عدد اليوم
مصطفى عبد العظيم (دبي)
جذبت المنتجعات الشاطئية والفنادق القريبة من مراكز التسوق والمتنزهات الترفيهية، أعداداً كبيرة من الأسر والعائلات خلال عيد الأضحى المبارك، واستحوذت على النصيب الأكبر من خيارات السياحة الداخلية خلال العطلة الممتدة حتى يوم الأحد المقبل.
ووفقاً لرؤساء ومديري فنادق وشركات ضيافة، سجلت العديد من الفنادق والمنتجعات، في مختلف أنحاء الدولة، مستويات إشغال مرتفعة، تراوحت بين 85 و95% خلال العطلة، مع تفضيل نسبة كبيرة من الأسر خيار الإقامة الفندقية التي توفر لهم شواطئ خاصة ونشاطات ترفيهية وتجربة تسوق وترفيه متميزة.
وأوضح هؤلاء أن الطلب من السياحة الداخلية، ارتفع بقوة خلال عطلة العيد التي تزامنت مع انتهاء العام الدراسي، ودخول موسم الصيف، لافتين إلى أن النزلاء من السوق المحلي يشكلون ما بين 40 و50% من النزلاء في العديد من الفنادق والمنتجعات.
وتوقع مديرو فنادق أن يتواصل الطلب من السياحة الداخلية على الحجوزات الفندقية خلال موسم الصيف الجاري، تزامناً مع النمو الكبير في التدفقات السياحية من دول مجلس التعاون الخليجي وعودة الحركة من الأسواق الدولية الرئيسية إلى مستوياتها القوية، فضلاً عن التدفقات القادمة من الأسواق الجديدة.
ارتفاع الحجوزات
وقال غاي هاتشينسون، الرئيس، المدير التنفيذي لشركة روتانا لإدارة الفنادق، إن فنادق روتانا شهدت ارتفاع نسب الحجوزات لعطلة عيد الأضحى، وكذلك خلال فترة الصيف بشكل عام، مشيراً إلى ارتفاع الحجوزات خلال عيد الأضحى إلى ما يقارب 90% في مختلف منتجعات الشركة، وإلى نحو 80% في الفنادق، حيث شهدنا إقبالاً كبيراً من العائلات من السوق الداخلي، وكذلك من السياح القادمين من الأسواق الخارجية.
وتوقع هاتشينسون، استمرار الإقبال على الحجوزات خلال هذه الفترة وتحديداً على الفنادق التي تقع بالقرب من الشواطئ، مشيراً إلى الدور الكبير الذي تلعبه مختلف الفعاليات والتجارب الصيفية الجديدة والمرافق الترفيهية المتنوعة، في مختلف إمارات الدولة في جذب المزيد من السياح من الخارج، إضافة إلى رغبة سكان بتمضية فصل الصيف بصحبة أصدقائهم وعائلاتهم.
وشهدت دولة الإمارات خلال السنوات القليلة الماضية ضخ استثمارات كبيرة في مشاريع ومرافق ومتنزهات ترفيهية عالمية ومنتجعات شاطئية خلابة، لتشكل اليوم إضافة نوعية للقطاع السياحي بالدولة، وأحد عوامل الجذب الرئيسية للسياحة الداخلية والخارجية، لما توفره من خيارات متنوعة لجميع الفئات والأعمار على مدار العام.
وجهات سياحية
وشهدت أبوظبي مؤخراً افتتاح وجهات سياحية وترفيهية جديدة، مثل «سي وورلد جزيرة ياس أبوظبي»، أول مدينة ترفيهية للأحياء البحرية في الشرق الأوسط، والتي تقدم تجارب فريدة ومغامرات مشوقة تحمل الضيوف من مختلف الأعمار في رحلة لا تنسى، فيما شهدت جزيرة الريم مؤخراً، وتحديداً في الريم مول، افتتاح «سنو أبوظبي»، أول حديقة ثلجية داخلية في العاصمة الإماراتية، والتي تضم 20 لعبة ونقطة جذب، إضافة إلى وجهات «عالم فيراري أبوظبي»، و«عالم وارنر براذرز أبوظبي»، و«كلايم أبوظبي»، و«ياس ووتروورلد أبوظبي»، ومشروع القناة بالأخص «ناشونال أكواريوم أبوظبي» و«أدرينارك أدفنتشر».
كما تشكل المدن الترفيهية المتنوعة في دبي مثل «دبي باركس آند ريزورتس»، المدينة الترفيهية الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط والوجهة العائلية الأبرز للمرح والترفيه، والتي توفر أكثر من 100 لعبة ووجهة ترفيهية مميزة، وكذلك «أي إم جي» و«سكي دبي» و«ذا جرين بلانيت»، فضلاً عن مراكز التسوق العديدة المنتشرة في مختلف أرجاء الإمارة، وجهات رئيسية للسياحة الداخلية التي تعزز بدورها من إشغال الفنادق والمنتجعات القريبة لهذه المرافق.
خيارات فندقية
وقال باتريك أنطاكي، الرئيس التنفيذي للعمليات – إدارة الضيافة القابضة «إتش ام إتش»، إن فنادق المجموعة في دولة الإمارات، سجلت معدلات إشغال مرتفعة خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، خاصة الفنادق الشاطئية منها في الشارقة وعجمان، لافتاً إلى أن الطلب القوي من السوق المحلي واستمرار التدفقات من الأسواق الدولية الرئيسية، عززا من قوة الإشغال.
وتوقع الرئيس التنفيذي للعمليات – إدارة الضيافة القابضة «إتش ام إتش» التي تدير حالياً 13 منشأة فندقية ومنتجعاً داخل وخارج السوق الإماراتية بطاقة تصل إلى 2032 غرفة من مختلف الفئات، أن يتواصل الطلب القوي من السوق المحلي خلال موسم الصيف الجاري، في ظل الخيارات القوية التي توفرها الفنادق في دولة الإمارات، سواء الفنادق والمنتجعات الشاطئية التي تشكل ملاذاً مهماً للأسر والعائلات لقضاء عطلات أسبوعية قصيرة أو إقامات طويلة خلال موسم الصيف، أو تلك القريبة من مراكز التسوق والمرافق الترفيهية وأيضاً الفنادق التي توفر إقامات نوعية لفئات الشاب وجيل الألفية، حيث يتزايد الطلب على الإقامة في هذه الشريحة الجديدة.
تجارب متنوعة
من جهته، قال خوان كارلوس رينا، المدير العام لفندق ديوكس ذا بالم «إن الفندق يسجل نسبة إشغال مرتفعة خلال عطلة عيد الأضحى»، مشيراً إلى أن إشغال الفنادق يميل عادة خلال مواسم العطلات إلى الارتفاع بشكل كبير، وذلك بسبب عوامل عدة، أبرزها التجمعات العائلية من داخل الدولة، والتدفقات السياحية من الخارج، إضافة إلى الفعاليات الثقافية والسياحة والعروض الخاصة، وغيرها من الأحداث والنشاطات الصيفية.
وأضاف رينا أن فنادق ديوكس تستقطب شريحة واسعة من الضيوف أساسها السياح الأجانب القادمون من المملكة المتحدة وألمانيا وروسيا، وكذلك السياح المحليون، خاصة خلال فصل الصيف، حيث يبحث هؤلاء الزوار عن تجربة رائعة لقضاء العطلات، خاصة أن للفنادق موقعاً خلاباً ووسائل راحة عالمية المستوى، ووسائل راحة مناسبة للعائلة مثل الأجنحة العائلية ومناطق لعب الأطفال ونادي الأطفال، بالإضافة إلى توافر منافذ تناول الطعام والشراب والشواطئ الخاصة التي توفر ملاذًا مثالياً لمن يبحث عن عطلة صيفية ممتعة.
إقبال قوي
بدوره، أشار نادر غوشة، مدير عام منتجع ريو في دبي، إلى وجود إقبال قوي على الإقامات الفندقية خلال عطلة عيد الأضحى، خاصة الإقامات الممتدة لثلاث ليال من 27 يونيو، لافتاً إلى أن ارتفاع الطلب من السياحة الداخلية التي تشكل نحو 40% من نزلاء المنتجع، مقابل 60% من النزلاء من الأسواق الدولية، خاصة من روسيا وألمانيا والمملكة المتحدة.
وأوضح أن معدل الإشغال بالمنتجع الذي يضم أكثر من 800 غرفة وجناح، ارتفع خلال عطلة العيد إلى نحو 95%، بنسبة زيادة تقدر بنحو 30% عن متوسط إشغال عيد الأضحى في العام الماضي.
وقال مدير عام فندق ريو دبي، إن الانتعاش السياحي الذي تشهده دولة الإمارات ودبي منذ بداية العام الجاري، أسهم في رفع مؤشرات أداء القطاع الفندقي بوجه عام لمستويات قياسية، سواء على صعيد الإشغال أو الأسعار أو العائد على الغرف المتاحة، موضحاً أن المنتجع حقق نمواً كبيراً في الإشغال والأسعار منذ بداية العام مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
وعلى صعيد الأسواق، أشار غوشة إلى قوة الطلب من الأسواق الخارجية التي تشكل النسبة الأكبر من نزلاء المنتجع.
العطلات الطويلة
من جهته، أشار سفيان الزعراوي، مدير عام فندق نوفوتيل دبي البرشاء، إلى وجود طلب إيجابي متزايد على حجوزات الغرف الفندقية والإقامة الممتدة خلال العطلات الطويلة والإجازات الصيفية، ويرتكز هذا الإقبال بشكل أساسي على السيّاح القادمين من وجهات مختلفة مثل الهند وجنوب شرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي خلال فصل الصيف.
وأضاف: «شهدنا زيادة إيجابية في مستويات الإشغال في فنادقنا، ونتوقع الاستمرار بالاتجاه المماثل طيلة أيام الصيف وحتى نهاية العام، مشيراً إلى قوة الطلب السياحي على دولة الإمارات العربية المتحدة وما تقدمه من خيارات ووجهات سياحية متنوعة أمام السياح وما تتمتع به من التنوع الثقافي والاجتماعي وسهولة الحصول على التأشيرة السياحية وتسيير الرحلات الجوية من مختلف أنحاء العالم بشكلٍ يومي».
وأشار الزعراوي إلى دور صناعة المعارض والمؤتمرات واستضافة الأحداث الدولية الكبرى على غرار إكسبو 2020 دبي، ومؤتمر الأطراف كوب 28 الذي سيقام في دبي، نهاية شهر نوفمبر المقبل، ما يجعلها أيضاً وجهة مثالية لرجال الأعمال، مؤكداً أن هذه الأحداث تنعكس بشكل إيجابي قوي على الحجوزات الفندقية الإجمالية التي يتوقع أن تحافظ على مستوياتها المرتفعة حتى نهاية العام.
