أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي سهيل المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن قطاع الكهرباء ركيزة أساسية للتنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي، موضحاً أنه في ظل تسارع وتيرة التحديات العالمية المرتبطة بقطاع الطاقة، بات من الضروري العمل على رسم خريطة طريق جديدة لقطاع الكهرباء في دول الخليج لمواكبة التحولات السريعة حول العالم.
وقال معاليه، خلال كلمته الافتتاحية بمؤتمر كهرباء الخليج الـ 19 «سيجري الخليج 2023» الذي انطلقت فعاليته بأبوظبي، أمس، «قطاع الكهرباء يواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك زيادة الطلب لمواكبة النمو الاقتصادي والسكاني السريع وطموحات الصناعة، ما يتطلب تعاوناً مشتركاً ومشاريع استثمارية نوعية لتلبية الطلب المتزايد، وتحقيق التزاماتنا البيئية، ومن هنا تكمن أهمية التكامل والربط الكهربائي في المنطقة الخليجية، بما يساهم في تعزيز تنمية الطاقة المستدامة في المنطقة، وتعزيز الاستقرار والتعاون بين دولنا». وأكد أهمية رفع مستوى الموثوقية والأمان للأنظمة الكهربائية الخليجية، مع وجود الربط الكهربائي، والتقليل من مخاطر توقف إنتاج محطات الطاقة المتجددة، إلى جانب الاستفادة من تصدير أو استيراد الطاقة الفائضة بحسب وقت الذروة في كل دولة، وغيرها الكثير.
وقال المزروعي: «على المستوى الوطني، ندرك تأثير المتغيرات الكبيرة التي شهدها قطاع الطاقة والكهرباء المتمثلة بأمن الطاقة العالمي، وأيضاً تحدي التغير المناخي؛ لذلك وضعنا استراتيجيات ومشاريع عدة توفر مرونة للقطاع، وتساهم في استدامته، فعلى سبيل المثال، قمنا مؤخراً بتحديث استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، حيث رفعنا مستهدفاتها لتعكس التزامنا القوي بمواجهة تحديات الطاقة والمناخ، ودعم تحقيق أهدافنا المستدامة، كما أطلقنا الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين 2050، وذلك من منطلق إدراكنا بأهمية الهيدروجين كوقود بديل ونظيف ومتجدد، وباعتباره أداة حاسمة لتحقيق مستهدفات الدولة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050، ومتطلبات اتفاقية باريس المناخي».
وأوضح معاليه، أن الإمارات ملتزمة بالعمل على تحقيق استراتيجية الإمارات للطاقة 2050 واستراتيجية الهيدروجين الوطنية 2050، وتعزيز التكامل الكهربائي، وتطوير مشاريع الطاقة النظيفة، وتعزيز الابتكار وتقديم أفضل التقنيات والممارسات في قطاع الطاقة.
وافتتح معالي سهيل المزروعي، أمس، مؤتمر كهرباء الخليج الـ 19 «سيجري الخليج 2023» والمعرض المصاحب له، والذي يقام في أبوظبي بتنظيم من اللجنة الإقليمية لنظم الطاقة الكهربائية لدول مجلس التعاون الخليجي «سيجري الخليج»، بالتعاون مع وزارة الطاقة والبنية التحتية، ودائرة الطاقة بأبوظبي، في الفترة من 13 إلى 15 نوفمبر 2023، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض.
منصة مهمة
يُعد المؤتمر، الذي حضره معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة بأبوظبي، منصة استثنائية للجهات الفاعلة في قطاع الكهرباء على المستويين الخليجي والعالمي، في ظل حضور أكثر من 800 شخصية خليجية وإقليمية ودولية من المختصين في مجال الكهرباء، إلى جانب العديد من الشركات المحلية والعالمية التي ستشارك في المعرض المصاحب، ووفود رفيعة المستوى محلياً وإقليمياً ودولياً، وكذلك الشركات المتخصصة في مجال الطاقة، مما يتيح المجال لتبادل الخبرات حول التجارب ومناقشة المسائل الراهنة، والتعرف إلى آخر المستجدات والتطورات في مجال الطاقة وتبادل الآراء ووجهات النظر حيالها.
بدوره، قال معالي المهندس عويضة مرشد المرر، رئيس دائرة الطاقة - أبوظبي، إن أهمية المؤتمر تكمن في كونها منصة مهمة لبحث ومناقشة مستجدات قطاع الكهرباء كفريق واحد، وعرض قصص النجاح، وفرص التغلب على التحديات المشتركة، وطرح الخطط المستقبلية والتي يتطلع إليها القطاع الخاص الذي برز دوره الكبير في إنجاز الاستثمارات الضخمة في قطاع الكهرباء في أبوظبي.
وأضاف معاليه: «نحن في دائرة الطاقة، كجزء من حكومة أبوظبي، نساهم في صناعة وتحديث السياسات والقوانين المنظمة لقطاع المياه والكهرباء، وتقود دائرة الطاقة عملية التحول المستدام في مجال الطاقة تماشياً مع الاستراتيجيات الاتحادية والمحلية لدولة الإمارات».
نقل الطاقة
من جانبه، ذكر المهندس أحمد الإبراهيم، الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي الخليجي، أن «الهيئة» تستمر في نهجها الاستراتيجي لضمان استمرارية الطاقة لدول مجلس التعاون من خلال نقل الطاقة والتعامل الفوري مع أي احتياجات طارئة.
وقال: «ساهم الرابط الكهربائي الخليجي في دعم شبكات الدول الأعضاء في حالات الطوارئ، ما أدى إلى نجاح الربط الكهربائي في الحفاظ على استمرارية تدفق الطاقة الكهربائية لشبكات الدول الأعضاء دون انقطاع، ونجاح (الهيئة) في تجنب شبكات كهرباء دول مجلس التعاون لأي انقطاع جزئي أو كلي بنسبة 100%، وأسهم المشروع منذ بدء تشغيله في تحقيق وفورات تقدر بنحو 3 مليارات دولار».
وأضاف: «كما تقوم (الهيئة) حالياً بتنفيذ مشاريع لتوسعة الرابط الكهربائي الخليجي، هي توسعة الربط مع دولة الكويت، وتوسعة الربط مع دولة الإمارات، والربط المباشر مع سلطنة عُمان، والربط الكهربائي مع جمهورية العراق».
تعزيز التعاون
أكد المهندس عيسى بن هلال الكواري، رئيس المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء «كهرماء»، أن هذا المؤتمر يعتبر فرصة لتعزيز التعاون الإقليمي وتبادل الخبرات في مجال الكهرباء، مشدداً على التحديات الجماعية التي تواجه الدول المشاركة في ظل الطلب المتزايد على الكهرباء وتزايد المخاوف البيئية.
ولفت إلى أن الاستدامة تمثل إحدى الأولويات الرئيسية، وأن قطر تعمل بجد لتعزيز الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة وتبني ممارسات صديقة للبيئة، مما يضمن مستقبلاً فعّالاً ومستداماً.