عام 2050». 
اقتصاد الكربون
وقال معالي عبد الله بن طوق في كلمته الافتتاحية، أن ملف التغير المناخي اليوم على قائمة أولويات القيادة الرشيدة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتبذل الدولة مساع جادة لتسريع التحول نحو نموذج اقتصادي جديد منخفض الكربون، ويشكل قطاع الطيران أحد أهم محاور هذا النموذج. 
وأوضح معاليه، أن دولة الإمارات كانت من أوائل الدول التي تبنت ملف الاستدامة ومراعاة الأثر البيئي بقطاع الطيران، وقد شاركت في جميع المفاوضات التي قادتها منظمة الطيران المدني الدولي، وصادقت على جميع القرارات الدولية التي تخدم هذا التوجه، وكانت من أوائل الدول التي أعلنت التزامها في عام 2016 بتطبيق خطة (كورسيا) الخاصة بالتعويض عن الكربون في النقل الجوي الدولي. وكذلك أطلقت الإمارات خريطة طريق وطنية لوقود الطيران المستدام، وحددت من خلالها هدفاً طموحاً لتحقيق إنتاج سنوي يصل إلى 700 مليون لتر من وقود الطيران المستدام بحلول عام 2030، مما سيساهم في خفض ما يصل إلى 4.8 مليون طن من انبعاث ثاني أكسيد الكربون، كما أعلن القطاع التزامه بالوصول إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050. 

موقف ريادي
ومن جانبه، قال سلفاتوري شاكيتانو رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي: «إن المؤتمر الإيكاو الثالث للطيران وأنواع الوقود البديل (CAAF/3) يمثل فرصة حاسمة للدول لإظهار موقف قوي وريادي في معالجة حلول انبعاثات الطيران الدولي، والذي يُعقد قبل أيام من مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) هنا أيضًا في دولة الإمارات العربية المتحدة».
وشدد رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي سلفاتوري شياكيتانو على أن «تطوير إطار عمل عالمي قوي وطموح سيخدم جهودنا المشتركة والتزامنا بإزالة الكربون من هذا القطاع».
وفي كلمة مسجلة للمؤتمر، قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة: «إن قطاع طيران بلا انبعاثات يتطلب تحول القطاع عالميا نحو الطاقة النظيفة، وهو ما يتطلب سياسات اقتصادية جديدة وقوانين داعمة لهذا التحول وقادرة على خلق فرص اقتصادية واستقطاب الاستثمارات. ولهذا فإننا نتطلع إلى الإطار العالمي الذي سينشأ عن هذا المؤتمر لدعم التحول نحو الوقود البديل للطيران، والذي سيشكل خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة لهذا القطاع الحيوي».
 وأضاف: «إن انعقاد هذا المؤتمر على بعد أيام من انعقاد الدورة الـ28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) يجعل الوقت الحالي هو الأنسب لتحويل هذا الطموح العالمي إلى خطط واقعية وقابلة للتنفيذ وإيجاد المسار المؤدي إلى صفر انبعاثات كربونية بحلول 2050 وبناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة لنا جميعا».
بدوره أكد بان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة عبر كلمة مسجلة أن قطاع الطيران المدني أحرز تقدماً ملموساً في مجال حماية البيئة، خاصة بعد اتفاق باريس للمناخ في عام 2015. وأضاف أن القرار التاريخي للإيكاو في عام 2016 بشأن خطة «كورسيا»، وهي خطة لتعويض وتقليل انبعاثات الكربون في قطاع الطيران، يُعتبر الإجراء العالمي الوحيد القائم على آليات السوق لتقليل انبعاثات الكربون، حيث دخلت هذه الخطة حيز التنفيذ بمشاركة 126 دولة متطوعة من حول العالم. وبالإضافة إلى ذلك، قرار الجمعية العمومية للإيكاو في العام الماضي بالالتزام بالهدف العالمي الطموح طويل الأجل (LTAG) للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية في قطاع الطيران بحلول عام 2050.
ماجد السويدي:  العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المناخية 
أكد السفير ماجد السويدي، المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف (COP28)، في كلمه رئيسية ألقاها خلال المؤتمر أن المؤشرات الراهنة تؤكد أن العالم ليس على المسار الصحيح لتحقيق الأهداف المناخية لاتفاقية باريس، ولكن لا يزال لدينا الوقت لتغيير المسار، إذا نظرنا إلى هذا التحدي باعتباره فرصة مشتركة للتعاون، وهذا ما تعمل رئاسة COP28 على تحقيقه، من خلال تكوين شراكات وتحقيق التوافق من أجل العمل المناخي الجماعي».
وأوضح أن رئاسة COP28 قد وضعت خطة عمل تتألف من أربعة محاور أساسية تشمل: تسريع إنجاز انتقال منظم وعادل ومسؤول في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على الحفاظ على البشر والحياة وتحسين سُبل العيش، ودعم كل هذه الركائز السابقة من خلال احتواء الجميع بشكل تام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©