ريم البريكي (أبوظبي)
انتعشت مبيعات الذهب في الأسواق المحلية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تزامناً مع تراجع أسعار المعدن الأصفر عالمياً، حسب تجار ومديري محال ذهب. وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» إن الإقبال على شراء الذهب يرتبط بالعادات الإماراتية لاستقبال العيد المبارك بالزينة والبهجة والتهادي به، فضلاً عن الأعراس وحفلات الزفاف.
وتراجعت أسعار الذهب في الأسواق العالمية أكثر من واحد بالمئة يوم الأربعاء متأثرة بارتفاع عائدات السندات الأميركية وصعود الدولار مع رهان بعض المستثمرين على أن وقف مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) لدورة رفع أسعار الفائدة يستغرق وقتا أطول مما كان متوقعاً، ووصل سعر المعدن الأصفر إلى 1974.89 دولار للأوقية (الأونصة) وهو أدنى مستوى خلال أسبوعين.
طلب متزايد
وقال أحمد عنيزان مدير العلاقات العامة التطوير في مجوهرات سالم الشعيبي بأبوظبي إن السوق يسجل طلباً متزايداً على شراء الذهب سواء المشغول أو السبائك.
وأوضح أن توجهاً من المستهلكين في الدولة إلى اقتناء السبائك والعملات الذهبية من أجل الاستثمار، حيث زادت المبيعات بنسبة 25% خلال العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، منوها بأن إقامة المزيد من الفعاليات، والمناسبات، والاحتفالات، يعزز نشاط قطاع المجوهرات وتجارة التجزئة بشكل عام في الدولة.
وأكد أن تراجع أسعار الذهب أدى إلى نشاط حركة في الشراء خلال الفترة الأخيرة، مضيفاً أن المستهلك بات يتابع أسعار الذهب العالمية أولاً بأول، حيث يقبل على الشراء في حال تراجع الأسعار، والبيع في حال الصعود من أجل جني الأرباح. وأشار إلى أن الذهب يعتبر ملاذاً آمناً لدى سكان الإمارات منذ قديم الزمان، لسرعة تسييله إلى نقود والاستفادة من هذه الأموال عند الحاجة، خاصة أن المستهلك يفضل الذهب، كأداة استثمار، في صورة سبائك أو مشغولات تكون تكلفة المصنعية عليها قليلة.
ريادة إماراتية
تصدرت الإمارات دول منطقة الشرق الأوسط في حجم مبيعات الذهب خلال العام الفائت، وفق تقرير «اتجاهات الطلب على الذهب» الصادر عن مجلس الذهب العالمي، الذي أظهر نمو حجم مبيعات الذهب في الدولة خلال العام 2022 بنسبة 33.1 % ليصل إلى 55.4 طن، مقابل 41.6 طن خلال العام 2021. واستأثرت المجوهرات بحصة بلغت %84.8 من مجمل حجم مبيعات الذهب في الدولة خلال العام الماضي، بعد أن بلغت 46.9 طن مقابل 33.8 طن خلال الفترة المقابلة من العام 2021، لتسجل بذلك نسبة نمو بلغت نسبتها نحو %38.75. الأدوات المالية والسبائك
وبلغت حصة الأدوات المالية والسبائك نحو 15.2% من إجمالي مبيعات الذهب في الدولة خلال العام 2022 بحجم مبيعات بلغ 8.4 طن، مقابل 5.67.7 طن خلال العام 2021 بنسبة نمو 9%.
الذهب التراثي
ومن جهته، لفت عبدالرب اليافعي مالك مجوهرات أمير الذهب في أبوظبي إلى أن هناك حراكاً قوياً في سوق الذهب وإقبالاً كبيراً على شراء الذهب بنوعيه المشغول والسبائك، مؤكداً أن الإقبال الواسع على الذهب نظراً لأنه من السلع المرتبطة بتراث المجتمع الإماراتي وتفضيل النساء لارتداء الذهب أيام العيد.
وأضاف أن اغلب عمليات شراء الذهب كانت من نصيب الذهب التراثي، ذو التصاميم المحلية من الذهب من عيار 21 قيراطاً، كما ضمت المشغولات الذهبية البسيطة التي تقدم كهدايا وتضم «عقوداً» وخواتم، بالإضافة مشغولات الذهب المخصصة للأطفال التي تجد إقبالاً واسعاً على الشراء استعدادا للعيد.
وأكد أن الوضع في السوق «مبشر» مع زيادة الإقبال على شراء الذهب والاستفادة من فترة النزول الحاصلة في أسعاره عالمياً، موضحاً أن عمليات الشراء تركزت على الذهب التراثي بشكل أوسع خاصة من قبل المواطنين، فيما كانت فئة الشباب هي الفئة الأكثر شراءً، وتنوعت أسعار المشتريات ما بين 20.000 درهم وما فوق للذهب التراثي (مرتعشة، طاسة، حيول، ومريات). وذكر أن أسعار الذهب ذي التصاميم البسيطة والوزن الأقل تراوحت ما بين 500 درهم و2000 درهم وهذا ناتج عن تراجع أسعار الذهب وفق البورصة العالمية.
خزين وادخار
قال عبدالرب اليافعي إن المستهلكين يقبلون على شراء عملات الذهب والأونصات كخزين وادخار خاصة عند نزول الأسعار وبالمقابل يزيد الطلب أيضاً على المجوهرات وحلي الذهب لأن الانخفاض في الأسعار يشجع المقبلين على الزواج، خاصة أن الأسعار حالياً مشجعة للشراء.
وتوقع اليافعي أن يكون النزول الحالي في أسعار الذهب مؤقتاً ولن يستمر على المدى البعيد، مرجحاً أن تعاود أسعاره الارتفاع مرة أخرى بعد انتهاء فترة تشديد السياسة النقدية التي لجأت إليها البنوك المركزية للجم التضخم.