حسام عبدالنبي (دبي)
جاءت دولة الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً في إعادة تصدير الشاي بنسبة بلغت 51% من حيث القيمة والكمية، كما حلت الدولة في المرتبة الخامسة في تجارة الشاي بعد الدول المنتجة الرئيسة، حسب عبد الله آل صالح، وكيل وزارة الاقتصاد، والذي أكد أن الإمارات تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لتولي دفة قيادة تجارة الشاي العالمية بفضل موقعها الاستراتيجي في قلب طرق التجارة العالمية، بالإضافة إلى البنية التحتية المتطورة التي توفرها، وبيئة تمكين الأعمال التي تقدمها للشركات.
ولفت خلال فعاليات النسخة الثامنة من منتدى دبي العالمي للشاي أمس، إلى أهمية استضافة منتدي دبي العالمي للشاي الذي يمثل منصة تجمع التجار وأصحاب القرار في صناعة الشاي لرسم ملامح مستقبل القطاع.
وشارك في المنتدى الذي ينظّمه مركز الشاي التابع لمركز دبي للسلع المتعددة تحت شعار «استكشاف مستقبل الشاي: من توجهات المستهلكين نحو آفاق التوسع إلى أسواق جديدة» أكثر من 300 من الخبراء والمتخصصين في الصناعة من مختلف أنحاء العالم، من بينهم التجار والمنتجون، والموردون، والمشترون، والحكومات. وعلى مدار ثلاثة أيام، ناقشت الأطراف المعنية في صناعة الشاي التوجهات الرئيسية في سوق الشاي العالمي، وبحثوا سبل تسخير الفرص الحالية لتحفيز النمو المستدام للقطاع.
تعزيز مكانة الإمارات
ومن جانبه، قال أحمد بن سليّم، الرئيس التنفيذي الأول، والمدير التنفيذي لمركز دبي للسلع المتعددة، إن الشاي يعتبر أحد أقدم السلع التي تم تجارتها في العالم، ومن المتوقع زيادة قيمة السوق العالمية بنسبة 40%، لكون الشاي ثاني أكثر المشروبات استهلاكاً في العالم. وأضاف أن دبي أولت أهمية خاصة لتجارة الشاي، حيث يتعامل مركز الشاي التابع لمركز دبي للسلع المتعددة الآن بمعدل 43000 طن متري من الشاي السائب كل عام، ما يسهم في تعزيز المكانة الرائدة عالمياً لدولة الإمارات في مجال إعادة تصدير الشاي، مؤكداً أن القطاع يواصل النمو بمعدل سريع ولذلك نتوقع أن نرى مفاهيم وابتكارات جديدة إضافة إلى توجه التجارة إلى دبي في السنوات القادمة مع زيادة النمو العالمي لصناعة الشاي. وأشار إلى أن دبي رسخت مكانتها لتكون بمثابة حلقة وصل بين أكبر الدول المنتجة للشاي وأسواق الاستهلاك من حول العالم، بفضل موقعها الإستراتيجي، وبنيتها التحتية عالمية المستوى، وبيئة أعمالها المحفزة على الازدهار والنمو، منوهاً بأن إمارة دبي أصبحت واحدة من مراكز تجارة الشاي العالمية الرائدة، بالإضافة إلى تعزيز حضورها كمركز للابتكار والقيمة المضافة في صناعة الشاي.
وبدوره أفاد سعيد السويدي، مدير السلع الزراعية في مركز دبي للسلع المتعددة، بأن مركز الشاي التابع لمركز دبي للسلع المتعددة يهدف إلى تطوير تجارة الشاي وتنميتها من خلال ربط الأسواق ببعضها عبر دبي، ويستعد مركز الشاي لمواصلة أدائه القوي خلال عام 2023 استناداً إلى الأرقام القياسية التي سجلها خلال عام 2022، مدفوعاً بالتكنولوجيا والأتمتة، بالإضافة إلى التركيز على تطوير الشاي المتخصص والنكهات المبتكرة.
وتضمن منتدى دبي العالمي للشاي لعام 2023 أربع جلسات رئيسية بعنوان: «البلدان المنتجة – النمو والتوجهات والفرص»، و«توجهات المستهلكين: الوعي والاختيار والمنافسة»، و«الاستدامة: من التعبئة والتغليف والبلاستيك إلى الشفافية والتجارة العادلة»، و«التكنولوجيا والابتكار والتطور في صناعة الشاي».
عقود فضة فورية متوافقة مع الشريعة وعقود آجلة للألماس
كشف أحمد بن سليّم عن إطلاق المركز عقود فضة فورية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية لتلبية الطلب المتزايد على المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة، متوقعاً في تصريحات للصحفيين على هامش فعاليات النسخة الثامنة من منتدى دبي العالمي للشاي، أن يتم ذلك خلال النصف الثاني من العام الحالي وتحديداً قبل شهر أغسطس المقبل.
وأعلن ابن سليّم، إمكانية إدراج عقود عاجلة للألماس (الزراعي) مثل عقود الذهب والفضة، وذلك في ظل الطلب المرتفع وتطور التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج الألماس الزراعي والذي أصبح يحاكي في الجودة والشكل الألماس الطبيعي، مشيراً إلى أن معظم العقود المدرجة في بورصة دبي للذهب والألماس، مرتبطة بالذهب وتتماشى مع متطلبات السوق المحلي، إلى جانب زيادة التوجه نحو الاستثمار في الذهب كأدوات مالية خلال الأعوام الماضية بعد قيام المصارف المركزية في عدد من الدول بزيادة احتياطاتها من الذهب، نظراً لتوقعها ضعف الدولار الأميركي قبل عامين ماضيين.
وكشف بن سليّم، عن استهداف مركز دبي للسلع المتعددة إنشاء مركز متخصص لإنتاج ومعالجة وتعبئة وإعادة تصدير المياه. وذكر أنه من الصعب حالياً أن يتم تداول سلعة الشاي كباقي السلع الأخرى في البورصة مثل الألماس والذهب والفضة بسبب تغيير جودته ووزنه بحكم ظروف التخزين ووقت التخزين. وأوضح أن مركز الشاي التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، يدرس عدداً من البدائل لمضاعفة مساحته الحالية منها الانتقال إلى مقر جديد في جبل علي، كاشفاً أن المركز حصل على الأرض اللازمة ويتفاوض مع المنطقة الحرة في جبل علي «جافزا» بهذا الشأن لتوسعة مركز الشاي بضعفين من مساحة المركز الحالي.