شريف عادل (واشنطن)
أعلنت شركة آبل يوم الخميس الماضي، تحقيق إيرادات وأرباح فصلية أعلى من التوقعات، مع ارتفاع مبيعات آيفون، فانطلق سهمها محلقاً منذ اللحظات الأولى في تعاملات يوم الجمعة، ليقود مؤشرات الأسهم الأميركية للارتفاع، ويضيف مؤشر داو جونز الصناعي 559 نقطة لقيمته.
ورغم ارتفاعات الجمعة، المدعومة أيضاً بارتفاعات كبيرة في أسهم البنوك الإقليمية، تجاوزت 95% في سهم بنك «باك وست بانكورب»، ووصلت لأكثر من 6% في صندوق البنوك الإقليمية KRE الأشمل، منيت مؤشرات الأسهم الرئيسية بخسارة أسبوعية، كان العامل الأكثر تأثيراً بها كلمات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول الأربعاء، التي استبعد فيها تخفيض الفائدة الأميركية قبل نهاية العام الحالي.
وفي تعاملات يوم الجمعة، وفي أعقاب رفع العديد من البنوك المركزية الفائدة على عملتها، بما فيها الفيدرالي الأميركي والمركزي الأوروبي، قفز مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 1.9%، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 2.2%، بينما اكتفى مؤشر داو جونز الصناعي بالارتفاع بنسبة 1.6%.
وجاءت الارتفاعات الكبيرة للأسهم الأميركية رغم صدور بيانات مكتب العمل قبل بدء التعاملات، والتي دعمت احتمالات استمرار معدلات الفائدة المرتفعة لبعض الوقت، بعد إظهار إضافة الشركات الأميركية 253 ألف وظيفة، خلال شهر أبريل، بينما كانت التوقعات 180 ألف وظيفة فقط، فيما اعتبره محللون إشارة إلى قوة سوق الأسهم الأميركية في الوقت الحالي.
وأظهرت بيانات مكتب العمل أيضاً انخفاض معدل البطالة الأميركي إلى 3.4%، وهو الأدنى في أكثر من نصف قرن. وقال محللو بيانات لمحطة «سي إن إن» الإخبارية، إن البيانات الصادرة تدعم احتمالات بقاء معدلات الفائدة الأميركية مرتفعة، أطول مما تعكسه الأسواق حالياً.
وبعثت ارتفاعات الأسهم القوية يوم الجمعة برسائل طمأنة للمستثمرين في اتجاهات عدة. فبخلاف تجاهل فكرة استمرار الفائدة المرتفعة، والمستوى شديد التدني للبطالة، تجاوزت الأسهم الأميركية أيضاً ما يبدو أنه «أزمة بنوك متجددة»، في أعقاب إغلاق ثلاثة بنوك أميركية في أقل من شهرين، واقتراب عدة بنوك أخرى من الهاوية.
أيضاً بدا واضحاً استبعاد المستثمرين فكرة تخلف الحكومة الأميركية عن سداد ديونها، رغم استمرار العناد بين الحزبين، وإصرار الجمهوريين على عدم السماح بزيادة حد الدين العام الأميركي قبل إجراء تخفيضات ضخمة في الإنفاق الحكومي، وهو ما يرفضه الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي، حتى الآن.
وفي هذا السياق، اتهم بايدن، الجمعة، خصومه الجمهوريين بأخذ اقتصاد البلاد «رهينة» برفضهم الموافقة على رفع الدين، ما لم يُقدِم هو على اعتماد اقتطاعات كبيرة في الميزانية.
وقال بايدن، إنه سيبلغ قادة الكونغرس عندما يلتقيهم الثلاثاء بأن عليهم «القيام بما قام به كل كونغرس آخر، وهو رفع سقف المديونية وتفادي التخلف عن السداد».