مصطفى عبد العظيم (دبي)
تستقبل القرية العالمية، عشرات الأطنان يومياً من البضائع والمنتجات الواردة من مختلف البلدان، لتعرض في أكبر بازار تجاري مفتوح في العالم يمتد لنحو ستة أشهر، أمام الملايين من زوار القرية التي نجحت، عبر مسيرة تمتد لأكثر من ربع قرن، في رسم ملامح طريق حرير جديد، يربط بعناية فائقة مسارات التجارة الممزوجة بعبق الأصالة والتاريخ من الشرق إلى الغرب، في رحلة تجارة رابحة تبدأ وتنتهي في دبي.
ويؤكد منظمو أجنحة مشاركة في الموسم السابع والعشرين، على الدور المحوري الذي تلعبه القرية في تعزيز الشراكة التجارية بين دولة الإمارات وكافة الدول المشاركة في أجنحة وأنشطة القرية، لافتين إلى أن القرية باتت تشكل أحد أبرز الأحداث التجارية العالمية لعرض منتجات الدول المختلفة أمام أكثر من 7 ملايين زائر من كافة أنحاء العالم.
ويلفت هؤلاء إلى أن حرص إدارة القرية على إلزام الأجنحة والعارضين بالتقيد بتقديم البضائع والسلع التي تمثل ثقافة الدول المشاركة، أسهم في توفير منصة استثنائية للترويج التجاري من خلال أكثر من 3000 منفذ بيع بالقرية، بما يضمن تجربة تسوق عالمية فريدة للضيوف من دون الحاجة إلى السفر إلى الخارج.
ويقدر حجم المبادلات التجارية التي تشهدها القرية العالمية بنحو 3 مليارات درهم في الموسم، فيما يتراوح حجم البضائع التي تدخل القرية بعشرات الأطنان في اليوم الواحد، الأمر الذي يعكس كثافة حركة البيع في القرية.
ويوضح هؤلاء أن القرية تشكل ساحة استثنائية لعقد الصفقات التجارية، وتفتح مجالات واسعة أمام الشركات والجهات العارضة من مختلف أنحاء العالم لتسويق منتجاتها وبضائعها ليس فقط في أسواق الإمارات، ولكن في أسواق المنطقة والعالم.
ويقول إبراهيم الجابر مؤسس ورئيس شركة ثري بي يونايتد، ومنظم الجناح المصري في القرية العالمية: تمكنت القرية، عبر مسيرة حافلة من النمو والتطور تمتد لنحو سبعة وعشرين عاماً، في أن تصبح اليوم بمثابة أكبر بازار تجاري مفتوح في العالم يجمع بين التجار من مختلف دول العالم وبين المستهلكين في مدة زمنية تصل إلى ستة أشهر تقريباً.
ويؤكد جابر أن هذا النموذج من الأسواق والمعارض التجارية المباشرة غير منتشر في العالم، الأمر الذي يميز القرية بنموذجها المتفرد في أن تصبح وجهة استثنائية للترويج التجاري وتسويق البضائع والسلع والمنتجات من الدول المشاركة، عبر القرية العالمية، وفي إمارة تشكل بدورها أحد أبرز المحاور التجارية في العالم.
ويضيف جابر أن القرية تشهد في كل موسم تطوراً مذهلاً على صعيد المنتجات والمعروضات التي تقدمها أجنحة الدول المشاركة، حيث يساعد البيع المباشر للزوار في تعريف التجار بالمتطلبات المختلفة للزبائن، ومن ثم يتم تطوير المنتجات في المواسم المقبلة لتلبية هذه المتطلبات.
ويلفت جابر إلى أن القرية، التي رسخت على مدى أكثر من ربع قرن موقعها كوجهة عائلية، تستقطب ملايين الزوار في كل موسم من مختلف مستويات الإنفاق، الأمر الذي يسهم في رواج المبيعات على مدار الموسم، مشيراً إلى أن الأجواء التي تميز القرية العالمية تضعها في موقع مختلف عن المعارض التجارية أو التسوق في المراكز التجارية.
ويشير جابر إلى أن الرواج التجاري الذي تشهده القرية العالمية، ينعكس بشكل مباشر على الدول المشاركة من خلال زيادة الصادرات وفتح أسواق جديدة لمنتجاتها التصديرية، وكذلك تعزيز إيراداتها من العملات الأجنبية، حيث يأتي التجار المشاركون في أجنحة الدول بأطنان كبيرة من البضائع شهرياً لتسويقها في القرية على مدى ستة أشهر، ما يؤكد أن النشاط التجاري يشكل العمود الفقري للقرية العالمية وأحد أسرار نجاحها.
ويوضح جابر أن الجناح المصري الذي يضم تحت مظلته أكثر من 70 محلاً، يعرض العديد من المنتجات المصرية الخالصة التي تلاقي اهتماماً كبيراً من الزوار، خاصة على صعيد المنسوجات، والمنتجات القطنية، والحرف اليدوية والأثاث.
أسواق جديدة
وتشير هنادي أحمد، منظمة الجناح العماني الذي يعود بحله جديدة إلى القرية العالمية هذا الموسم، أن القرية شكلت على مدار تاريخها نافذة مهمة للتعريف وتسويق منتجات الدول المشاركة وفتح أسواق جديدة لها أمام ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، وساهمت في رواج العديد من العلامات التجارية.
وتلفت إلى المكاسب الكبيرة التي تحققها أكثر من 29 شركة مشاركة تحت مظلة الجناح العماني هذا الموسم، خاصة أن 70% من هذه الشركات تشارك للمرة الأولى، حيث يستضيف الجناح هذا الموسم علامة الساعات العمانية «نور مجان» والتي تعرض أغلى ساعة في تاريخها والتي أطلق عليها «الساعة الماسية».
سونيل باتيا: بوابة المنتجات الأفريقية للأسواق الدولية
يؤكد سونيل باتيا، منظم جناحي أفريقيا وأوروبا في القرية العالمية، أهمية دور القرية في زيادة المبادلات التجارية بين الإمارات وعدد كبير من الدول المشاركة، خاصة من الأسواق الأفريقية التي لا تتوفر لمنتجاتها فرص تصديرية مباشرة إلى الأسواق الخارجية.
ويوضح باتيا أن الطلب القوي على المنتجات التي تعرضها أكثر من 10 دولة مشاركة ضمن جناح أفريقيا ونحو 6 دول في جناح أوروبا، يؤكد الدور المحوري للقرية في تعزيز التجارة وفتح أسواق تصديرية جديدة أمام منتجات الدول المشاركة، لافتاً إلى أن النمو القوي في أعداد الزوار يشكل انعكاساً للمكانة التي رسختها القرية خلال السنوات الماضية كوجهة رئيسية، ليس فقط للترفيه والتعرف على الحضارات والثقافات المختلفة، ولكن أيضاً كوجهة مفضلة للتسوق الممزوج بالتاريخ في أكبر بازار تجاري مفتوح بالعالم.