حسونة الطيب (أبوظبي)
بينما تنطلق المزيد من السيارات الكهربائية في الطرقات، وينمو الاقتصاد الصيني بوتيرة أكثر بطئاً، ويتبنى طاقة أنظف، من المرجح أن يبلغ الطلب العالمي للوقود الأحفوري، ذروته بحلول العام 2030، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.
ومن المتوقع عند ذلك الوقت، تراجع حصة الوقود الأحفوري في إمدادات الطاقة العالمية، لنحو 73%، بعد أن ظلت ولعقود طويلة، تحوم حول 80%.
لكن يبدو أن تحولاً في طريقة إمداد العالم بالكهرباء، ليس بعيداً، في ظل التطور الذي تشهده تقنيات الطاقة مثل، الرياح والشمسية ومحطات التدفئة والسيارات الكهربائية، وغيرها.
ويتعارض تقرير الوكالة، مع وجهة نظر أوبك، التي تتوقع ارتفاع طلب النفط، بعد فترة طويلة من العام 2030، وتناشد باستثمار تريليونات الدولارات في مشاريع جديدة للنفط.
وتقول الوكالة في تقريرها السنوي، إن ذروة طلب النفط والغاز والفحم، كانت جلية خلال العقد الحالي، وفقاً للسياسات الحكومية الحالية. ويؤكد فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة، أن التحول نحو الطاقة النظيفة حول العالم، ماضٍ بخطى ثابتة، ولا مجال للشك في ذلك.
وبينما يبلغ طلب الوقود الأحفوري ذروته في العام 2030، يمضي الفحم بسرعة في سكة التراجع، ويقترب استهلاك الغاز والنفط، من مستويات الذروة على مدى العقدين التاليين. ويعني بلوغ الذروة، الحاجة لبذل المزيد من الجهود للحد من ارتفاع حرارة كوكب الأرض فوق 1.5 درجة.
وتتوقع الوكالة، أنه وبحلول العام 2030، زيادة عدد السيارات الكهربائية بنحو 10 مرات مما هي عليه الآن، مع بروز سياسات تدعم الطاقة النظيفة في أسواق رئيسية.
ومن المنتظر، أن تشكل السيارات التي تعمل بالكهرباء، 50% من عمليات التسجيل الجديدة في أميركا بحلول العام 2030، بالمقارنة مع توقعات بنحو 12% قبل عامين، حيث يُعزى ذلك وبنسبة كبيرة لقانون خفض التضخم، بحسب وول ستريت جورنال. وفي الوقت الذي شكلت فيه الصين، أكثر من 65% من الزيادة في استهلاك النفط خلال العقد الماضي، إلا أن الزخم وراء عجلة نموها الاقتصادي، آخذ في التباطؤ، حيث أصبحت البلاد قوة ضاربة في مجال الطاقة النظيفة. وحققت الصين، ما يزيد على 50% من المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية في العام 2022.
وتؤكد الوكالة الدولية للطاقة، أن أساس التحول نحو تبني الطاقة النظيفة، يكمُن في زيادة معدلات الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة كافة، بدلاً من في الوقود الأحفوري.
وتدعو كل من فرنسا وإسبانيا وأيرلندا وكينيا و11 دولة أخرى، للتخلص التدريجي من إنتاج الوقود الأحفوري، وذلك قبيل انطلاق فعاليات كوب28 بالإمارات. وتؤكد هذه المجموعة، ضرورة خفض استخدام الوقود الأحفوري، والتخلي عن محطات توليد الكهرباء بالفحم، مع زيادة سعة التي تعمل بالطاقة المتجددة، بنحو 3 أضعاف بحلول العام 2030.
وترى المجموعة، أن تقنيات حجز الكربون وتخزينه، ربما لا تلعب دوراً رئيساً في تخفيف حدة الانبعاثات في قطاعات مثل، صناعة الحديد والأسمنت. ويؤكد بعض خبراء قطاع النفط والغاز، ضرورة التركيز على خفض معدل الانبعاثات بدلاً من معدل الإنتاج.