سيد الحجار (أبوظبي)
أكد القبطان عبد الكريم المصعبي الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك للإمداد والخدمات، أن الشركة تستهدف البحث عن فرص في قطاعات تجارية جديدة، مثل الخدمات المتعلقة بالحد من انبعاثات الكربون، والتي يتوقع أن تسهم في تعزيز فرض النمو، موضحاً أن استراتيجية الشركة قد تشمل أيضا عمليات استحواذ ومشاريع مشتركة في المستقبل، كما تسعى لتوسيع نطاق العمليات والتواجد الجغرافي خارج الإمارات.
وقال المصعبي لـ«الاتحاد»، إن الشركة تمتلك مكانة راسخة تؤهلها للاستفادة من خطط «أدنوك» الطموحة للنمو والتطور، وتلبية الطلب العالمي المتزايد على إمدادات الطاقة الموثوقة ومنخفضة الانبعاثات، موضحا أن إعلان أدنوك عن نية طرح حصة أقلية من أسهم «أدنوك للإمداد والخدمات» يعد بمثابة خطوة جديدة في مسيرة تطور أعمال المجموعة وتوسيع قاعدة استثماراتها.
وأضاف: سيمكننا الطرح العام الأولي من أن نكون أكثر مرونة وديناميكية وسيساعدنا في الاستفادة من إمكانياتنا الكاملة من خلال خلق فرص لتوسيع نطاق عملنا في الإمارات وخارجها، وستساعدنا زيادة السيولة وجذب مصادر رأسمالية جديدة على تسريع وتيرة النمو وتعزيز ريادتنا للسوق.
وأعلنت «أدنوك»، الأسبوع الماضي، عن نيتها طرح حصة أقلية تمثل نسبة 15% من أسهم «أدنوك للإمداد والخدمات» في سوق أبوظبي للأوراق المالية، ومن المتوقع أن يبدأ الاكتتاب على أسهم الطرح بتاريخ 16 مايو 2023، على أن يتم الإدراج في سوق أبوظبي في 1 يونيو 2023.
وأوضح المصعبي، أن الشركة تستهدف تحقيق نمو بحوالي 10% على أساس سنوي على المدى المتوسط، وذلك من خلال ترسية عقود جديدة على الشركة على المدى القريب وتوسعة نطاق خدماتها المتاحة عبر منصة الخدمات اللوجستية وتحسين إعادة توزيع سفن السحب/الرفع وتوسيع نطاق أساطيل ناقلات النفط الخام الضخمة والغاز الطبيعي المسال.
انتشار جغرافي
وقال المصعبي: نتوقع فرصًا واعدة لتوسيع نطاق انتشارنا الجغرافي من خلال زيادة استكشاف الطاقة في شمال أفريقيا ودول مجلس التعاون الخليجي والبنية التحتية لمحطات استيراد الغاز الطبيعي المسال والطلب على سفن السحب/ الرفع في الصين والشرق الأقصى.
وتابع: قد تشمل استراتيجيتنا أيضاً عمليات استحواذ ومشاريع مشتركة في المستقبل، بما في ذلك قطاعات التجارية الجديدة، حيث نجحنا نوفمبر الماضي في إتمام عملية الاستحواذ على «زاخر مارين إنترناشيونال» والتي سيستمر عملها كشركة تابعة مملوكة بالكامل لأدنوك للإمداد والخدمات، وكان هذا الاستحواذ جزءاً من برنامجنا لخلق القيمة الاستراتيجية وتعزيز التزامنا بتحقيق النمو ودفع عجلة الاستثمار في الإمارات.
وأكد المصعبي، أن الشركة تواصل تنفيذ عمليات أخرى، منها عمليات الاستحواذ والشراكات والمشاريع المشتركة مع تحقيق أهدافها الاستراتيجية واتباع معايير صارمة في عملية فحص الموقفِ الضريبي والقضائي للوقوفِ على وضع شركائنا الجدد.
استثمارات أدنوك
وقال المصعبي: نتوقع أن يكون برنامج الاستثمار الضخم لأدنوك بقيمة 150 مليار دولار بين 2023 و2027 محفزاً قوياً لنا لتحقيق النمو المنشود، ونستهدف مضاعفة أحجام إنتاج أدنوك بحلول 2030، وفي نفس الوقت زيادة حصتنا في صادرات أدنوك مستقبلًا.
وأكد أن الشركة تعتزم تعزيز استثماراتها لدعم صادرات أدنوك من المنتجات الحالية والجديدة، مثل مشتقات الهيدروجين وتوسيع نطاق حلولنا وخدماتنا البحرية المتطورة، مشيرا إلى التركيز على الحلول منخفضة الكربون ودفع التقدم في التحوّل في قطاع الطاقة، والمساهمة في جهود الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، بما يتماشى مع هداف إزالة الكربون الخاصة بالمنظمة البحرية الدولية.
وقال المصعبي: نعمل على خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية من الشحن الدولي بمقدار 50% على الأقل بحلول عام 2050 (مقارنةً بعام 2008)، وخاصةً لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل عملية نقل بنسبة 40% على الأقل بحلول عام 2030 مع استهداف ما نسبته 70% بحلول عام 2050 مقارنة بعام 2008.
وأوضح أن الشركة استثمرت نحو 2 مليار دولار (7.36 مليار درهم) في بناء سفن جديدة مراعية للبيئة خلال الفترة من 2023 إلى 2026.
حلول لوجيستية
وأكد المصعبي، أن أدنوك للإمداد والخدمات، ذراع الخدمات اللوجستية المخصصة والحيوية لمجموعة أدنوك، تقدم حلولاً بحرية ولوجستية رائدة في السوق وموثوقة وتنافسية من حيث التكلفة من خلال وحدات الأعمال الرئيسية الثلاث وهي، «الخدمات اللوجستية المتكاملة» التي يتم من خلالها تقديم حلول لوجستية متكاملة لقطاع الطاقة وتقوم بتشغيل أحد أكبر القواعد اللوجستية لقطاع الطاقة في الخليج في المصفح وواحد من أكبر المستودعات الفردية في الشرق الأوسط في منطقة خليفة الاقتصادية.
وأضاف: وحدة الأعمال الثانية تتمثل في «الشحن»، الذي نمتلك وندير من خلاله أحد أكبر أساطيل الشحن المتنوعة والحديثة في منطقة الخليج والذي يضم 500 سفينة حديثة ومتطورة تقنياً.
وتابع: فيما يتم من خلال «الخدمات البحرية» تقديم مجموعة كبيرة من الخدمات المتخصصة للمحطات البحرية وعمليات تشغيل الموانئ البترولية في إمارة أبوظبي وعمليات الاستجابة للانسكابات النفطية والمواد الخطرة والضارة.
وأوضح المصعبي أن الشركة توفر خدماتها لأكثر من 100 عميل على مستوى العالم وتقوم بالشحن لأكثر من 50 دولة في أنحاء العالم.
الأداء المالي
وقال المصعبي: ينعكس أداؤنا المالي القوي في إجمالي الإيرادات وزيادة هامش الأرباح، وفي السنة المالية 2022، حققنا أرباحنا مبدئية (شاملة عملية دمج «زاخر مارين إنترناشيونال») قدرها 2.3 مليار دولار مع هامش الأرباح المعدّل قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاك وإطفاء الدين بقيمة 600 مليون دولار، وارتفعت الإيرادات المبدئية بمعدل نمو سنوي مركب يتجاوز 20% بين 2017 و2022.
وأضاف: نستهدف تحقيق هامش أرباح قبل خصم الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الديون بنحو 30% في 2023، وعلى المدى المتوسط، نستهدف تحقيق متوسط نمو للأرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الديون بنسب منخفضة وبمعدل أرباح قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الديون يبلغ 35%
وتابع: تخضع أهدافنا لعوامل مثل ظروف السوق السائدة، وعلى الرغم من ذلك، توفر لنا العقود والاتفاقات طويلة المدى مع عميلنا الأساسي (مجموعة أدنوك) حماية كبيرة عن المخاطر الناتجة عن تقلبات الأسعار.
955 مليون درهم توزيعات الأرباح
أكد عبدالكريم المصعبي، أن طرح حصة أقلية من أسهم أدنوك للإمداد والخدمات يعزز مكانة دولة الإمارات كوجهة اقتصادية واستثمارية عالمية، فضلا عن تعزيز جاذبية السوق من خلال استقطاب استثمارات أجنبية وإتاحة الفرصة للمستثمرين من الأفراد والمؤسسات للمشاركة في الاكتتاب والاستفادة من نمو الشركة المستقبلي. وأوضح، أن «أدنوك للإمداد والخدمات» تستهدف دفع توزيعات أرباح تبلغ قيمتها 954.9 مليون درهم (260 مليون دولار) عن السنة المنتهية في 31 ديسمبر 2023، منها 238.7 مليون درهم (65 مليون دولار) سيتم دفعها في أكتوبر 2023، مع دفع 477.4 مليون درهم (130 مليون دولار) أخرى في أبريل 2024. كما تتوقع الشركة زيادة توزيعات الأرباح بنسبة 5% سنوياً على المدى المتوسط. وأكد أن الشركة تتيح فرصة تجمع بين توزيعات الأرباح واستراتيجية النمو المستدامة والقوية، مضيفا «انطلاقًا من سعينا لزيادة الهوامش وتحقيق نمو مربح مستدام، سنحافظ على تدفقات نقدية قوية لتمكيننا من دفع توزيعات أرباح تنافسي للمساهمين.