سيد الحجار (أبوظبي)
ارتفعت الطاقة الإنتاجية لمشاريع الشركة الوطنية للتبريد المركزي، «تبريد»، إلى 1.276 مليون طن تبريد، مع إضافة مزيد من العملاء والمشاريع الجديدة خلال الربع الأول من العام الحالي بواقع 12 ألف طن تبريد في الإمارات وسلطنة عمان، بحسب خالد عبدالله المرزوقي، الرئيس التنفيذي للشركة، متوقعاً زيادة الطاقة الإنتاجية لمحطات تبريد بنحو 9 إلى 10 % نهاية العام الحالي.
وقال المرزوقي لـ«الاتحاد»، إن الشركة تواصل زيادة السعة الإنتاجية لمشاريعها، سواء من خلال إضافة محطات جديدة أو زيادة الطاقة الإنتاجية للمحطات القائمة حالياً، لاسيما بالسوقين الإماراتي والسعودي، موضحاً أن شهر فبراير الماضي، شهد دخول صندوق الاستثمارات العامة في السعودية كشريك في «تبريد السعودية» بحصّة 30 %، ما يعكس تركيز الشركة المستمر على الأسواق عالية النمو.
وأوضح، أن أعمال «تبريد» تنتشر حالياً في الإمارات والسعودية والبحرين وسلطنة عمان، والهند، بالإضافة إلى مصر.
أشار المرزوقي إلى اهتمام «تبريد» بسوق الهند، موضحاً أنها تمثل سوقاً استراتيجياً رئيسياً وشريكاً مهمّاً للشركة، باعتبارها من الدول الأكثر كثافةً من حيث السكان، وأحد أسرع الاقتصادات نموّاً على مستوى العالم.
وأعلنت «تبريد» مؤخراً إنجاز أول صفقة لتبريد المناطق في الهند، عبر تحالف استراتيجي مع شركة «تاتا للعقارات والبنية التحتية المحدودة»، باستثمار تصل قيمته إلى 44.34 مليون درهم، لتطوير منطقة «إنتيليون بارك» الاقتصادية الخاصة بشركة «تاتا للعقارات» في جوروغرام شمال الهند.
وأوضح، أن الشركة دخلت إلى السوق المصري بداية العام الماضي، عقب الإعلان عن مشروعها في مول D5M الجديد في القاهرة، كما وقعت سبتمبر الماضي اتفاقية مع شركة المصريين لخدمات الرعاية الصحية، لتقديم خدمات طاقة المناطق لمشروع المدينة الطبية الجديدة «كابيتال ميد»، موضحاً أن الدخول للسوق المصري جزء من خطط الشركة طويلة المدى للنمو المستدام خارج حدودها الجغرافية التقليدية.
تبريد المناطق
وأوضح المرزوقي أن الاستدامة تعد إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها شركة «تبريد»، حيث تحرص الشركة على تحقيق كفاءة الطاقة من أجل منع انبعاث كميات هائلة من غازات الاحتباس الحراري.
وأكد أن «تبريد» المناطق أكثر كفاءة في استخدام الطاقة من أساليب التبريد التقليدية بنسبة تقارب الـ50%، علماً بأن 70% من الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها بالإمارات أو منطقة الخليج تذهب إلى التبريد.
وأضاف: على سبيل المثال، فإن التبريد التقليدي يستهلك تقريباً 1.2 إلى 1.4 كيلواط لكل طن تبريد، فيما يستهلك تبريد المناطق نحو 0.7 كيلوواط لكل طن.
وذكر أن عمليات شركة تبريد، ساهمت العام الماضي في توفير ما يوازي 2.3 مليون كيلوواط/ ساعة من الطاقة الكهربائية، ما يكفي احتياجات 135 ألف منزل، وتوفير 1.4 مليون طن تبريد من ثاني أكسيد الكربون ومنع إطلاقه إلى الغلاف الجوي، ما يعادل إزالة ما يقرب من 30 ألف مركبة من الطرق سنوياً.
وتابع: بجانب أهمية «تبريد المناطق» في خفض كفاءة استهلاك الطاقة، يسهم في توفير مساحات كبيرة للمطورين، حيث يتم إنشاء المحطات في مواقع غير رئيسية بالمشروع، مع توصيل خدمات التبريد عبر شبكات المياه، ما يمنح صاحب المشروع الحرية في التصميم، فضلاً عن توفير التكاليف عبر عدم هدر مساحات الأراضي، لاسيما بالمناطق التي تضم أراضي مرتفعة القيمة السعرية، بجانب تجنب التلوث الصوتي والحراري. وأضاف أن المطورين باتوا يفضلون هذه النظم في كل مشاريعهم، مثل منطقة الداون تاون بدبي، وجزيرة السعديات، وجزيرة المارية، وجزيرة السعديات بأبوظبي.
استحواذات كبري
وأوضح المرزوقي، أن «تبريد» كشفت خلال الفترة الأخيرة عن استحواذات كبرى، تشمل محطات بمناطق بارزة مثل مدينة مصدر، ومنطقة وسط دبي، وجزيرة السعديات، ما ساهم في تعزيز أعمال الشركة بالإمارات.
وأشار إلى أن الاستحواذ يعود بالنفع على الطرفين، حيث تستفيد «تبريد» من زيادة أصولها، فضلاً عن إدارة المحطات بطريقة أكثر كفاءة، ما يعزز من خفض تكاليف الطاقة والمياه وزيادة الإيرادات، فيما يستفيد الطرف الآخر بالحصول على سيولة لزيادة أعماله بالقطاعات الأخرى، بجانب الاستفادة من تحميل أعمال التبريد لشركة متخصصة، لتوفير خدمات أفضل في التشغيل والصيانة.
86 محطة تبريد
أوضح خالد المرزوقي أن شركة تبريد توفر حالياً من خلال 86 محطة ما يفوق 1.276 مليون طن تبريد يصل لعدد من أبرز المشاريع، مثل جامع الشيخ زايد الكبير، وياس مول، وكليفلاند كلينك أبوظبي، وفيراري أبوظبي، وياس ووترورلد أبوظبي، ومترو دبي، ودبي باركس آند ريزورتس، وبرج خليفة، وجميع المشاريع التطويرية في جزيرة المارية في أبوظبي، وجزيرة ياس، ومرفأ البحرين المالي في البحرين، بالإضافة إلى مشروع جبل عمر بمدينة مكّة المكرمة في المملكة العربية السعودية، بجانب العديد من الفنادق والمستشفيات والأبراج السكنية والتجارية.
وأوضح أن «تبريد» تحتفل اليوم بمرور 25 عاماً على إنشاء الشركة وتنفيذ أول محطة عام 1988، حيث تعد الشركة واحدة من أكبر شركات التبريد في العالم.
وقال المرزوقي: إن الشركة تعتزم تدشين محطات جديدة لتبريد المناطق ضمن خططها التوسعية في المنطقة.