السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تكنولوجيا المعلومات «المستدامة» تحسن الربحية وتعزز تنافسية الشركات

تكنولوجيا المعلومات «المستدامة» تحسن الربحية وتعزز تنافسية الشركات
8 ابريل 2023 02:08

حسام عبدالنبي (دبي)

انضم قطاع تكنولوجيا المعلومات إلى القطاعات التي تحرص على تطبيق معايير الاستدامة، وأصبحت تكنولوجيا المعلومات المستدامة أمراً مهماً للغاية، نظراً لتزايد الطلب على الخدمات الرقمية وتضاعف عدد مستخدمي الإنترنت وزيادة حركة الإنترنت بمقدار 20 ضعفًا.
وحالياً تتسابق الشركات العالمية لتطبيق تكنولوجيا المعلومات المستدامة، بعد إدراكها حقيقة أن صناعة تكنولوجيا المعلومات مسؤولة عن نحو %2 من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وهو ما يعادل تقريبًا الانبعاثات التي تنتجها صناعة الطيران.
وتسعى الشركات العاملة في صناعة تكنولوجيا المعلومات لتقليل البصمة الكربونية الإجمالية للقطاع، عبر تطبيق أفضل الممارسات لتقليل استهلاك مراكز وشبكات نقل البيانات للكهرباء، مع ضمان كفاءة الطاقة من خلال تحسين الكود والأجهزة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ سياسات إدارة طاقة الأجهزة، مع الالتزام بمعايير «الشراء المسؤول» للأجهزة من خلال التأكد من أن المواد المستخدمة في صناعتها مصدرها أخلاقي ويمكن إعادة تدويرها أو التخلص منها دون الإضرار بالبيئة.
وحسب خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات فإن ممارسات تكنولوجيا المعلومات المستدامة تقلل من الأثر البيئي وتوفر المال وتبقي الشركات في صدارة المنافسة عبر تحسين سمعة العلامة التجارية وولاء العملاء، وزيادة الامتثال التنظيمي، مشيرين إلى أن شركات التكنولوجيا العالمية مثل «جوجل» و«آبل» و«أمازون» و«فيسبوك» قامت بتطبيق مجموعة متنوعة من ممارسات تكنولوجيا المعلومات المستدامة التي ساعدتهم على تقليل تأثيرهم البيئي وتوفير المال وتعزيز الاستدامة، ومنها على سبيل المثال استخدام «جوجل» الطاقة المتجددة بنسبة %100 لعملياتها العالمية منذ عام 2017 والعمل على تحسين استهلاك الطاقة في مراكز البيانات الخاصة بها باستخدام خوارزميات التعلم الآلي.

أساليب صديقة للبيئة
يؤكد طلال شيخ، أستاذ مشارك، مدير الدراسات الجامعية لكلية الرياضيات وعلوم الحاسوب، جامعة هيريوت وات دبي، أن تكنولوجيا المعلومات المستدامة باتت أمراً مهماً للغاية في ظل تزايد الطلب على الخدمات الرقمية، حيث تضاعف عدد مستخدمي الإنترنت منذ عام 2010، وزادت حركة الإنترنت بمقدار 20 ضعفًا. وقال إنه وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، تمثل مراكز البيانات وشبكات نقل البيانات 1% إلى 1.5% من استهلاك الكهرباء في العالم ما يعني أن قطاع التكنولوجيا هو أحد أكبر مستهلكي الطاقة ومنتجي غازات الاحتباس الحراري، وتالياً يساعد استخدام الأساليب الصديقة للبيئة في تكنولوجيا المعلومات على تقليل البصمة الكربونية الإجمالية للقطاع، مشيراً إلى أنه بفضل تطبيق تكنولوجيا المعلومات المستدامة يمكن تقليل استهلاك النفايات والموارد، كما يمكن للمؤسسات توفير المال، وزيادة الكفاءة، والحفاظ على قدرتها التنافسية من خلال تقليل فواتير الطاقة عن طريق تقليل استهلاكها للطاقة، ويمكنهم تقليل أحمال النفايات عن طريق فعل الشيء نفسه.
وأضاف شيخ، أن الاستدامة في تكنولوجيا المعلومات تشمل مجموعة واسعة من العوامل التي تساهم في تقليل التأثير البيئي للصناعة، وهذا يشمل ضمان كفاءة الطاقة من خلال تحسين الكود والأجهزة، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتنفيذ سياسات إدارة طاقة الأجهزة. وذكر أن أحد الجوانب الحاسمة للاستدامة في تكنولوجيا المعلومات، يتمثل أيضاً في (الشراء المسؤول) والتخلص من الأجهزة، ويتم ذلك من خلال التأكد من أن المواد المستخدمة في الأجهزة مصدرها أخلاقيًا ويمكن إعادة تدويرها أو التخلص منها من دون الإضرار بالبيئة، منوهاً بأن تعزيز الاقتصاد الدائري، والحد من النفايات الإلكترونية، وضمان خصوصية البيانات وأمنها من العوامل الأساسية الإضافية، ولذا يمكن لصناعة تكنولوجيا المعلومات تقليل تأثيرها البيئي مع ضمان خصوصية وأمن البيانات التي تديرها من خلال تنفيذ هذه الممارسات، وبالتالي جعلها أكثر استدامة.
فوائد وتحديات
وفيما يخص الفوائد والتحديات في تطبيق تكنولوجيا المعلومات المستدامة، أفاد شيخ، بأن صناعة تكنولوجيا المعلومات مسؤولة عن نحو 2% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، وهو ما يعادل تقريبًا الانبعاثات التي تنتجها صناعة الطيران. وقال إنه من منظور الأعمال التجارية، يمكن أن يؤدي تطبيق ممارسات تكنولوجيا المعلومات المستدامة إلى عدد من الفوائد، بما في ذلك تقليل استهلاك الطاقة والتكاليف، وتحسين سمعة العلامة التجارية وولاء العملاء، وزيادة الامتثال التنظيمي، لافتاً إلى أنه يمكن للشركات التي تطبق ممارسات تكنولوجيا المعلومات المستدامة أن تقود الابتكار وتظل في صدارة المنافسة من خلال تطوير تقنيات وحلول جديدة صديقة للبيئة.
وكشف شيخ، أن الشركات قد تواجه عقبات في تنفيذ ممارسات تكنولوجيا المعلومات المستدامة، مثل التكاليف الأولية، ومقاومة الموظف للتغيير، والحاجة إلى المعرفة المتخصصة، لكنه المح إلى أنه يمكن للشركات المشاركة في التخطيط والتحليل لتحديد ممارسات تكنولوجيا المعلومات المستدامة الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتنفيذها من أجل التغلب على هذه العقبات، مؤكداً أنه يمكن القول بشكل عام أن الشركات ستستفيد بشكل كبير من تطبيق ممارسات تكنولوجيا المعلومات المستدامة من خلال تعزيز الاستدامة البيئية، وتحسين أرباحها النهائية، والبقاء في صدارة المنافسة من خلال تقليل استهلاك الطاقة والتكاليف، وتعزيز سمعة العلامة التجارية، وتحسين الامتثال التنظيمي.

مستقبل مستدام
ومن جانبها، قالت ريم أسعد، نائب رئيس شركة سيسكو في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن تعزيز الاستدامة سيكون أحد أهم الاتجاهات التقنية التي ستساعد الشركات في المنطقة على تحقيق أقصى استفادة من التحول الرقمي في عام 2023، وسيدعمها تقنيات الاتصال وشبكات الجيل التالي، مشيرة إلى أن صافي الانبعاثات الصفرية سيقود معايير مشتركة لتحقيق أهداف الاستدامة مع تطويرات في تصميم أجهزة الطاقة عبر الإيثرنت، لتحقيق التحوّل المنشود في مراكز البيانات بما يضمن بناء مستقبل مستدام للجميع.
وذكرت أسعد، أن الشبكات وواجهات برمجة التطبيقات ستصبح أكثر تقدماً من خلال إدارة منصّات مراكز البيانات، لمراقبة استهلاك الطاقة وتتبعها وتغييرها، مرجحة أن تكون شركات بيع خدمات تكنولوجيا المعلومات والشركاء المزوّدون للمعدات أكثر شفافية من حيث إعادة استخدام الأجهزة، أي الاقتصاد الدائري، لتحقيق تقدّم ملحوظ على صعيد العمليات المستدامة.
ركائز التنمية المستدامة
أوضح الدكتور صلاح الدين عبد الرحمن، الخبير البيئي أنه رغم وجود آثار سلبية لتكنولوجيا المعلومات على التنمية المستدامة، والمتمثلة باستهلاك الطاقة، ونقصان الموارد، والتلوث البيئي والآثار البيئية المباشرة بسبب إنتاج واستخدام البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، إلا أن ثورة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أسهمت بشكل كبير في تعزيز الجهود لتحقيق التنمية المستدامة، مفسراً ذلك بأن تكنولوجيا المعلومات المستدامة تمكن من الاستفادة من التطبيقات والبرامج وقواعد البيانات، والشبكات وخدمات التخزين السحابي، وتقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء، لتطبيق نماذج تسهل الانتقال إلى الاستدامة طالما تم تحديد الآثار السلبية المحتملة ومعالجتها بشكل كاف. وأشار عبد الرحمن، إلى وجود حاجة إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بوصفها عوامل محفزة لتوفير ركائز التنمية المستدامة الثلاث وهي التنمية الاقتصادية، والاندماج الاجتماعي، وحماية البيئة، مؤكداً أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سيكون لها أهمية حاسمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©