دبي (الاتحاد) تسارع نمو الاقتصاد غير المنتج للنفط في دبي إلى أعلى مستوى له خلال ثمانية أشهر في شهر أبريل 2023، مدعوماً بارتفاع الطلبات الجديدة وزيادة المبيعات والأنشطة التجارية والسياحية، وفقاً لنتائج مؤشر مديري المشتريات.
وارتفع مؤشر مديري المشتريات الرئيس لشهر أبريل، التابع لمؤسسة «ستاندرد آند بورز»، والذي يراقب حركة الاقتصاد بدبي، من خلال قياس التغيرات في الإنتاج والطلبيات الجديدة والتوظيف ومواعيد تسليم الموردين ومخزون السلع المشتراة، إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر، مسجلاً 56.4 نقطة بعد أن سجل 55.5 نقطة في شهر مارس، ليسجل ثاني أسرع معدل منذ منتصف عام 2019.
ووفقاً لنتائج المؤشر، شهدت حوالي 29% من الشركات المشاركة في الدراسة توسعاً منذ الشهر السابق، مقارنة بـ 4% سجلت انخفاضاً، فيما كان العملاء الجدد وانخفاض الأسعار وزيادة نشاط السوق كلها عوامل أدت إلى زيادة حجم المبيعات.
التحسن المستمر في سلاسل التوريد
ومن بين القطاعات الثلاثة المشمولة بالدراسة، تصدر قطاعا السفر والسياحة والجملة والتجزئة تحسن المبيعات، حيث وصلت الزيادات إلى أعلى مستوياتها المسجلة في ثمانية وستة أشهر على التوالي.
وأسهم نمو المبيعات في زيادة أقوى قليلاً في النشاط غير المنتج للنفط في بداية الربع الثاني، بينما تسارع معدل التوسع للشهر الرابع على التوالي، وكان الأسرع منذ شهر سبتمبر 2022 وأعلى بكثير من متوسط الدراسة.
وأشارت الدراسة التي ارتكزت عليها نتائج المؤشر، إلى علامات متعددة على التحسن المستمر في سلاسل التوريد، وانخفاض متوسط مدد تسليم مستلزمات الإنتاج للشهر الرابع على التوالي، حيث لاحظت الشركات أن المورّدين تمكنوا في الغالب من التسليم بسرعة أكبر عند الطلب.
وإلى جانب تحسن توقعات الطلب، شجع هذا الشركات على زيادة مخزون مستلزمات الإنتاج. على الرغم من تباطؤه منذ مارس، كان الارتفاع الإجمالي في مخزون مستلزمات الإنتاج هو ثاني أسرع ارتفاع منذ شهر أغسطس 2020.
وسعت الشركات أيضاً إلى زيادة أعداد العمالة في شهر أبريل استجابة لزيادة متطلبات الإنتاج، في الوقت نفسه، تمتعت الشركات بمزيد من الاستقرار في التكاليف، حيث لم يتغير متوسط أسعار مستلزمات الإنتاج على نطاق واسع منذ فترة الدراسة السابقة. وقوبلت الزيادة الطفيفة في التكاليف في قطاع الإنشاءات في الغالب بتخفيضات في قطاعي الجملة والتجزئة والسفر والسياحة، ما منح الشركات مساحة أكبر في تحديد الأسعار.
زيادة زخم المبيعات
وقال ديفد أوين، الباحث الاقتصادي في «ستاندرد آند بورز جلوبال ماركيت انتيلجانس»، إن زيادة زخم المبيعات في قطاعي السفر والسياحة والجملة والتجزئة ساعدت في وصول مؤشر مديري المشتريات في دبي إلى أعلى مستوى له في ثمانية أشهر، مسجلاً 56.4 نقطة في شهر أبريل، ما يشير إلى تحسن قوي في أحوال الاقتصاد غير المنتج للنفط.
وأوضح أن هذا الانتعاش أدى إلى نمو الأعمال بواحد من أسرع المعدلات منذ منتصف عام 2019، حيث زادت الأعمال الجديدة بدرجة أكبر بكثير مما كانت عليه في شهر مارس، وارتفعت مستويات النشاط بسرعة أكبر.
وأضاف: «كما استفاد النمو من الجهود المتواصلة التي تبذلها الشركات لزيادة المخزون في ضوء توقعات الطلب الواعدة، بالإضافة إلى تعيين موظفين لدعم زيادة أعباء العمل، فيما استفادت الشركات من ضعف التكاليف».