عدد اليوم
حسونة الطيب (أبوظبي)
أعلنت إدارة الطاقة الأميركية مؤخراً، عن استثمار ما يزيد على مليار دولار، في عدد من المشاريع التي ترمي لاحتجاز الكربون من الهواء. وتعمل العديد من المؤسسات الناشئة، في هذا المجال باستخدام ماكينات تقوم بجذب الهواء عبر مراوح ضخمة ليمر عبر محلول كيميائي يفصل ثاني أكسيد الكربون من الهواء، ليتم تخزينه في باطن الأرض، بدلاً من أن يتسبب في رفع حرارة الكوكب.
وقامت مؤسسة أفنوس الناشئة، بأول تجربة لها في هذا المجال، عبر تقنية أطلقت عليها اسم داك، أي التقنية الهجين للالتقاط المباشر للهواء. وتهدف هذه التقنية، لتنقية هواء ثاني أكسيد الكربون واحتجاز الماء منه لاستخدامه عند الضرورة في حال حدوث الجفاف. وتقوم أفنوس، بإنتاج ما بين 5 إلى 10 أطنان من الماء، من كل طن واحد من ثاني أكسيد الكربون المحتجز، بحسب بلومبيرغ.
تستهلك تقنية داك، نسبة كبيرة من الطاقة، نظراً إلى أن العديد من المحاليل الكيماوية المستخدمة، تتطلب قدراً كبيراً من التسخين لفصل ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وهذا واحداً من العوامل التي تساهم في رفع التكلفة. وبيع الماء المُنتج عبر هذه التقنية، للبلديات المحلية أو للشركات التي يمكن أن تستخدمه لإنتاج وقود مستدام لقطاع الطيران، يسهم في خفض تلك التكلفة.
ويرى بعض الخبراء، أن استخدام هذه التقنية لإزاحة مليارات الأطنان من الكربون من الغلاف الجوي سنوياً، يتطلب طاقة أكثر مما هو متوفر في الوقت الحالي، لقصر الاحترار العالمي لنحو 1.5 درجة مئوية.
ولخفض معدل استهلاك الطاقة، طور بعض الباحثين نظام داك، باستخدام مذيبات فيزيائية، لا تتطلب قدراً كبيراً من الطاقة لالتقاط وإطلاق ثاني أكسيد الكربون. كما تقوم الماكينة المستخدمة في العملية، بتوليد الحرارة المطلوبة.
تعكف أفنوس في الوقت الحالي، على إنشاء موقع تشغيلي، قادر على احتجاز 300 طن من ثاني أكسيد الكربون وإنتاج 3 آلاف طن من الماء سنوياً، وذلك بحلول العام المقبل 2024. ولضمان توفير وقود مستدام لقطاع الطيران، تقوم وزارة الدفاع الأميركية برعاية هذا المشروع.
ومن المتوقع، بلوغ تكلفة احتجاز الطن الواحد من الكربون، نحو 500 دولار عند بدء تشغيل الموقع، التكلفة التي تتراجع 50% مقابل إنتاج 500 ألف طن بحلول العام 2028 ولنحو 100 دولار فقط بداية العام 2030.
