مصطفى عبد العظيم (دبي)
اختتم منتدى دبي للأعمال فعالياته أمس بإبراز الدور المحوري لمجتمع الأعمال والقطاع الخاص في دعم جهود تسريع العمل المناخي والتحول الرقمي في القطاعات الاقتصادية المختلفة، حيث شهد المنتدى الذي تنظمه غرف دبي، توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الاستدامة والتمويل والتكنولوجيا الرقمية.
وخلال جلسة بعنوان «تسريع العمل المناخي بالتعاون مع الأعمال التجارية والخيرية»، أوضح بدر جعفر الممثل الخاص للأعمال التجارية والخيرية في مؤتمر الأطراف كوب28، والرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع، كيف يمكن لقادة الأعمال التجارية والخيرية على مستوى العالم المشاركة بفعالية أكبر في المساعي العالمية لمكافحة تغير المناخ والتدهور الطبيعي، وتحديداً في سد النقص التمويلي البالغ 4 تريليونات دولار سنوياً لتحقيق أهداف صافي الصفر ودعم مبادرات التأقلم مع تغير المناخ وعكس الخسائر الطبيعية.
وقال جعفر: «في مبادرة هي الأولى من نوعها لمؤتمرات الأطراف COP، ستنظم رئاسة كوب28 منتدى المناخ للأعمال التجارية والخيرية للتشجيع على توظيف البراعة والقدرات الفذة التي يتمتع بها القطاع الخاص».
وشهد المنتدى توقيع شركة لوتاه للوقود الحيوي، مذكرة تفاهم مع مجموعة فنادق ومنتجعات أتموسفير في جمهورية المالديف لإنتاج وتوفير وقود الديزل الحيوي، وإعادة تدوير زيت الطهي المستعمل في المالديف.
جاء توقيع مذكرة التفاهم بحضور معالي فيصل نسيم، نائب رئيس جمهورية المالديف، وفيصل جمعة خلفان بلهول، نائب رئيس مجلس إدارة غرف دبي، ومحمد علي راشد لوتاه، مدير عام غرف دبي، حيث وقع الاتفاقية يوسف بن سعيد لوتاه، الرئيس التنفيذي لشركة لوتاه للوقود الحيوي، وإسماعيل حلمي، رئيس مجلس إدارة مجموعة فنادق ومنتجعات أتموسفير.
وتدعم مذكرة التفاهم طموح الإمارات العربية المتحدة بأن تصبح مركزاً للاستدامة والاقتصاد الدائري خصوصاً مع قرب استضافة الدولة لمؤتمر الأطراف (كوب 28)، كما تدعم جهود التوسع الخارجي للشركات الإماراتية خصوصاً مع تصدير التكنولوجيا الإماراتية عبر شركة لوتاه للوقود الحيوي إلى المالديف. وتنسجم بنود مذكرة التفاهم مع أهداف جمهورية المالديف في تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2030.
الذكاء الاصطناعي
بدوره أشار المسؤول التنفيذي السابق لدى شركة «جوجل» إلى المخاطر والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن استخدام الذكاء الاصطناعي سيسهم في تقليل تكلفة الأعمال وتحسين العوائد.
وأوضح سودر أن الذكاء الاصطناعي سيطلق جيلاً جديداً من رواد الأعمال، والكثير من هذه الشركات الناشئة ستتخذ دبي مركزاً لها بفضل سياسات النمو التي تقوم بها الحكومة، وبفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها غرف دبي في التعريف بالإمارة، ودعم أعضائها في إيجاد أسواق جديدة لأعمالهم وتقديم قراءات ودراسات تحليلية للكلفة والعوائد الاستثمارية.
بدورها أشارت نور سويد المدير العام في «جلوبال فنشرز»، إلى أهمية دور الاستثمارات المرتبطة بالتكنولوجيا في تعزيز الاقتصاد الرقمي من خلال التركيز على القطاعات المؤثرة بما فيها الزراعة والصحة، مشيرةً إلى أن الهدف الرئيسي هو تأسيس بنى تحتية قادرة على إيجاد حلول للتحديات، ومواكبة التطورات التي نتوقعها خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
وقال رونالدو مشحور، نائب رئيس «أمازون» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الانطلاقة والريادة التي حققتها دبي بفضل مدينة دبي للإنترنت واستثمارها في مجال الاتصالات والإنترنت، الأمر الذي عزز من مكانتها كوجهة جاذبة للاستثمار، مشيراً إلى أن ذلك ترافق مع رؤية حكومية قادرة على قراءة المستقبل والتكيف معه، فدبي اليوم أصبحت مركزاً للنجاح ولديها أجيال من رواد الأعمال القادرين على إطلاق المزيد من قصص النجاح في هذا المجال.
السياحة والنمو
وقال عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إن توجيهات القيادة الحكيمة لإمارة دبي واستراتيجياتها الواضحة أسهمت في نجاح التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان ريادة دبي في القطاع السياحي. حيث أصبح القطاع اليوم ركيزة أساسية لتعزيز اقتصاد الإمارة. كما نجحت في خلق بيئة محفزة ترغب الجنسيات المتعددة الثقافات في زيارتها.
وأضاف «نحن نتطلع في دبي إلى تعزيز القطاع السياحي من خلال الاهتمام بالتراث والثقافة التي تشكل محاور جاذبة للسياح إلى جانب السياحة البحرية وسياحة الأعمال. وفي نفس الوقت نعمل على تطوير مشاريع فندقية مميزة. لذا فإن دبي تتمتع بتوازن مثالي بين التراث والهندسة المعمارية الحديثة، كما أن استراتيجيتنا في هذا الإطار مستمرة في التطور حتى نصل إلى هدفنا وهو أن تصبح دبي أحد أهم الوجهات الثلاث الأكثر زيارة على مستوى العالم».