أبوظبي (الاتحاد)
قبل أيام من انطلاق مؤتمر الأطراف COP28، دشنت الإمارات وإندونيسيا محطة «شيراتا»، أول مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية العائمة تطوره «مصدر» بالشراكة مع «بي إل إن» التابعة لشركة الكهرباء الحكومية في إندونيسيا، بقدرة 145 ميجاواط تصل إلى «192 ميجاواط عند الذروة»، والتي تعد أكبر محطة من نوعها في جنوب شرق آسيا.
والمشروع يتماشى مع رؤية قيادة الإمارات بتعزيز التعاون الدولي في مجال التنمية المستدامة، ويعكس الجهود الرائدة لشركة مصدر في تطوير مشاريع طاقة متجددة توظف أحدث التقنيات المبتكرة وترتكز على شراكات فاعلة ومتينة.
وتم بناء المحطة على مساحة 250 هكتاراً على سطح مياه سد «شيراتا» الواقع في مقاطعة جاوة الغربية وتسهم المحطة في تزويد 50 ألف منزل بالكهرباء وتفادي انبعاث 214 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
ومع قرب انطلاق مؤتمر الأطراف COP28 في الإمارات، يسهم المشروع في تسليط الضوء على التقنيات المبتكرة مثل الألواح الكهروضوئية العائمة، خاصةً في ضوء الحاجة لتسريع التقدم في قطاع الطاقة النظيفة ومضاعفة القدرة الإنتاجية العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
ويعكس مشروع محطة شيراتا الصداقة الوثيقة التي تربط دولة الإمارات مع جمهورية إندونيسيا في مختلف المجالات، وكذلك علاقات الشراكة الوطيدة بين «مصدر» الشركة الإماراتية الرائدة في مجال الطاقة المتجددة وشركة «بي إل إن نوسانتارا باور» الإندونيسية، وهو امتداد لتاريخ طويل من التعاون بين البلدين في مجالات التجارة والابتكار ونتطلع إلى تعزيز صلات التعاون في المستقبل بما يسهم في دعم تحقيق التحول في قطاع الطاقة الإندونيسي.
ويعتبر تطوير المحطة ثمرة تضافر خبرات وجهود كل من شركة «بي إل إن» الإندونيسية و«مصدر» الإماراتية، في إطار علاقات التعاون بين البلدين، ويجسد التزام مصدر بتطوير حلول تقنية مبتكرة عالمية المستوى تسهم في دعم مساعي الدول لتحقيق التحول المنشود في قطاع الطاقة، حيث اتفقت كل من «مصدر» و«بي إل إن» في أكتوبر الماضي على مضاعفة القدرة الإنتاجية لهذا المشروع البارز بمقدار ثلاث مرات، بما يسهم في دعم جهود إندونيسيا في التخلص من الانبعاثات وتحقيق أهدافها في مجال الحياد المناخي.
وتعتبر محطات الطاقة الشمسية العائمة حلاً فعالاً لدول، مثل إندونيسيا التي تشهد تزايداً في عدد السكان وتتسم بمحدودية مساحة الأراضي، وترتفع كفاءة إنتاجية الألواح الشمسية في مثل هذه المحطات نظراً لقربها من سطح الماء مما يساعد على تبريدها، كما تعمل الألواح العائمة على الحد من التبخر، مما يساهم في المحافظة على المياه العذبة واستخدامها لأغراض الشرب والري.
وتعد إندونيسيا سوقاً استراتيجية رئيسية بالنسبة لشركة «مصدر» في منطقة جنوب شرق آسيا، حيث تتطلع الشركة إلى توسيع محفظة مشاريعها في هذه المنطقة وبالإضافة إلى مشروع شيراتا، دخلت «مصدر» قطاع الطاقة الحرارية الأرضية في إندونيسيا من خلال استثمار استراتيجي في شركة «برتامينا للطاقة الحرارية الأرضية» في فبراير 2023، كما افتتحت «مصدر» أيضاً مكتب أعمال بجاكرتا في عام 2021، بهدف تعزيز العلاقات مع الجهات والشركاء الرئيسيين في المنطقة.
وتخطط إندونيسيا لزيادة حصة الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة لديها وتعهدت بتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2060 أو قبل ذلك. والتزمت إندونيسيا بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 29% بحلول عام 2030، أو بنسبة 41% في حال تلقي المساعدة من المجتمع الدولي.
وتأتي اتفاقية توسيع نطاق مشروع شيراتا لتعكس مدى التزام دولة الإمارات بدعم دول العالم لتحقيق خططها الخاصة بالحد من الانبعاثات الكربونية من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة.
ووفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» فإن توسيع نطاق الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة قد يساهم في توفير التكلفة الإجمالية على الحكومة الإندونيسية بقيمة تصل إلى 51.7 مليار دولار أميركي سنوياً مع الأخذ بعين الاعتبار التكلفة المرتبطة بالتأثيرات السلبية الناتجة عن تلوث الهواء والتغير المناخي.
ووقعت «مصدر» مؤخراً اتفاقية مع «بي إل إن نوسانتارا باور» لتطوير المرحلة الثانية من مشروع محطة «شيراتا» بقدرة تصل إلى 500 ميجاواط، وذلك بعد القوانين الأخيرة الصادرة عن وزارة الأشغال العامة والإسكان في إندونيسيا والتي تسمح بزيادة مساحة المسطحات المائية المخصصة لاستخدامات الطاقة المتجددة لتصل إلى 20%.