عواصم (وكالات)
تراجعت أسهم البنوك في العديد من البورصات الأوروبية والآسيوية مرة أخرى أمس بعد أسبوع مضطرب في ظل قلق المستثمرين من أن أسوأ المشاكل في القطاع منذ الأزمة المالية عام 2008 لم يتم احتواؤها بعد.
دفعت أسهم البنوك والخدمات المالية الأسواق إلى الهبوط مع استمرار المخاوف بشأن سلامة القطاع في ظل أنباء عن تحقيق أميركي بشأن بنكي كريدي سويس و(يو.بي.إس) مما زاد الضغط على الأسهم.
مؤشر البنوك الكبرى
وتفصيلاً، انخفض مؤشر البنوك الأوروبية الكبرى 2.2% في التعاملات المبكرة مع تراجع سهم بنك (يو.بي.إس) السويسري 6.4%.
وهبط سهم دويتشه بنك 5.4% بعد قفزة حادة في تكلفة التأمين من مخاطر التخلف عن السداد في وقت متأخر أمس الأول. وانخفضت أسهم الخدمات المالية 1.5%.
وهبط سهم بنك رايفايزن الدولي 1.8% بعد أن ذكرت رويترز أن البنك المركزي الأوروبي يضغط على البنك النمساوي للتخلي عن أعماله في روسيا التي تدر عليه أرباحاً ضخمة.
وفي عموم أوروبا، تراجع المؤشر ستوكس 60 الأوروبي 0.9% بحلول الساعة 08.09 بتوقيت جرينتش لكن انتعاشاً قوياً في وقت سابق هذا الأسبوع جعله في طريقه لتحقيق مكاسب أسبوعية.
ثقة المستثمرين
وبعدما أثار الانهيار المفاجئ هذا الشهر لاثنين من البنوك الأميركية الاضطرابات في القطاع، سارع بنك يو.بي.إس إلى الاستحواذ على كريدي سويس يوم الأحد بعد أن خسر البنك السويسري المتعثر ثقة المستثمرين.
ووفقاً لمصدرين مطلعين، تتسابق السلطات السويسرية وبنك يو.بي.إس على الانتهاء من عملية الاستحواذ في غضون شهر في محاولة للاحتفاظ بعملاء وموظفي كريدي سويس.
تحقيقات أميركية
وأفادت بلومبرج نيوز بأن بنكي كريدي سويس ويو.بي.إس من بين بنوك خاضعة للتدقيق في تحقيق تجريه وزارة العدل الأميركية حول ما إذا كان متخصصون ماليون قد ساعدوا الأثرياء الروس على التهرب من العقوبات.
وامتنع كريدي سويس ويو.بي.إس عن التعليق، بينما لم ترد وزارة العدل على طلبات من رويترز عبر البريد الإلكتروني للتعقيب.
ويأتي انخفاض أسهم البنوك الأوروبية في أعقاب خسائر أميركية أمس الأول إذ كان المستثمرون يتطلعون لمعرفة إلى أي مدى ستدعم السلطات القطاع، وخاصة البنوك الهشة.
وللمرة الرابعة في أسبوع، تحدثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أمس الأول لطمأنة المواطنين بأن النظام المصرفي الأميركي آمن.
وقالت للمشرعين الأميركيين إن الجهات التنظيمية للبنوك ووزارة الخزانة مستعدة لتقديم ضمانات شاملة على الإيداع في البنوك الأخرى كما فعلت في بنك سيليكون فالي وبنك سيجنتشر.
البورصات الآسيوية
ولم تسلم البورصات الآسيوية من الانخفاض، إذ تراجعت مؤشرات الأسهم الصينية في ختام تعاملات أمس، لتتخلى عن أعلى مستوياتها خلال أسبوعين مع تعرضها لعمليات جني أرباح محدودة. وأغلق مؤشر هانج سينج منخفضاً بنسبة 0.67% توازي 134 نقطة ليصل إلى مستوى 19915.68 نقطة. ونزل مؤشر «إس إس آي» المركب في بورصة شنغهاي بنحو 0.64 % أو ما يوازي 21 نقطة ليصل عند 3265.65 نقطة.
ارتفاع الين
كما أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض إذ أدى ارتفاع الين إلى إثارة مخاوف بشأن تراجع أرباح الشركات المحلية، بينما استمر قلق المستثمرين من أزمة مصرفية أوسع.
وانخفض المؤشر نيكاي 0.13% ليغلق عند 27385.25 نقطة متراجعاً 0.19% خلال الأسبوع.
وهبط المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.10% إلى 1955.32 نقطة ليسجل خسائر أسبوعية بنسبة 0.2%.
وقال شويتشي أريساوا، مدير عام قسم أبحاث الاستثمار لدى أيواي كوزمو للأوراق المالية «ارتفاع الين كان سبب التراجع في السوق، بينما لا يزال المستثمرون يُقيمون الاضطرابات في القطاع المصرفي».
ولامس الين أعلى مستوى في ستة أسابيع مقابل الدولار مع استمرار المتعاملين في تقييم تلميحات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بشأن التوقف مؤقتاً عن رفع أسعار الفائدة.
تأثر الإقبال على المخاطرة
تأثر الإقبال على المخاطرة بعد أن أثار انهيار بنك سيليكون فالي ومشاكل السيولة في بنك كريدي سويس السويسري المخاوف بشأن أزمة مالية عالمية. وانخفض سهم فاست ريتيلينج المالكة لمتاجر يونيكلو 1.01 بالمئة ليكون أكثر ما دفع المؤشر نيكاي للانخفاض.
وتراجعت أسهم شركات استكشاف النفط 1.27 بالمئة لتكون الأسوأ أداء بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو بعد انخفاض أسعار النفط.
وسجلت الشركات المالية أداء ضعيفاً مع تراجع مؤشر البنوك 0.77 بالمئة وهبوط مؤشر التأمين 0.77 بالمئة. وسجلت شركة طوكيو مارين القابضة للتأمين أكبر تراجع بين أكبر 30 شركة أساسية مدرجة على المؤشر توبكس متراجعة 1.19 بالمئة، تليها مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه بانخفاض 1.10 بالمئة.
ومن بين الأسهم المدرجة على المؤشر نيكي، ارتفع 69 سهماً وانخفض 149، بينما استقرت سبعة أسهم.